النظام السوري يغذي مخاوف الموحدين لدعمه

15 يونيو 2015
أهالي السويداء يرفضون إرسال أبنائهم لثكنات الجيش(أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -
تتواصل الاشتباكات في محيط مطار الثعلة بريف السويداء بين قوات النظام والمجموعات المسلحة التي تواليها من جهة، وكتائب المعارضة السورية التي تحاصر المطار منذ الأربعاء الماضي من جهة ثانية. واتخذت هذه الاشتباكات بعداً جديداً عقب تدخل قوة مسلحة درزية لمقاتلة قوات النظام (بقيادة وحيد بلعوس) داخل المطار بعد انشقاق طيار درزي، بهدف إبعاد الطائفة والمحافظة عن القتال قدر الإمكان؛ يأتي ذلك وسط التفاعلات داخل مدينة السويداء حول سبل التعامل مع هذه المستجدات.

اقرأ أيضاً: السويداء ضد الفتنة: مساعٍ لتحييد المحافظة وإحباط تحريض النظام 

وقال الرائد نبيل أبو عبدو من "جيش اليرموك"، أحد أبرز فصائل المعارضة التي تحاصر المطار في إطار معركة "سحق الطغاة"، لـ"العربي الجديد"، إن سبب إحجام قوات المعارضة في درعا عن اقتحام مطار الثعلة العسكري التابع للنظام قرب محافظة السويداء، هو القتال الذي دار بين قوات النظام الموجودة في  المطار ومسلحين دروز قدموا من قرية الثعلة المجاورة للمطار ومن قرى أخرى، وعمد هؤلاء إلى منع جيش النظام من مغادرة المطار.

وكشف الرائد الموجود مع قوات المعارضة التي تحاصر المطار، أن "طياراً من الطائفة الدرزية انشق وشارك في قصف قوات النظام في المطار، ما دفع المضادات الأرضية التابعة للنظام إلى إسقاط طائرته"، مشيراً إلى أن طائرته سقطت الخميس الماضي شرق بلدة بصرى الحرير، وتبنت المعارضة السورية إسقاطها، غير أن من أسقطها هو النظام نفسه، بعد مشاركتها في قصف جنوده المحاصرين في مطار الثعلة.

في المقابل، قالت مصادر محلية فضلت عدم نشر اسمها، لـ"العربي الجديد"، إن أبرز المجموعات الدرزية التي تدخلت للقتال إلى جانب قوات النظام الموجودة داخل مطار الثعلة تلك التي يتزعمها نزيه جربوع، إلى جانب  مجموعات أخرى غير درزية بقيادة جمال البلعاس، فضلاً عن تدفق متطوعين من حزب الله السوري والحزب القومي السوري الاجتماعي، وشبان دروز قدموا من مناطق مختلفة في دمشق خصوصاً من جرمانا.

يأتي ذلك وسط تواصل التفاعلات داخل مدينة السويداء حول ما يجري في محيط المدينة وكيفية التعامل مع المخاطر المحتملة لهذه التطورات، إذ تتقاذف المجتمع المحلي تيارات عدة، وسط جهود غير خافية من النظام لتغذية مخاوف أهالي السويداء من جيرانهم في محافظة درعا، ومن البدو الذين يعيشون على أطراف المحافظة، وطالما جرت اشتباكات بينهم وبين أهالي السويداء حتى قبل الثورة بسبب الخلافات على حقوق الرعي في المنطقة.

وفي ظل هذه الأجواء، طلب النظام أن يرسل أهل السويداء أبناءهم المتخلفين عن الخدمة العسكرية، إلى ثكنات الجيش، مقابل التعهد بحمايتهم من مقاتلي المعارضة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي يحاول الوصول إلى حدود المحافظة عبر البادية من جهة قرية القحف التي سعى لاقتحامها قبل شهر وفشل في ذلك.

وبعد رفض أهالي السويداء إرسال أبنائهم للخدمة العسكرية خارج حدود المحافظة، وافق النظام كما يبدو على خدمتهم ضمن القطع العسكرية الموجودة في المحافظة وريفها.

وبحسب صفحة (تجمع أحرار السويداء) على موقع "فيسبوك"، فإن العشرات من أصل 27 ألف متخلف عن الخدمة ذهبوا إلى شعب التجنيد السبت الماضي للالتحاق بالجيش، لكنهم وجدوا ما وصفته الصفحة بـ"محاولة للاحتيال عليهم"، عبر فرزهم إلى الفرقة 15 وتحديداً اللواء 52 الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة منذ أيام بريف درعا الشرقي على بعد 25 كيلومتراً من مدينة السويداء غرباً، ولأن اللواء 52 محرر وأقرب نقطة عنه هي مطار الثعلة العسكري، فلا بد أن ينخرطوا في المعارك الجارية هناك، الأمر الذي أثار غضب أهالي السويداء.

وعلى الأثر، اتجه الشبان إلى الشيخ أبو فهد بلعوس للانضمام الى مشايخ الكرامة الذين اعتزلوا القتال، واختاروا الحفاظ على السلم بين السويداء ودرعا، بحسب الصفحة المذكورة.

يأتي ذلك بعد امتعاض إثر دعوة أطلقها شيخ العقل الأول للطائفة الدرزية في سورية حكمت الهجري، الموالي للنظام، والذي حث فيه شباب السويداء على الالتحاق بالقطعات العسكرية التابعة للنظام داخل المحافظة، في حين تتصاعد دعوات التسلح من بعض الأصوات داخل المحافظة، ومن خارجها، خصوصاً من جانب الوزير اللبناني وئام وهاب، الذي كان حثّ أهالي السويداء على الاعتماد على أنفسهم وطلب من رئيس النظام السوري بشار الأسد تسليحهم، وهي دعوة سخر منها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ووصفها بالعنتريات الفارغة، داعياً إلى المصالحة بين أهالي السويداء وجيرانهم في محافظة درعا.

اقرأ أيضاً: وهاب للأسد وحزب الله: السلاح عليكم والرجال علينا

المساهمون