تقول لـ"العربي الجديد" إنها تكره "الانتماء السياسي"، بسبب ما فعله ذلك المدير في اليوم الأول لها في المدرسة، حين أراد أن يفرض عليها الانضباط في الصف عن طريق الزجر والضرب، "فالسياسة- برأيي- هي فرض الرأي على خياراتك". لا يزال يسكنها ذلك الطريق الريفي المؤدي من بيتها إلى بيت جدها. تعلو يمينه تلة خضراء يزينها البرقوق، وينحدر عن يساره واد عميق، وتتطاير الفراشات من حولها "أشعر بأنني أتطاير معها"، حيث سكون الطبيعة الخالية من البشر "إنها الحرية بأرقى تجلياتها" التي عشقتها فدوى بعفوية الطفولة. وازداد كرهها للسياسة أكثر في بداية مرحلتها الثانوية، حينما طلب منها المسؤول الحزبي للشبيبة الانتساب إلى الحزب، وبلهجة الأمر المحتوم، لتجلي القمع الذي تمارسه مؤسسة التعليم على أبنائها "رفضت ذلك رفضا قاطعا"، ومن هنا بدأت تتأصل روح التمرد في ذاتها. ولهذا اختارت فدوى دراسة فن المسرح في المرحلة الجامعية "لأنه جزء من الثقافة التي هي حرية التعبير والتفكير، ويقود إلى تغيير كل أشكال الهيمنة التي جسدها النظام الديكتاتوري في العائلة التي تريد فرض دينها عليك، وفي المدرسة والجامعة التي تريد تسلط أيديولوجية حزب السلطة عليك".
كانت من الفنانين القلائل الذين انضموا إليها، وشاركت في معظم مظاهراتها السلمية، فهي تقول "الفنان حر بطبعه، ويفهم الحرية، والعدالة والكرامة".
الثورة حركة تغيير جذري، وهي ضرورة موضوعية يفرضها الواقع الفاسد الذي تعفنت بناه الاجتماعية، وتآكلت بفعل التسوس.
انخرطت فدوى في الثورة السورية، وراح صوتها يصدح بالحرية مع المتظاهرين شبابا ونساء، في شوارع دمشق وحمص، واعتلت المنابر وهي تهتف "سوريون لن تفرقنا الطائفية.. بدنا مجتمع مدني حر". وشاركت في مجالس العزاء التي كانت تقام على أرواح شهداء الحراك السلمي في برزة والقابون وزملكا، وباب السباع، وحولتها مع أصدقائها إلى مظاهرات. كما ساهمت في العمل المدني لمنع ظهور الطائفية التي بدأ النظام يزرع بذورها بين الناس، وقامت بحملة توعية مع ناشطي الثورة لمنع الثوار في معظم المدن السورية من الانزلاق نحو ما يريده النظام، بإجبارهم على حمل السلاح.
بعد أن تحولت الثورة من حالة السلمية إلى التسلح، أصبح همّ النظام ملاحقة النشطاء السلميين لاعتقالهم وقتلهم، وكانت فدوى من بين أولئك الملاحقين، والمهددين بالقتل، وراح الأمن يبحث عنها في كل مكان، "الأمر الذي اضطرني إلى الهروب خارج البلاد".
كانت من الفنانين القلائل الذين انضموا إليها، وشاركت في معظم مظاهراتها السلمية، فهي تقول "الفنان حر بطبعه، ويفهم الحرية، والعدالة والكرامة".
الثورة حركة تغيير جذري، وهي ضرورة موضوعية يفرضها الواقع الفاسد الذي تعفنت بناه الاجتماعية، وتآكلت بفعل التسوس.
انخرطت فدوى في الثورة السورية، وراح صوتها يصدح بالحرية مع المتظاهرين شبابا ونساء، في شوارع دمشق وحمص، واعتلت المنابر وهي تهتف "سوريون لن تفرقنا الطائفية.. بدنا مجتمع مدني حر". وشاركت في مجالس العزاء التي كانت تقام على أرواح شهداء الحراك السلمي في برزة والقابون وزملكا، وباب السباع، وحولتها مع أصدقائها إلى مظاهرات. كما ساهمت في العمل المدني لمنع ظهور الطائفية التي بدأ النظام يزرع بذورها بين الناس، وقامت بحملة توعية مع ناشطي الثورة لمنع الثوار في معظم المدن السورية من الانزلاق نحو ما يريده النظام، بإجبارهم على حمل السلاح.
بعد أن تحولت الثورة من حالة السلمية إلى التسلح، أصبح همّ النظام ملاحقة النشطاء السلميين لاعتقالهم وقتلهم، وكانت فدوى من بين أولئك الملاحقين، والمهددين بالقتل، وراح الأمن يبحث عنها في كل مكان، "الأمر الذي اضطرني إلى الهروب خارج البلاد".