النظام السوري يقصف إدلب بعد إسقاط المعارضة طائرة استطلاع له

15 مايو 2020
قصفت قوات النظام السوري مجدداً مناطق ريف إدلب(فرانس برس)
+ الخط -
قصفت قوات النظام السوري مجدداً مناطق ريف إدلب الجنوبي، بعد ساعات من إعلان الفصائل المسلّحة إسقاط طائرة استطلاع تابعة للنظام في سماء إدلب، فيما أعلن النظام افتتاح مشاريع خدمية في المناطق التي انتزعها سابقاً من فصائل المعارضة.
وقالت مصادر محلية في إدلب إن قوات النظام استهدفت، فجر اليوم الجمعة، بالرشاشات الثقيلة أطراف قرية الرويحة شمال معرة النعمان، فيما قصفت بالمدفعية قريتي فليفل وسفوهن بريف إدلب الجنوبي.
ويأتي ذلك بعد إعلان فصائل المعارضة ليل أمس الخميس، إسقاط طائرة استطلاع لقوات النظام في أجواء جبل الزاوية جنوبي المحافظة. وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، إن فصائل المعارضة أطلقت النار على طائرة استطلاع كانت تحلق في أجواء قريبة من مدينة كفرنبل ما أدى إلى إسقاطها.
في غضون ذلك، قالت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام (سانا)، إن فادي سعدون، المكلّف مهام محافظ إدلب، افتتح عدداً من المراكز الخدمية في مدينة خان شيخون التي سيطرت عليها قوات النظام أواخر العام الماضي. وأوضح أنه تم اليوم افتتاح مقر مجلس مدينة خان شيخون وقسم الكهرباء ووحدة المياه، إضافة إلى مقر شعبة حزب البعث بعد إعادة تأهيلها، معتبراً أن افتتاح هذه المراكز خطوة مهمة نحو تسهيل عودة العائلات النازحة إلى المدينة، إضافة إلى تقديم الخدمات الضرورية للعائلات المقيمة حالياً.
ولفت سعدون إلى وجود خطط لافتتاح مجمع حكومي في خان شيخون يضم كل الدوائر والمؤسسات العامة كالمحكمة والأحوال المدنية، إضافة إلى افتتاح المخبز الآلي.
وتُعدّ مدينة خان شيخون ثالث أكبر مدينة في محافظة إدلب، وقد عاد اليها بعض النازحين من أهلها كما تقول وسائل إعلام النظام بعد أن تم تجهيز مقر موقت لمجلس المدينة.
يُذكر أن أكثر من مليون شخص نزحوا من ديارهم بفعل الحملة العسكرية للنظام وروسيا على محافظة إدلب العام الماضي، ومطلع العام الحالي، ولا تزال أغلبيتهم الساحقة في مخيمات اللجوء بالشمال السوري، ويرفض معظمهم العودة إلى مناطق سيطرة قوات النظام السوري، بينما عادت أعداد محدودة إلى بيوتهم المهدمة في مناطق سيطرة المعارضة، على الرغم من حالة عدم الاستقرار هناك بسبب خروقات وقف إطلاق النار المتكررة من جانب قوات النظام.

تفجير في الباب واشتباكات بين "قسد" و"الجيش الوطني"

في غضون ذلك، دارت اشتباكات فجر اليوم الجمعة، بين فصائل "الجيش الوطني" ومليشيات سورية الديمقراطية (قسد) غرب مدينة الباب، فيما شهدت المدينة نفسها، الليلة الماضية، انفجاراً أسفر عن سقوط عدد من الجرحى. وقال مراسل "العربي الجديد" سلام حسن إن اشتباكات دارت بين "الجيش الوطني" و"مجلس الباب العسكري" التابع لـ"قسد" على محور حزوان بريف مدينة الباب الغربي شمال شرق حلب، بالتزامن مع قصف متبادل.

وكانت اشتباكات مماثلة بالأسلحة الرشاشة وقعت بين الجانبين على محاور التويس وتل مضيق بريف حلب الشمالي، تزامناً مع قصف مدفعي تركي استهدف محور سد الشهباء بالريف ذاته.
إلى ذلك، انفجرت عبوة ناسفة الليلة الماضية خلف موقف الشرطة المنشأ حديثاً في سوق "النوفوتيه" وسط مدينة الباب شرقي حلب، ما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص، بينهم إصابة واحدة خطيرة على الأقل، وفق وكالة "الأناضول"، التي أشارت إلى أن الانفجار كان متزامناً لكرتونتين مفخختين، وضعتا في أحد شوارع مدينة الباب. ونقلت عن مصادر أمنية، ترجيحها وقوف المليشيات الكردية المسلحة وراء ذلك.
وكانت قوى الشرطة والأمن الوطني العام في مدينة الباب أعلنت، الاثنين الماضي، أنها رفعت الجاهزية واستنفرت عناصرها لتأمين الأماكن المزدحمة، وخصوصاً أسواق المدينة، مشيرة إلى أنها نشرت حواجز طيارة بحثاً عن كل من يخل بالأمن، وكثفت عمليات ونقاط التفتيش المؤدية إلى سوق المدينة، مع منع دخول السلاح وإنشاء كاراج موقت لركن آليات المدنيين.
والأحد، توفيت طفلة جراء جروح أصابتها من انفجار عبوة ناسفة وضعت داخل كيس خضار في محل تجاري وسط السوق الشعبي بمدينة الباب، واتهمت وزارة الدفاع التركية تنظيم (بي كا كا – ي ب ك) بتنفيذ الهجوم.
وتشهد مدن وبلدات شمالي وشرقي حلب بشكل مستمر، انفجارات بسيارات أو دراجات نارية مفخخة أو عبوات ناسفة تستهدف المدنيين والعسكريين، فيما تتهم تركيا والجيش الوطني السوري، الوحدات الكردية بتنفيذها.
وزادت الإجراءات الأمنية في تلك المناطق عقب انفجار عفرين الضخم نهاية إبريل/نيسان الماضي، والذي خلف 42 قتيلاً، حيث شددت السلطات المحلية عمليات التفتيش ومنعت السيارات من الدخول للأسواق الشعبية.

المساهمون