وقصفت قوات النظام بالمدفعية الأسبوع الماضي، بعض القرى والبلدات الواقعة ضمن مناطق سيطرة المعارضة. وآخر هجوم لها سُجّل مساء أمس، الأحد، عندما قصفت مدفعيتها الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة درعا (أي درعا البلد)، فيما كان أعنف قصفٍ هو ذاك الذي قتل ستة مدنيين يوم الجمعة (أول أيام عيد الفطر)، في بلدتي الحارة وكفر شمس، شمالي المحافظة.
وأعقب قصف الجمعة، نشر صفحاتٍ موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قالت إنها في مركز محافظة درعا، يظهر فيها سهيل الحسن، الضابط الذي بات الأشهر في قوات النظام، مع توارد الأنباء التي تتحدث عن إرسال النظام لمزيدٍ من التعزيزات العسكرية لمحافظتي درعا والقنيطرة.
وانتشرت صور هذا الضابط، الملقب من قبل أنصاره بـ"النمر"، بعد يومين من زيارةٍ "تفقدية" لوزير الدفاع بحكومة الأسد، علي أيوب، إلى المناطق الجنوبية بسورية، بحسب ما ذكرت وكالة النظام "سانا".
وتعطي هذه الوقائع مؤشراتٍ إضافية على اعتزام النظام فتح معارك في درعا والقنيطرة، بهدف إغلاق ملف الجنوب السوري، الذي تدور حول مآلاته مفاوضاتٌ بين الأردن وإسرائيل وروسيا، لم تصل إلى نتائج واضحة، كما أنه لم يُعلن، حتى ظهر الإثنين رسمياً، التوصل لحلٍ حول مصير المنطقة التي تُسيطر المعارضة على نحو 70 في المئة من مساحتها، بما في ذلك مناطق حدودية مع فلسطين المحتلة والأردن.
وتؤكد فصائل "الجيش الحر" في درعا أنها لن توافق على أي اتفاقٍ على حسابها، كما أنها أجرت خلال الأسبوعين الماضيين، استعراضات عسكرية لإظهار جاهزيتها في حال بدء النظام أي تصعيدٍ عسكري.
وكان وزير الخارجية الأردني قد أكد، يوم أمس، خلال اتصالٍ هاتفي مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، رغبة بلاده بالحفاظ على اتفاق خفض التصعيد في جنوبي سورية، معتبراً إياه "أكثر اتفاقات وقف النار نجاحاً" في سورية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
وقال الصفدي إن بلاده مستمرة في العمل مع الولايات المتحدة وروسيا للحفاظ على اتفاق الجنوب السوري، مشيراً إلى أن عمان تواصل اتصالاتها مع موسكو وواشنطن، لضمان عدم تفجر القتال هناك.
وأبدت الولايات المتحدة حزماً حيال تعزيز النظام لقواته جنوبي سورية، مجددة التأكيد الأسبوع الماضي، على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت "أن أي إجراءات عسكرية من قبل الحكومة السورية ضد منطقة خفض التصعيد الجنوبية الغربية، يمكن أن تؤدي إلى تصعيد للنزاع، ونؤكد من جديد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة ومناسبة رداً على انتهاكات الحكومة السورية في هذا المجال".
أما إسرائيل، التي تريد إبعاد المليشيات الإيرانية الموالية للأسد من المنطقة الجنوبية لسورية، فقد خفضت، وفق ما رأى محللون ومتابعون للشأن السوري، من اعتراضها على شنّ قوات النظام لعملٍ عسكري جنوبي سورية، وهو ما فُهمَ من تصريحات لوزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس الأول، حين قال إنه "في جنوب سورية من الممكن أنه يوجد عشرات ممن يسمونهم بالمستشارين (الإيرانيين)، لكن لا يوجد هناك أي عسكريين"، مضيفاً أن مطلب بلاده "في المسألة السورية واضح تماماً، وهو إبعاد حزب الله وإيران بالكامل عن الأراضي السورية".