النظام السوري يعيد حصار حي الوعر في حمص

06 ابريل 2016
النظام لا يسمح سوى للموظفين والطلاب بالخروج من الحي(Getty)
+ الخط -

عاد أهالي حي الوعر "حمص الجديد"، شمال غربي مدينة حمص، إلى المعاناة من جديد، نتيجة الحصار الذي فرضته عليهم قوات النظام السوري والمليشيات الداعمة لها.

وقال الناشط الإعلامي عامر الحمصي، لـ"العربي الجديد"، إن "حي الوعر، أكبر أحياء حمص، واقع تحت حصار محكم منذ أشهر، استنفد الأهالي خلالها كافة مخزونهم الغذائي والدوائي، لتصبح المعاناة مضاعفة، الحصار من جهة، ونقص المواد الغذائية والدوائية من جهة أخرى".

وأضاف أن "قوات النظام لا تسمح للسكان بالخروج إلا لموظفي الدولة والطلاب، وممنوع عليهم إدخال أي مواد أثناء عودتهم".

ولفت الناشط الإعلامي إلى أن "الوعر محاصر من الثكنات العسكرية المحيطة به، الكلية الحربية والمشفى العسكري ومشفى حمص وفرع أمن الدولة وكتيبة المدفعية، بحواجز زاد عددها عن الـ11 حاجزا، إضافة للحواجز التي فرضتها المليشيات الداعمة لقوات النظام".

وبين أن "عدد سكان الحي يقدر بنحو الـ125 ألف نسمة، وفقاً لإحصاءات حكومية، لكن لجان الحي أكدت وجود نحو 65 ألف مدني فقط".

ويأتي الحصار رغم أن قوات النظام عقدت هدنة مع الحي بداية عام 2016، ما أدى إلى تهدئة القصف، رغم استمرار أعمال القنص والتمشيط العدائية التي تقوم بها، وسط منع كامل لإدخال المواد الغذائية، وعدم السماح لسيارات الخضار بالدخول، كي لا يتم تخزينها داخل الحي.

وبحسب وكالة شبكة "شام" الإخبارية، فإن "قوات النظام بدأت برفع وتيرة التضييق والخروقات للهدنة، لتأمين الضغط اللازم لحذف ملف المعتقلين من قائمة الاتفاق وجعله أمراً منسياً، والدخول في المراحلة الثانية من اتفاق الهدنة الذي ينص على تسليم السلاح الثقيل ومغادرة من تبقى من رافضي الاتفاق للحي".


وزار وفد أممي حي الوعر قبل أيام، برئاسة خولة مطر، رئيسة المكتب السياسي للمبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، التي أكدت إصرار الأمم المتحدة على مواصلة الهدنة. ووعدت بعدم قطع الكهرباء والخبز عن الحي، والعمل على تجاوز العقبات التي تواجه تنفيذ كامل بنود الهدنة.

لكن وعود مطر "بقيت حبيسة الكلام ولم تجد لها أفعالا على الأرض"، وفق ناشطين أكدوا أنه: "بعد الزيارة زادت قيود الحصار على الحي، وارتفعت حدة القصف".

وحي الوعر بقسميه، القديم والجديد، يعد آخر أحياء مدينة حمص الخارجة عن سيطرة قوات النظام، ويشهد، وفق وسائل إعلام معارضة، انقطاعا تاما للتيار الكهربائي، ونقصا شديدا في المياه، إضافة إلى القصف اليومي بالأسلحة الثقيلة والهاون والصواريخ والأسطوانات، وهي ذات السلاح الذي يسبب مجازر، كمجزرة العيد في حديقة ألعاب الأطفال.