النازحة حياة... لا تنال من اسمها إلا الشقاء

19 أكتوبر 2015
تتمنى حياة العودة إلى سورية (العربي الجديد)
+ الخط -
لم تتوقع حياة، أن تصل إلى الحالة التي وصلت إليها اليوم. لم تتوقع أن تترك البلد الذي ولدت وعاشت فيه. ولم تتوقع أن تتبدّل حياتها من عيش كريم وراحة بال إلى عيش غير لائق بها وبأولادها الذين حملتهم معها في نزوحها من مخيم اليرموك، جنوب دمشق، إلى مدينة صيدا في الجنوب اللبناني.

تعيش العائلة في صيدا في غرفة صغيرة ضمن مبنى قديم، دورة المياه مشتركة لعشرات العائلات في المبنى الذي قرّر مالكه أن يأوي النازحين مجاناً.

حياة أرملة سورية الجنسية، عمرها 54 عاماً. قبل لجوئها إلى لبنان كانت تسترزق من راتب زوجها العسكري في الجيش السوري، الذي مات قبل الحرب. وفي لبنان لم تعد تتمكن من الحصول على راتبه بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة.

تقول حياة: "جئت إلى لبنان مع أولادي وإخوتي قبل 3 سنوات، بسبب القصف على المخيم، وتهديم البيوت وحرقها، وسرقة بعضها، بحثنا عن الأمن والأمان هنا. توفي زوجي قبل الحرب بقليل، وبعد نزوحنا لم أعد أتمكن من الحصول على راتبه التقاعدي لصعوبة الذهاب إلى سورية، خصوصاً أنني لن أتمكن عندها من العودة إلى لبنان بسبب قانون الدخول الجديد الذي يقضي بوجوب توفر كفيل لي. لذلك قررت عدم العودة وعدم تفقّد الراتب".

تضيف: "منذ جئت إلى لبنان أسكن في هذا المبنى المجاني، ليس بمقدوري أن أدفع بدل إيجار منزل، فأنا أتدبر أموري في المصروف من خلال مساعدات الأمم المتحدة. لديّ أربع بنات وشابان، ثلاث بنات متزوجات بقين في سورية، وشابان يعملان وبنت مع أبنائها الخمسة تبقى معي في الغرفة". تتابع: "لكنّ المعيشة في لبنان صعبة جداً، ونحن نعاني كثيراً، فالحمّامات في المبنى مشتركة، ونعيش 10 أشخاص في غرفة واحدة. فبالإضافة إلى ولدي وأحفادي هنالك شقيقاي أيضاً". كذلك، يعيش ابنها الآخر في غرفة مجاورة مع زوجته وأبنائه الخمسة. أما ابنتها فقد كانت تعمل في مستشفى منظفة، وتصرف على أولادها، لكن مع بداية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي باتت عاطلة من العمل.

تتمنى حياة العودة إلى سورية في أسرع وقت ممكن، والعودة إلى بيتها، لأن المعيشة في لبنان صعبة جداً ونفقاتها غالية، وتتطلب كثيراً من المال. وتعلّق: "هنا لا طبابة مجانية مثل سورية، والعلاج مكلف". في معظم الأحيان لا تستطيع هي وأولادها الذهاب إلى الطبيب للعلاج بسبب أجرته وارتفاع أسعار الأدوية، مع أنّ أسباب المرض موجودة بكثرة بسبب المياه غير الصالحة التي يستهلكونها في الشرب والطبخ.

اقرأ أيضاً: أم محمد: العمل أفضل من الشحاتة
المساهمون