النظام يتسلّم حقلاً نفطياً من "قسد"... وروسيا تصعّد في الشمال السوري

06 نوفمبر 2019
عززت قوات النظام أخيراً وجودها بالحسكة والقامشلي(فرانس برس)
+ الخط -
سيطرت قوات النظام السوري على حقل للنفط في محافظة الحسكة، مساء أمس الثلاثاء، كان يخضع لسيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية، رغم تعهّد الولايات المتحدة بحماية حقول النفط ضد كل الأطراف. يأتي ذلك في وقت يصعّد فيه الطيران الحربي الروسي من قصفه للشمال السوري بالتزامن مع قصف لقوات النظام، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، إضافة لخروج مستشفيات ومراكز طبية عن الخدمة.

وأظهرت صور نشرتها وكالة "سانا" السورية الرسمية انتشار قوات النظام في حقل "ملا عباس" التابع لحقول نفط رميلان، شمال الحسكة.

ونشرت الوكالة صوراً لتلك القوات من داخل الحقل النفطي، مشيرة إلى أن "وحدات الجيش انتشرت على الحدود السورية التركية بين القامشلي والمالكية شرقاً، على محور 60 كم شرق القامشلي. وشملت عملية الانتشار بلدتي القحطانية والجوادية وقرى وبلدات دير غصن وعتبة وتل الحسنات وتل السيد ملا عباس وقحطانية وكرديم فوقاني وتل جهان وتل خرنوب".

وعززت قوات النظام أخيراً وجودها في الحسكة والقامشلي وعين العرب ومنبج، إضافة لعدد من القرى المحاذية لمنطقة العملية التركية في شمالي سورية، في إطار اتفاق مع قوات "قسد" لمنع العملية العسكرية التركية من التوسع بالمنطقة أكثر.

وواصلت قوات النظام السوري انتشارها في الريف الشرقي لمدينة القامشلي وذلك للمرة الأولى منذ 7 سنوات، حيث انتشرت على طول المنطقة الممتدة من القامشلي حتى القحطانية بمسافة أكثر من 20 كلم.

وانتشرت آليات عسكرية تابعة لقوات النظام تحمل جنوداً ومعدات عسكرية ولوجستية في الضواحي الشرقية لمدينة القامشلي. وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنه جرى إبلاغ وجهاء في المنطقة بأن هذا الانتشار يأتي في سياق اتفاق روسي – تركي – أميركي، يقضي بانتشار قوات حرس الحدود التابعة للنظام السوري عند الشريط الحدودي ضمن المنطقة الواقعة بين القامشلي والقحطانية، على أن يكون هناك انتشار للقوات الأميركية في عمق هذه المنطقة.

في غضون ذلك، تجري اشتباكات متقطعة بين قوات "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، ومليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في بعض مناطق شمال شرق سورية.

وقالت شبكات محلية إن اشتباكات بين "الجيش الوطني" ومليشيا "قسد" جرت في محيط قرية باب الخير، شرق رأس العين، فيما عاد الهدوء نسبيا إلى ريف بلدة عين عيسى، شمال مدينة الرقة، بعد معارك خلال الساعات الماضية على محور قرية شركراك، حيث يحاول "الجيش الوطني" السيطرة على الصوامع، بدعم جوي من قبل طائرات مسيرة تركية وسط معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.


تصعيد روسي في الشمال

من جانب آخر، كثفت روسيا، اليوم، من قصفها الجوي في الشمال السوري، ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين، إضافة إلى تدمير 3 مراكز للدفاع المدني ومستشفى، والعديد من المراكز الحيوية الأخرى.

وقالت مصادر محلية إن حصيلة القتلى جراء القصف الجوي الروسي على بلدة السحارة في ريف حلب الغربي ارتفع إلى ستة، فيما أصيب 20 آخرون، مشيرة إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود بعض الجرحى في حالات خطرة.

كما استهدفت الطائرات الروسية بغارات عدة تل النبي أيوب في جبل الزاوية وبلدة معرحرمة في ريف إدلب الجنوبي، فيما قتل شخص وأصيب 7 آخرون جراء غارات جوية نفذتها طائرات حربية تابعة للنظام السوري على مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، صباح اليوم الأربعاء.

وقالت شبكات محلية إن الغارات على جسر الشغور استهدفت المرافق المدنية الخدمية في المدينة، ما تسبب بتدمير جل هذه المرافق وسط استمرار الغارات.

وقالت مصادر من الدفاع المدني في مدينة جسر الشغور إن طيرانا حربيا تابعا للنظام قصف المدينة بستة صواريخ شديدة التدمير طاولت مركز قيادة الدفاع المدني في المدينة، ومركز إزالة الذخائر، إضافة للنقطة النسائية التابعة للدفاع المدني والمركز الصحي في المدينة.

كما طاول القصف مبنى المجلس المحلي ومدرسة علي بن أبي طالب، ومسجد الثريا، مشيرة إلى أنه تسبب بتدمير مراكز الدفاع المدني والمستوصف وإخراجها عن الخدمة بشكل كامل، في وقت تتعرض المدينة لقصف مكثف جواً وبراً يستهدف جل أحيائها.

واستهدف الطيران الحربي الروسي وطيران النظام أيضا بعشرات الصواريخ بلدات عدة بريفي إدلب الجنوبي والغربي، أبرزها الركايا وكفرسجنة وجسر الشغور ومعرشورين وأطراف قرية شنان وقرية الشيخ سنديان وأطراف حلوز ومرعند بريف جسر الشغور، غربي إدلب.

وفي وقت سابق، اليوم، استهدف طيران الاحتلال الروسي مشفى للأطفال والأمراض النسائية في قرية شنان بريف إدلب الجنوبي، ما تسبب بتدميره وإخراجه عن الخدمة.

وتنتهج القوات الروسية وقوات النظام سياسة التدمير الشامل للمشافي والمراكز الطبية ومراكز الدفاع المدني في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، بهدف إحباط الأهالي والفصائل المقاتلة.

من جهتها، قالت وكالة أنباء النظام "سانا" إن ستة مدنيين أصيبوا بجروح نتيجة سقوط قذائف على حي جمعية الزهراء عند الجهة الشمالية الغربية لمدينة حلب، أطلقتها فصائل المعارضة، بحسب الوكالة.