بعد أقل من أسبوع على محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، منتصف يوليو/ تموز العام الماضي، قررت الحكومة ضمن اجتماع ترأسه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تغيير اسم جسر البوسفور إلى جسر شهداء 15 تموز، وبناء نصب تذكاري في كل من ولاية إسطنبول والعاصمة أنقرة، تخليداً للشهداء الذين سقطوا خلال تصديهم لمحاولة الانقلاب.
وتلا تصريح رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، بناء نصبين وتغيير اسم الجسر، إعلان المؤسسة الثقافية التابعة لبلدية إسطنبول الكبرى، عن نيتها تأسيس متحف لتخليد ذكرى الشهداء الذين سقطوا في المحاولة الانقلابية، ليسمى "متحف شهداء الديمقراطية" وإصدار كتاب يتحدث عن حياة الشهداء، وحوارات ومقابلات مع ذويهم وأقاربهم وأصدقائهم.
ثمة عادة أو تقليد في تركيا، قلما ابتعدت عنه الحكومات التركية منذ تأسيس الجمهورية عام 1922، فتخليد الأحداث الجسام عبر نصب تذكاري، مسألة شبه ثابتة بتركيا، فللزلزال الذي ضرب تركيا عام 1999 نصب تذكاري، ولشهداء مطار أتاتورك الذين قضوا بالعمل الإرهابي العام الماضي نصب تذكاري، ونصب لمعركة جناق قلعة، وآخر لمعركة صاري قامش، ونصب تذكاري لشهداء سفينة مرمرة، وغيرها الكثير من معالم تخليد مواقف الأتراك وتضحياتهم، وخصوصاً في العصر الحديث.
ولكن، يبقى لتخليد الانقلاب الفاشل الذي ضرب تركيا خصوصية وأهمية مختلفتان، ربما لما شكله الانقلاب من خطورة ومفاجأة، فضلاً عن الشهداء الذين قضوا على أيدي جيشهم، الذي يفترض أنه يحميهم ويحمي حدودهم، وما تلا الانقلاب من تغيير، على الأرجح سيغيّر من تركيا برمتها، ليقول التاريخ "تركيا قبل انقلاب 2016 ليست كما بعده".
ومما امتازت به احتفالات الأتراك هذا العام بذكرى الانقلاب الفاشل، إقامة نصبين تذكاريين، في مدينة إسطنبول، على جسر البوسفور الواصل بين قارتي آسيا وأوروبا، حيث كان مكان بداية إعلان الانقلابيين، حين قطعوا الجسر مساء الجمعة 15 يوليو/تموز 2016 بالدبابات، ونصب آخر داخل المبنى الرئاسي بالعاصمة أنقرة، والذي يحمل من الرموز والإيحاءات، ربما ما يعبّر عن تأثر الأتراك بتلك المحاولة التي كادت أن تأتي على منجزاتهم وديمقراطيتهم...وحتى أحلامهم.
وتلا تصريح رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، بناء نصبين وتغيير اسم الجسر، إعلان المؤسسة الثقافية التابعة لبلدية إسطنبول الكبرى، عن نيتها تأسيس متحف لتخليد ذكرى الشهداء الذين سقطوا في المحاولة الانقلابية، ليسمى "متحف شهداء الديمقراطية" وإصدار كتاب يتحدث عن حياة الشهداء، وحوارات ومقابلات مع ذويهم وأقاربهم وأصدقائهم.
ثمة عادة أو تقليد في تركيا، قلما ابتعدت عنه الحكومات التركية منذ تأسيس الجمهورية عام 1922، فتخليد الأحداث الجسام عبر نصب تذكاري، مسألة شبه ثابتة بتركيا، فللزلزال الذي ضرب تركيا عام 1999 نصب تذكاري، ولشهداء مطار أتاتورك الذين قضوا بالعمل الإرهابي العام الماضي نصب تذكاري، ونصب لمعركة جناق قلعة، وآخر لمعركة صاري قامش، ونصب تذكاري لشهداء سفينة مرمرة، وغيرها الكثير من معالم تخليد مواقف الأتراك وتضحياتهم، وخصوصاً في العصر الحديث.
ولكن، يبقى لتخليد الانقلاب الفاشل الذي ضرب تركيا خصوصية وأهمية مختلفتان، ربما لما شكله الانقلاب من خطورة ومفاجأة، فضلاً عن الشهداء الذين قضوا على أيدي جيشهم، الذي يفترض أنه يحميهم ويحمي حدودهم، وما تلا الانقلاب من تغيير، على الأرجح سيغيّر من تركيا برمتها، ليقول التاريخ "تركيا قبل انقلاب 2016 ليست كما بعده".
