قام النظام السوري بمحاولة جديدة لايقاع الفتنة بين مكونات الشعب السوري، ودفع بالمئات من شباب طائفة الموحدين الدروز، في محاولة فاشلة لاقتحام قرى جبل الشيخ، التي يسيطر عليها مقاتلوا المعارضة، ما أدى إلى مقتل العشرات منهم، وخلق حالة من التوتر والشحن الطائفي.
وذكرت مصادر موالية بأن أعداد القتلى من المليشيات الموالية للنظام، وصل الى نحو 40 قتيلاً، جثث بعضهم تركت في أرض المعركة، نصفهم من قرى جبل الشيخ، والنصف الآخر من صحنايا والأشرفية وجرمانا.
وألقت تلك المصادر اللوم على قوات النظام واتهمتها بالتراجع، وترك شباب تلك المناطق من الشبيحة والدفاع الوطني وحدهم في الميدان. وعلت الأصوات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تتحدث عن استهتار النظام بالأبناء ودفعهم إلى الموت المجاني، واستعاد بعضهم ما جرى قبل نحو شهرين في ريف السويداء، بقرية دير داما، حيث دفع النظام شباب الجبل (السويداء) للموت، دون تقديم الدعم المطلوب في مواجهة البدو ومقاتلي "لواء العمري" المعارض، وما زال التوتر قائما بين الطرفين، ويُنذر بتحوله إلى اقتتال أهلي يستعصي وقفه.
في المقابل، ذكرت مصادر المعارضة في مناطق جبل الشيخ، بأن قراهم تعرضت منذ فجر، يوم الخميس، لقصف مدفعي عنيف وصل لنحو 300 قذيفة. وألقت الطائرات الحربية عدداً من البراميل المتفجرة على المدنيين في قرى بيت سابر وبيت تيما وكفرحور وحسنو، ما أدى الى استشهاد نحو 15 مدنياً، بينهم عدد من الأطفال، بينما تحدثت أنباء عن سقوط 23 ضحية.
وأوضحت تنسيقيات تلك القرى التي تقع غالبيتها تحت سيطرة المعارضة، بأن "قوات النظام وبعد التمهيد بحملة من القصف المدفعي الهمجي، وإلقاء البراميل المتفجرة من الطائرات الحربية، حاولت التقدم من محور بلدتي القلعة وبيت تيما، ومن جهة المقروصة، ودارت اشتباكات عنيفة، خصوصاً في محيط قرى بيت تيما والخربه وعين الشعره.
وعلى الرغم من عدم التوازن في التسليح، واختلال الميزان لصالح قوات النظام التي استخدمت مختلف أنواع الأسلحة، تمكن مقاتلو المعارضة من وقف زحف قوات الأسد المدعومة بالمئات من الشبيحة، ودفعهم إلى التراجع، فقتل من قتل، وفرّ الآخرون، تاركين عدداً من الجثث خلفهم.
وأوضح مصدر من أبناء المنطقة، رفض الكشف عن اسمه، لـ "العربي الجديد"، بأن "النظام يخشى من اقتراب مقاتلي المعارضة من العاصمة دمشق من جهة درعا وجبل الشيخ، عبر ريف دمشق الغربي والجنوبي، لذا فهو يسعى بأكثر من أسلوب لوقف زحفهم، فيلجأ من جهة لاستثمار تفوقه بالتسليح، تحديداً الجوي، لتوجيه ضربات مؤلمة لمناطق سيطرتهم، وتأليب حاضنتهم الشعبية ضدهم، ومن جهة أخرى، يدفع بالمليشيات الطائفية، لحرف الصراع وإيقاع الفتنة، وتشكيل جدار صد من خلال اقتتال أهلي. ويستند على شماعة الإرهاب والآخر الذي يريد أن يسبي ويغتصب، التي تجد صداها لدى الأقليات فتزوّده بالأنصار".
ويلفت المصدر إلى أن "الاحتقان المتولد عن استمرار وتزايد أعداد القتلى من أبناء الأقليات، دون تحقيق نصر عسكري واضح، وفي المقابل نجاح المعارضة في فضح استهتار النظام بجنوده وأنصاره وتخليه عنهم، ربما يصل إلى نقطة ينقلب فيها السحر على الساحر، فتتحول تلك المليشيات إلى قتاله".
يشار إلى أن مقاتلي المعارضة يسيطرون على القرى الواقعة غرب جبل الشيخ منذ نحو سنة، وهذه ليست أول محاولة "فاشلة" لقوات النظام لاستعادتها، ما جعلها عرضة للقصف بالأسلحة بعيدة المدى، والغارات الجوية المتواصلة.