النظام السوري: إدخال المساعدات بالقوة اعتداء يستوجب الردّ

21 يونيو 2014
المباحثات الروسية ـ السعودية ستتركز حول سورية (ماريو تاما/Getty)
+ الخط -

حذّر النظام السوري مجلس الأمن الدولي من أن توصيل المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، من دون موافقته، سيشكل اعتداءً له الحق في الرد عليه.
وجاء التحذير السوري، الذي كشفت عنه وكالة "رويترز" الجمعة، بالتزامن مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى حظر توريد الأسلحة إلى سورية، واقتراحه خطة من ست نقاط لحل الصراع فيها وقبيل محادثات حول سورية بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره السعودي، سعود الفيصل، في جدة، السبت.

ووزع ممثل سورية في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، على أعضاء المجلس الخمسة عشر رسالة من عشرات المحامين السوريين والعرب، في الوقت الذي تناقش فيه الدول صاحبة حق النقض (الفيتو)، في مجلس الأمن، مشروع قانون لإتاحة دخول المزيد من المساعدات. وترفض الرسالة، المؤرخة في 18 يونيو/ حزيران، والتي حصلت وكالة "رويترز" على نسخة منها، اليوم الجمعة، مسعى الدول الغربية استصدار قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يجعله ملزماً قانوناً، ويسمح بالقيام بعمل عسكري. ووضعت استراليا والأردن ولوكسمبورج مسودة القرار الخاص بالمساعدات.
وقال المحامون، أصحاب الرسالة، إن "إدخال المساعدات، بالتنسيق مع التنظيمات الإرهابية، ومن دون التشاور مع الحكومة السورية، سيصل الى حد الاعتداء على الدولة السورية، وعلى سلامة أراضيها واستقلالها السياسي". واعتبروا أن "الهدف الوحيد من المبادرة هو استخدام رعاية الأمم المتحدة في توصيل الدعم اللوجيستي للإرهابيين".

وكانت روسيا قد أعلنت، الثلاثاء، أنها حصلت على موافقة سورية على فتح أربعة معابر حدودية لإيصال المساعدات. وأوضح دبلوماسيون من الأمم المتحدة أن الموافقة السورية تتضمن الاستعانة بمراقبين للتفتيش على القوافل.

وكان مجلس الأمن قد وافق، بالإجماع، في فبراير/ شباط الماضي، على قرار يقضي بتسهيل دخول المساعدات إلى سورية. غير أن القرار، الذي كان ملزماً قانونياً، قوبل بوضع عوائق من قبل النظام السوري.

بان كي مون: خطة من 6 نقاط

في هذه الأثناء، اقترح الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم الجمعة، خطة من ست نقاط لمواجهة الأزمة الحالية في سورية، التي أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 160 ألف شخص، وتهجير نحو 11 مليون شخص.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أمام مؤتمر نظمته "جمعية المجتمع الآسيوي" في نيويورك، إن البند الأول في خطته يتمثّل في دعوته أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار بفرض حظر على توريد السلاح إلى سورية، في حين يتمثل البند الثاني بضرورة رفع الحصار المفروض على المدنيين من قبل قوات النظام السوري، وجماعات المعارضة المسلحة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى المدنيين. أما البند الثالث في الخطة، فيتمثل في إطلاق عملية سياسية جادة لإنشاء سورية الجديدة.
وفي السياق، أكد المسؤول الأممي أن الانتخابات الرئاسية التي جرت أوائل الشهر الجاري، مثلت ضربة للعملية السياسية.
في المقابل، أكد بان على أن العديد من جماعات المعارضة المسلحة في سورية، تريد أن تكون جزءاً من حل سياسي.

وشدد بان على أهمية البند الرابع من خطته، والمتعلق بضرورة ضمان محاسبة المتورطين في ارتكاب الجرائم "الخطيرة". أما النقطة الخامسة التي كشف عنها الأمين العام في خطته، فتتمثل في التخلّص النهائي من الأسلحة الكيمائية التي في حوزة النظام السوري.

وتتعلق النقطة السادسة والأخيرة، بضرورة "مواجهة الأبعاد الإقليمية للصراع، بما في ذلك تهديدات الجماعات المتطرفة".

وقال بان إنه يطالب النظام السوري، والجماعات المسلحة، بإطلاق سراح جميع المعتقلين، الذين تم احتجازهم بشكل تعسفي، خلال سنوات الصراع.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن أمله في أن تؤدي خطته ذات النقاط الست، إلى إيجاد الطريق للتحرك نحو الأمام "شريطة أن يكون هناك دعم قوي من جانب الأطراف المتحاربة و(موافقة) جميع أصحاب النفوذ عليها".

وأضاف: "إن أكبر عقبة أمام إنهاء الحرب في سورية هي فكرة أنه يمكن كسبها عسكرياً". وشدد على أن "الاستحواذ على الأرض، من خلال عمليات القصف الجوي في الأحياء المدنية المكتظة بالسكان، ليس انتصاراً، وتجويع المجتمعات المحاصرة وإجبارها على الاستسلام ليس انتصاراً".

مباحثات سعودية ـ روسية

في هذه الأثناء، أعلن مسؤول سعودي، رفض الكشف عن اسمه، أن وزير الخارجية الروسي سيجري محادثات في جدة، السبت، مع نظيره السعودي، ستتركز حول سورية خصوصاً.

وأضاف المسؤول، رافضاً ذكر اسمه، لـ"فرانس برس"، أن "لافروف سيصل ليل الجمعة على أن يجري المحادثات السبت حول عدد من المسائل تتصدّرها الأوضاع في سورية".

يذكر أن الكرملين أعلن قبل عشرة أيام أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التقى الفيصل قبل فترة وجيزة، رافضاً الكشف عن مكان اللقاء والمواضيع التي تم التطرق إليها خلاله.

كما كان الفيصل أجرى محادثة هاتفية قبل أسبوع مع نظيره الروسي و"تم إيلاء اهتمام خاص إلى ضرورة (إيجاد) حل سياسي ودبلوماسي للأزمة في سورية".