ومما امتازت به احتفالات الأتراك هذا العام بذكرى الانقلاب الفاشل، إقامة نصبين تذكاريين، في مدينة إسطنبول، على جسر البوسفور الواصل بين قارتي آسيا وأوروبا، حيث كان مكان بداية إعلان الانقلابيين، حين قطعوا الجسر مساء الجمعة 15 يوليو/تموز 2016 بالدبابات، ونصب آخر داخل المبنى الرئاسي بالعاصمة أنقرة، والذي يحمل من الرموز والإيحاءات، ربما ما يعبّر عن تأثر الأتراك بتلك المحاولة التي كادت أن تأتي على منجزاتهم وديمقراطيتهم...وحتى أحلامهم.
يبلغ ارتفاع النصب التذكاري في أنقرة، والذي يضم أسماء 249 شهيدا، 31.4 مترا على قاعدة بمساحة 500 متر مربع، و125 طنا من المواد الصلبة، كما تحيط بالنصب التذكاري مساحة ألفي متر خاصة بالاحتفالات.
ويحمل النصب التذكاري عدة معان، فعلى قمته يوجد 7 أشخاص يحملون الهلال والنجمة التي ترمز لتركيا، ليمثل المناطق السبع في تركيا، كما يضم خريطة تركيا وشعار الرئاسة التركية وأسماء وصور 249 شهيدا وأسماء الولايات التركية الـ81 ومجسمات لأشخاص يمثلون وقوف الشعب ضد الانقلاب، كما يمتد العلم التركي على أحد جوانب النصب، فضلاً عن أن النصب يحوي أربع قطع كتب على كل جهة منها إحدى العبارات التالية: "شعب واحد، علم واحد، وطن واحد، دولة واحدة"، شعار يطابق إشارة "رابعة" التي يرفعها الرئيس أردوغان.
وقالت الرئاسة التركية، إن هذا النصب التذكاري هدفه تعزيز التعاون والوحدة بين أبناء الشعب، الذين وقفوا ضد المحاولة الانقلابية الفاشلة، وتذكر الشهداء والجرحى الذين وقفوا ضد الإرهاب ومن يساندهم.
وشهدت إسطنبول أيضاً، تخليداً لذكرى الشهداء وإحياء لمرور عام على الانقلاب الفاشل، تدشين نصب تذكاري في منطقة نقّاش تبّة، على جسر البوسفور الذي تم إغلاقه أمام السيارات لنحو يومين، منذ ليل الجمعة حتى يوم الأحد، بمناسبة فعاليات إحياء الذكرى الأولى ليوم الديمقراطية والوحدة الوطنية.
وتتكوّن قبة النصب التذكاري الذي افتتحه الرئيس أردوغان قبل أن يذهب ويفتتح النصب الآخر بأنقرة، من أشكال خماسية، ارتفاعها تسعة أمتار ونصف المتر مصنوعة أو مغطاة بالفولاذ بسماكة 5 سم.
ومن المتوقع أن يكون النّصب جزءًا من حديقة ستسمّى "متنزه الشهداء" تمتد على مساحة 9 دونمات، وستضم الحديقة 250 شجرة سرو و250 وردة تكريما لـ249 شهيدًا سقطوا إثر المحاولة الانقلابية.
ثمة نصب تذكارية أخرى، منها ما جرى بناؤه وأخرى ستدشن قريباً، لتخليد ربما الحدث الأهم والأخطر في فترة حكم حزب "العدالة والتنمية " الممتد منذ 2002، ولعل في نصب تخليد شجاعة الشاب التركي "متين دوغان"، الذي تمدد أمام الدبابة وسميّ بعد ذاك "رجل الدبابة"، معنى آخر لوقوف الأتراك بوجه الانقلابيين، للمحافظة على الديمقراطية وحماية بلدهم من جور حكم العسكر.
وباتت كلمات متين دوغان أو "رجل الدبابة" بمثابة النشيد الوطني بتركيا: "إذا كان موتي سيمنع موت آخرين ويُنقذ بلادي، فإنني مستعد لفعل ذلك مئات المرات".
ولهذا الرجل الممدد أمام الدبابة أيضاً نصب تذكاري باسم "النصب التذكاري للإرادة الوطنية 15 يوليو"، وتم إنشاؤه في منطقة يشيليورت، بولاية ملاطيا شرقي تركيا.
وفكرة النصب "الموت فداء الوطن"، الذي سيحمل اسم وصورة "رجل الدبابة" دوغان، البالغ من العمر 40 عامًا، وهو طالب في كلية الطب، وقف بصدر عار أمام دبابة من طراز ليوبارد قبل أن يستلقي مباشرة أمام جنزيرها.
وقد قورنت صورة دوغان بصورة متظاهر وقف في ميدان تيانانمين أمام طابور من الدبابات خلال تظاهرات عام 1989 التي قادها الطلاب في العاصمة الصينية بكين.