وذكر المكتب الطبي في مدينة حرستا، أنّه "في تمام الساعة الثالثة عصراً تعرضت المدينة إلى هجمة جديدة بالغازات السامة، حيث استقبل المكتب 15 إصابة بأعراض أهمها، توسع الحدقة وزلة تنفسية وهياج عصبي وتسرع في نبضات القلب، وتشنجات عضيلة لدى بعض الحالات، وظهور غياب عن الوعي لدى حالتين".
وبثّ ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب"، شريطاً مصوّراً يظهر شخصاً ممدداً على سرير في مكان غير محدد، بينما يظهر الشاب العشريني وهو يضع كمامة على فمه، في نفس الوقت يقيس شخص آخر نبضات قلبه، في حين يُسمع من خلال التسجيل صوت معلّق يقول إنّه نتيجة استخدام النظام لغاز كيماوي.
وفي هذا السياق، أكّد كل من مدير "شبكة سورية مباشر"، علي باز، ومدير المكتب الإعلامي لاتحاد "تنسيقيات الثورة السورية"، يوسف البستاني، لـ"العربي الجديد" بأن "قتيلان سقطا، وأصيب عشرون آخرون بحالات اختناق، إثر استهداف بالغازات السامة مدينة حرستا من جهة أوتستراد دمشق الدولي".
ويبدو أن استخدام النظام السوري للغازات السامة، جاء بعد تقدم المعارضة المسلّحة في محيط العاصمة دمشق، إذ أكد مدير مكتب الهيئة "السورية للإعلام" في دمشق وريفها، ياسر الدوماني، لـ"العربي الجديد"، أنّ "قوات المعارضة أحزرت تقدماً جديداً في جبهة حي الدخانية على مشارف العاصمة دمشق، حيث سيطر مقاتلو المعارضة على نقاط عدّة جديدة في محيط الحي من جهة منطقة الدويلعة، بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل حوالى تسعة عناصر من قوات النظام، إضافة إلى تدمير دبابة وإعطاب اثنتين".
واعتادت قوات النظام استخدام غاز الكلور في حي جوبر والمناطق الاستراتيجية العامة التي تعجز عن اقتحامها، وتمكّنت من تحقيق سلسلة من الانتصارات؛ في مقدمتها، استعادة السيطرة على بلدة المليحة وعدرا العمالية والبلد والصناعية، بعد اضطرار المعارضة العسكرية إلى الانسحاب تحت وطأة استخدام الغاز.
في المقابل، نفى الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلته مع مجلة "باري ماتش" الفرنسية، قبل نحو ثلاثة أسابيع، متهكماً أن تكون "قواته قد استخدمت غاز الكلور السام أو الأسلحة الكيماوية"، خلال الصراع مع المعارضة المستمر منذ نحو أربعة أعوام.