النظام السوري يحاول مواجهة معركة إدلب من حلب والساحل

21 مارس 2015
النظام كثّف قصف المناطق المدنية في إدلب (الأناضول)
+ الخط -

يحاول النظام السوري ردع المعارضة عن الهجوم على مدينة إدلب، عبر زيادة استهدافه المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المنطقة، فيما شنّت قواته هجوماً على بلدة حندرات شمالي حلب، وأجبرت المعارضة على التراجع.

وبعد يومين من بدء المعارضة السورية هجماتها على حواجز ومقرات النظام في مدينة إدلب ومحيطها، شنّت قوات النظام هجوماً على بلدة حندرات الاستراتيجية شمالي حلب، والتي تمكّنت المعارضة من السيطرة عليها منذ عشرة أيام، لتجبر قوات النظام، المعارضة المتمركزة في البلدة على الانسحاب من معظم النقاط التي كانت تتمركز بها تحت ضغط القصف الشديد، وغير المسبوق على النقاط الاستراتيجية في البلدة وفي محيطها.

ويأتي هذا الهجوم من النظام بعد أقل من أسبوع على هجوم مماثل، شنّته قواته على بلدة دورين في منطقة جبال الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي؛ والذي أجبر المعارضة على حشد قوات كبيرة في المنطقة بهدف استعادة السيطرة على دورين، ومنع قوات النظام من التمدد في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ريف اللاذقية.

وأوضح الناشط حسن الحلبي لـ "العربي الجديد"، أن قوات النظام تمكّنت من إجبار قوات المعارضة على الانسحاب من صالة الحلبي وتلة المضافة وأجزاء من بلدة حندرات، بعد ثلاثة أيام من القصف المتواصل بالبراميل المتفجرة من المروحيات والصواريخ الفراغية من الطائرات الحربية؛ بالإضافة إلى القصف بصواريخ الغراد.

وأكد الحلبي أن قوات المعارضة المتمثلة بحركة "أحرار الشام" الإسلامية و"الجبهة الشامية" وعدة تشكيلات أخرى تابعة للجيش السوري الحر، اضطرت إلى الانسحاب من نقاطها في بلدة حندرات بسبب الإصابات الكثيرة التي تعرضت لها قواتها، كما أن تواجد طيران قوات النظام في الأجواء على مدار الساعة، أضعف قدرة قوات المعارضة على تموين وإمداد قواتها في جبهة حندرات، ما أجبرها على الانسحاب من المنطقة.

وجاء انسحاب قوات المعارضة من حندرات ليعطي قوات النظام مبادرة محدودة في المنطقة الواقعة شمال حلب؛ والتي باتت تشهد في الشهرين الأخيرين عمليات كر وفر متبادلة بين قوات النظام والمعارضة، لتستقر الأوضاع العسكرية أخيراً على سيطرة قوات المعارضة على منطقة الملاح ومنطقة الأسامات وضاحية البريج ومخيم حندرات وبلدتي رتيان وحردتنين، في مقابل سيطرة النظام على المدينة الصناعية وسجن حلب المركزي وبلدات حندرات وسيفات وباشكوي.

اقرأ أيضاً: معركة تحرير إدلب: نحو شمال خالٍ من الأسد

وتواصل قوات المعارضة بشكل يومي ضغطها على قوات النظام التي تسيطر على معظم بلدة باشكوي الاستراتيجية، ساعية لاستعادة السيطرة عليها للاستفادة من موقعها الاستراتيجي المرتفع الذي يجعلها تطل على أغلب مساحات منطقة العمليات العسكرية شمال حلب.

أما قوات النظام فقد أصبحت الآن أمام تحدي التقدّم نحو مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تسيطر عليه قوات المعارضة منذ نحو ثلاث سنوات، الأمر الذي جعلها تتحصن فيه جيداً ما مكّنها من التصدي لكل محاولات النظام الرامية لاقتحامه.

وتجري هذه العمليات العسكرية شمالي حلب في الوقت الذي تبدأ فيه قوات المعارضة السورية هجومها على مقرات، وحواجز قوات النظام في مدينة إدلب وفي محيطها.

وقد بدأت قوات المعارضة أمس الأول قصفها بصواريخ الغراد، وقذائف مدفع "جهنم" محلي الصنع، المربع الأمني في مدينة إدلب، وتجمع حواجز المسطومة في منطقة جبل الأربعين، وفي معسكر القرميد على الطريق الذي يصل مدينة إدلب بمدينة سرمين التي تسيطر عليها المعارضة.

وردّ النظام على عمليات القصف المتكررة التي شنّتها المعارضة في ريف إدلب، بقصف الطيران التابع له المدن والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة السورية، إذ شنت طائرات النظام غارات جوية على بلدات كنصفرة والتمانعة والنيرب وفليون وبكفالون، وعلى مدينتي خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي وبنش في ريف إدلب الشمالي.

وجدّدت طائرات النظام قصفها مناطق سيطرة المعارضة في ريف إدلب بعد ظهر أمس الجمعة، إذ أفادت مصادر ميدانية في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب لـ "العربي الجديد"، بوقوع مجزرة سقط ضحيتها ما لا يقل عن خمسة عشر قتيلاً في قرية منطف في جبل الزاوية؛ إثر قيام الطيران الحربي التابع لقوات النظام بإلقاء برميلين متفجرين على القرية؛ ما أدى لدمار ثلاثة مبان سكنية ومقتل معظم من فيها.

وتسعى قوات النظام عبر هجماتها الجوية المستمرة على المناطق السكنية في مناطق سيطرة المعارضة، إلى ردع المعارضة عن الهجوم على مدينة إدلب، كما أن قوات النظام باتت تحاول في الأيام الأخيرة زيادة الضغط على المعارضة في حلب وفي جبال اللاذقية الشمالية؛ بهدف استنزاف المزيد من إمكانات المعارضة اللوجستية والبشرية؛ بهدف دفعها للتراجع عن الهجوم على مدينة إدلب.

المساهمون