الناشطون المصريون في "عيون الحرية": اشهد يا محمد محمود...

19 نوفمبر 2014
استعاد الناشطون هتافات محمد محمود
+ الخط -
"شهداء. مصابون. دخان. دموع. ضرب في المليان. قناص عيون. موتوسيكل يحمل مصاباً. مجلس عسكري لازم يرحل. إخوان باعونا... الثورة"، الكلمات تقفز مباشرةً عند ذكر أحداث "شارع محمد محمود".

ففي مثل هذا اليوم من عام 2011، وبعد مرور عشرة أشهر على ثورة يناير، وصلت الأحداث إلى صدام دموي بين القوى الثورية والمجلس العسكري، وشهد الشارع الذي أصبح يعرف عند الكثيرين بشارع الحرية، أحداثاً، لم تزل توابعها تعيشها المحروسة حتى الآن. 

الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي استقبلوا الذكرى الثالثة لـ"محمد محمود" بخليط متنوع من التفاعلات، فبعضهم أطلق وسم #محمد_محمود. وهذا جاء بتغريدات متناقضة في مواقف أصحابها في الأحداث. ونشروا صوراً تذكر بالأحداث... وتذكروا الشهداء، وغرّدوا عن آرائهم في الموقف الحالي. وكان التفاعل كبيراً لذكرى حدث لا يغيب ظلّه عن السياسة في مصر. 

وحضرت، حسابات الحركات الثورية، بقوة في الذكرى الثالثة لشارع "عيون الحرية". فحساب حركة "أحرار" شارك، القصة الكاملة لـ"محمد محمود"، ولخّصها في منشور سرد الأحداث. وذكّرت الحركة متابعيها بالمنشور نفسه الذي تنشره، للعام الثاني، وطرح  تساؤلاً "يا ترى العام القادم هنقول إيه؟".

ونشر حساب "الاشتراكيين الثوريين"، أكثر من تغريدة، معظمها صور من الأحداث للاشتباكات والأقنعة والملابسات. أما حركة "شباب 6 أبريل" فنشرت، قائمة الشرف لشهداء الأحداث، ونشرت حملة "عسكر كاذبون" محتوى "ويكيبيديا" حول الأحداث. 

السياسيون والإعلاميون لم يفوّتوا الفرصة، فالمحامي والناشط خالد علي قال: "يوماً ما ستصلكم صيحات شباب هذا الوطن، لتعلنكم بأن تضحياتكم لم تذهب سدى، الثورة طريق ما زلنا في بدايته، اشهد يا محمد محمود".

أما أستاذ العلوم السياسية الدكتور، سيف عبد الفتاح، فنشر قائمة الشهداء. وهنّأ الصحافي، أحمد حسن الشرقاوي، الثوار: "إلى كل ثوار الوطن في الذكرى الثالثة لأحداث محمد محمود: كل عام وأنتم شرفاء مقاومين وأبطال... دماء ثوار الوطن لن تذهب هدراً، القصاص قادم قادم قادم".

ونشر الإعلامي، زين توفيق، فيديو قديماً لمرشد الإخوان، محمد بديع، يشرح فيه أسباب عدم مشاركة الجماعة في محمد محمود. بينما نشر مؤسس حزب "غد الثورة"، أيمن نور، على حسابه خبراً عن توحد شخصيات وقوى ثورية للمشاركة في أحداث محمد محمود، إشارة منه إلى التضامن معهم. 

أما الناشطون فأخذت تغريداتهم مسالك شتى. وكان الاتجاه المسيطر على بعض الناشطين، هو إثبات وجود الإخوان في الأحداث، فغرد الناشط، سامح الخطاري على حسابه: "أهمّ قاعدتين عند مدّعي الثورية 1- الإخوان باعونا في محمد محمود، علشان مانزلوش، مع إن ناس كتير من الإخوان نزلوا 2- عدم نسيان القاعدة الأولى".

