ينتظر نحو 270 مدنياً من المُصابين بأمراضٍ مُزمنة في الغوطة الشرقية موافقة النظام السوري للخروج وتلقّي العلاج في مستشفيات العاصمة السورية دمشق، في حين أن رفض النظام يؤدي إلى وفاةِ عدد منهم.
في 26 من شهر أغسطس/ آب الماضي، توفّيت الطفلة السورية سارة وهي في التاسعة من عمرها، لعدم توفّر العلاج المطلوب لها داخل الغوطة، ورفض النظام إخراجها للعلاج.
وبحسب الطبيب حمزة أبو اليسر، الموجود في الغوطة الشرقية، فإن الفتاة توفيت بعد شهرين من المُناشدات لإخراجها، وكانت مُصابة بورم في عينها، بسبب انتكاسة أدّت إلى إصابة الشبكية، مع عدم وجود العلاج الكيميائي والإشعاعي للتعامل مع حالتها.
وعلى الرغم من معرفة كلّ من منظمة الصحة العالمية، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين، والبعثة الروسية للأمم المتحدة، بحالة سارة، إلّا أنهم فشلوا في إخراجها ما أدّى على وفاة الفتاة، وفقًا للطبيب ذاته.
ويعتبر انتهاك النظام السوري بمنع المدنيين المرضى من تلقّي العلاج، مخالفة صريحة لبند "اتفاق خفض التصعيد" الذي تم توقيعه في الغوطة الشرقية في أواخر شهر يوليو/ تموز الفائت، والذي نصّ على "إجلاء المرضى لتلقّي العلاج وإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى الغوطة".
وأوضح الطبيب أبو اليسر لـ "العربي الجديد" أنه يوجد حالياً ضمن الغوطة الشرقية نحو 270 حالة تحتاج للعلاج السريع، بينها 47 حالة طارئة لا تحتمل أي تأجيل.
وبحسب الطبيب ذاته فإن أكثر الأمراض خطورةً هي الأورام السرطانية، والتي تحتاج إلى علاج مشترك "كيميائي وإشعاعي" ، وهو غير متوفر في مركز العلاج الكيميائي الوحيد في الغوطة، والذي بات من دون أي معدّات أو أي أطباء اختصاصيين، فضلاً عن وجود أعداد كبيرة من حالات الأمراض القلبية، وحالات سرطانات السل.
— عمران العبد الله (@omranTaffour) ١٩ سبتمبر، ٢٠١٧
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وفشلت محاولات الفتاة السورية منيرة (22 عاماً) الحصول على العلاج، بعد إصابتها بمرض قلبي، والتي تمكنت من الخروج سابقاً عبر الأنفاق وتلقّت جزءاً من العلاج في دمشق وعادت إلى الغوطة، ولكن محاولتها العودة لتلقّي العلاج مجدّداً كانت دون جدوى ولم يُسمح لها بالخروج، ويتطوّر المرض لديها اليوم بسبب عدم وجود أدوية علاج للسل الدماغي، وعلى الرغم من مرور عامٍ واحد على المُطالبات بإخراجها للعلاج في دمشق إلّا أنها حتّى اليوم لم تلقَ أيَّ استجابة.
— Alaa Al-Ahmad (@Press_Alaaahmad) ١٢ سبتمبر، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وفضلاً عن حالات المنع، تحدّث ممرّضون لـ "العربي الجديد" عن معاملة سيئة يتلقّاها المدنيون الذين يحملون هويات غوطة دمشق الشرقية، ويُمنعون من العلاج في بعض الأحيان.