النظام السوري يتقدم باتجاه دير الزور... وتفاقم محنة المدنيين في عقيربات

02 سبتمبر 2017
قوات النظام تواصل تقدّمها باتجاه دير الزور (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنّ قوات النظام السوري، وبدعم من الطيران الروسي، تواصل تقدمها باتجاه دير الزور، بينما تواصل تضييق الخناق على مسلّحي "داعش" قرب بلدة عقيربات بريف حماة الشرقي، في وقت تتفاقم فيه محنة المدنيين في البلدة جراء الحصار.

وقالت الوزارة الروسية، اليوم السبت، في بيان، إنّ السيطرة على دير الزور شرقي سورية، والتي يحاصر تنظيم "داعش" أجزاء واسعة منها، ستكون "هزيمة استراتيجية" للتنظيم.

وأشارت الوزارة، إلى أنّ "سلاح الجوي الروسي دمّر، خلال الـ48 ساعة الأخيرة، أهدافاً لتنظيم داعش في دير الزور، منها مستودعات ذخيرة، ومدرعات وسيارات وأسلحة، إضافة إلى استهداف موكب لداعش على طريق دير الزور - الرصافة، مؤلفٍ من 12 شاحنة محملة بالذخائر والأسلحة".

أما في ريف حماة الشرقي وسط سورية، فأشار بيان الوزارة، إلى أنّ قوات "الجيش السوري وبدعم جوي روسي، تواصل محاصرة وتضييق الخناق على مسلحي داعش بالقرب من بلدة عقيربات".

وقالت مصادر محلية إنّ المروحيات الروسية، شنّت غارات على قرى وبلدات ناحية عقيربات، التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي، في ريف حماة الشرقي.

وأشارت المصادر، إلى أنّ سيطرة قوات النظام على العديد من القرى والبلدات في محيط عقيربات، "أسهم في تواصل القصف المدفعي والصاروخي على المنطقة، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين في القرى والبلدات التي ما زالت تحت سيطرة تنظيم داعش".

وقال المجلس المحلي في عقيربات، في بيان، إنّ "قوات النظام تحاصر المنطقة، منذ 12 أغسطس/آب الماضي، وتواصل التقدم من عدة محاور، وتقسيم المنطقة إلى جيوب ليسهل السيطرة عليها"، مشيراً إلى أنّه كان للطيران الروسي "الدور الأكبر" في تحقيق هذا التقدّم.

ونبّه المجلس، إلى وجود حوالى عشرة آلاف مدني، من أبناء قرى ناحية عقيربات وقرى ريف حمص الشرقي، محاصرين من قبل قوات النظام، بعد أن توجهوا إلى منطقة وادي العذيب التي تقع بين منطقة أثريا وبلدة الشيخ هلال.

ولفت المجلس، إلى أنّ قوات النظام حاصرت هؤلاء، من جديد، في جيب صحراوي مرصود من قبلها نارياً، محذراً من "أنّهم يعيشون أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ"، بحسب البيان.

وأوضح المجلس، أنّ النازحين "يعانون من فقدان تام لمياه الشرب والغذاء والأدوية، وأدنى مقومات الحياة، حيث تم توثيق وفاة طفلين بسبب العطش وقلة الغذاء".

وأشار المجلس إلى "استهداف تجمع المحاصرين، من قبل طائرات النظام والطائرات الروسية، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى، المرشحين للوفاة، بسبب عدم وجود أي خدمات طبية أو أدوية أو حتى إسعافات أولية، لافتاً إلى أنّ قوات النظام أخلّت بوعودها بشأن تأمين خروج المدنيين بشكل آمن إلى مناطق سيطرة "الجيش الحر" في الشمال السوري.

من جهة أخرى، أعلن التحالف الدولي، أنّ قافلة الحافلات التي تقل مسلّحي تنظيم "داعش" وأسرهم، من الحدود اللبنانية، لإجلائهم إلى منطقة يسيطر عليها التنظيم شرقي سورية، ما زالت عالقة في مناطق خاضعة لسيطرة النظام.

وتقلّ الحافلات نحو 300 مسلّح من "داعش"، و300 مدني، بعدما منحتها قوات النظام و"حزب الله" اللبناني، ممراً آمناً بموجب اتفاق يقضي بخروج عناصر التنظيم من المنطقة الحدودية مع لبنان.


على صعيد ميداني آخر، قصفت قوات النظام السوري، اليوم السبت، منطقتي جوبر وعين ترما على أطراف العاصمة دمشق، بعدد من قذائف المدفعية.

يأتي ذلك بعدما أطلقت قوات النظام، على المنطقتين، مساء أمس الجمعة، نحو 20 صاروخ أرض-أرض، وسط اشتباكات على محور وادي عين ترما في غوطة دمشق الشرقية، مع مقاتلي "فيلق الرحمن" التابع لـ"الجيش السوري الحر"، والذين يتصدون لمحاولات قوات النظام التقدّم في المنطقة.

وكان أصيب عدد من المدنيين، أمس الجمعة، من بينهم أطفال ونساء، جراء استهداف قوات النظام، بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، بلدتي حزة وكفربطنا بريف دمشق.

وتجري هذه الخروقات من جانب النظام، بالرغم من الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في جنيف، في 18 يوليو/تموز الماضي، بين "فيلق الرحمن" وروسيا، ويقضي بوقف شامل لإطلاق النار في منطقة "خفض التصعيد" بالغوطة الشرقية.

وفي محافظة الرقة شرقي البلاد، قالت مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، إنّها حقّقت المزيد من التقدم على حساب تنظيم "داعش".

وأوضحت جيهان أحمد، الناطقة باسم "قسد"، أنّه تمت السيطرة على حي الرقة القديمة وحي الدرعية، اللذين كانا من "أقوى قلاع داعش الاستراتيجية"، لتبلغ مساحة سيطرة "قسد" حوالي 65% تتضمن 14 حيًا.

وأشارت إلى أنّ المواجهات متواصلة مع عناصر "داعش" في ستة أحياء؛ وهي: حي المرور، البريد، النهضة، الأمين، الروضة وحي الرميلة.

ويقول ناشطون، إنّ عناصر "داعش" يبدون "شراسة أكبر" في القتال، عبر تزايد استخدام المفخخات والأحزمة الناسفة، بسبب تضييق الخناق عليهم، وعدم وجود منفذ للانسحاب، الأمر الذي وضعهم أمام خيارين: الاستسلام أو القتال.

وتتواصل محنة من تبقى من المدنيين في الرقة، جراء تعرّض مناطقهم للقصف المدفعي والصاروخي والجوي، حيث سقط العديد منهم قتلى وجرحى، لاسيما في حي التوسعية وحارة البدو.