وفي إيحاء إلى مشاركة الإخوان في الأحداث، تذكّر بحيري ابنة القيادي الإخواني، محمد البلتاجي، التي قضت في فض "رابعة"، وقال: "حكاوي محمد محمود يعني الشهيدة أسماء البلتاجي"، ونشر أحد الناشطين صورة لأحد الشباب المشارك في الأحداث، وعلق عليها: "ده أحمد جمعة، مساعد جهاد حداد المتحدث باسم الإخوان، وأحمد معتقل دلوقتي". مشيراً إلى مشاركة الإخوان في محمد محمود.

أما الصحافي تامر أبو عرب فخالفهم وهاجم الإخوان، وقال: "خانوهم وخوّنوهم، والآن يريدوا أن يأخونوهم، أبطال محمد محمود"، وهي التهمة التي أصبحت قاصمة ظهر الثورة، واستغلتها الثورة المضادة خير استغلال، حتى أجهزت على الجميع. 
وتذكر البعض التفاصيل التي جمعتهم في الأحداث منذ ثلاث سنوات، وكان الأزهر حاضراً في محاولة للتهدئة، وغدرت الداخلية بهم، فقال أحدهم: "كان فيه محاولة للتهدئة من مشايخ أزهر لابسين جبة وقفطان، وبعد التهدئة انضربوا وهم بيصلوا المغرب في أول محمد محمود، بعدها شالوا الطوب معانا".

وتذكر الناشطون شعار الثوار في الأحداث: "اشهد يا محمد محمود كانوا ديابة وكنا أسود"، أما الصحافي، أشرف صابر، فنشر تغريدات عدة تُظهر تناقض المواقف أثناء الأحداث وبعدها، كانت إحداها أثناء أحداث محمد محمود، يقول فيها أحدهم: "يوجد مجزرة حقيقية في محمد محمود الآن وأقسم بالله شباب الإخوان نزلوا يحمونا الآن". والأخرى أثناء مجزرة فض رابعة قال فيها: "كان بيموت مننا في محمد محمود والميدان أيام العسكر وحكم الإخوان، وكانوا بيقولوا علينا بلطجية، كلاب وماتوا، وكما تدين تدان"، وهو ما يعبر عن حالة التناقض التي يعيشها الكثيرون.
 
ولم ينسَ الناشطون علامات فارقة في أحداث محمد محمود، كان أبرزها قناص العيون، الشهير بعبارة"جدع يا باشا"، الذي اقتنص عيون العديد من الشباب المتظاهر وبرّأه "القضاء الشامخ"، وسرد العديد منهم مواقف للشيخ، عماد عفت، والذي كان أشهر شهداء الأحداث، فقال أحدهم: "مش ناسي الشيخ عماد عفت لما كان واقف عند هارديز في أول شارع محمد محمود، وبيقولنا: ربنا يقويكم يا شباب، وخلي بالكم من نفسكم". وحضرت الهتافات بقوة، وسيطرت على تغريدات المشاركين في إحياء الذكرى، فكان منها "فيها اللي ضحى واللي خان، واللي في وقت الشدة كان"، و"يا شعب يا دافع ثمن الشوارع دم... احفظ أسامي اللي ماتوا في الشوارع صم". 

من جانبه احتفى الإعلامي زين توفيق في برنامج "مصر الليلة" على "الجزيرة مباشر مصر" بالذكرى الثالثة لشارع الحرية، وكان محور النقاش مع الضيوف -الذين عبروا عن أطياف عدة- تساؤلاً يطرح نفسه، أين الثوار؟". وطالب كل قوى الثورة بالتوحد وطرح الخلافات. 
وفي دعوة مفتوحة للاعتذار، بادر الإعلامي، معتز مطر، على قناة "الشرق" بنفسه، وقدم اعتذاراً على الهواء، وطالب كل القوى المحسوبة على الثورة بالاقتداء به والاعتذار عن كل الأخطاء التي بدرت منهم في مسار الثورة. وسرد أخطاء كل طرف، لتذكيرهم بأن لا فضل لطرف على آخر، وهو ما يستدعي الالتفاف والاصطفاف والتوحد في الذكرى الثالثة لشارع الحرية، على حد قوله.
المساهمون