تُعدّ ماليزيا في طليعة الدول التي يطلق عليها لقب "النمور الآسيوية"، والتي باتت تشمل اقتصادات دول آسيوية أخرى من بينها تايوان، وسنغافورة، وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية، وبدأت تايلندا بالتقدم الاقتصادي في الفترة الاخيرة. في هذا الإطار، تبرز تجربة مملكة ماليزيا، الواقعة في جنوب شرق آسيا، كتجربة ملهمة لعالمنا العربي الغارق بالأزمات الاقتصادية.
ففي منتصف التسعينات من القرن الماضي، بدأت رحلة ماليزيا الطويلة في التحوّل من بلد زراعي يعيش على زراعة المطاط وتصديره، إلى نمر اقتصادي كبير، عندما أطلقت بنجاح، ولأول مرة في العالم، تجربة رائدة فى إصدار الصكوك الإسلامية، حيث عملت على إخراجها من دائرة الفقر إلى آفاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وقد بدأت الفكرة من خلال رهن وبيع مطار كوالالمبور لحَمَلة الصكوك مقابل إصدار صكوك بنحو 100 مليار دولار، ثم إعادته الى ملكية الدولة ولكن بعد عشر سنوات، تكون الدولة قد قامت بسداد قيمة هذه الصكوك، لكن بعد أن استخدمت هذه الحصيلة فى بناء مشروعات عملاقة فى مدى زمني قصير، وهو ما صنع ما يسميه البعض بالمعجزة الماليزية. فمن خلال إصدار الصكوك، تم تنفيذ مشاريع كبرى، مثل برجي "بتروناس" كأعلى مبنيين توأمين في العالم، ومطار كوالالمبور الدولي، والطريق السريع بين الشمال والجنوب، وحلبة "سيبانغ" الدولية، وممر الوسائط المتعددة الخارق، وسد "باكون" الكهرومائي.
خرجت ماليزيا من أسر التخلّف ودخلت في نادي الدول المتقدمة القادرة على تنويع اقتصادها، وهو حال ثقافتها التي تمتاز بالتنوع الفريد، فثلثا شعبها يتكون من الملايو، وربعه من ذوي الأصول الصينية، ونسبة لا تقل عن 10% من ذوي الأصول الهندية، وهم يتحدثون لغات الملايو والصينية والهندية والتاميل والإنجليزية وغيرها.
ويكمُن السِّر، أيضاً، الذي ساعد ماليزيا في أن تصبح دولة صناعية متقدمة ومصدّرة لسلع مصنّعة محلياً بهذا الحجم الكبير، هو ما تظهره الإحصائيات التي تشير إلى أن 91% من مجموع الشركات المسجلة في ماليزيا هي شركات صغيرة ومتوسطة الحجم، معظمها ينشط في المجالات الإنتاجية والتصنيع والتي باتت تُمثِّل ركيزة من ركائز الاقتصاد الماليزي والموظف الأول للعمالة.
كانت خطة الدولة الأولى للنهوض بالصناعة، التي بدأت عام 1996 واستمرت لعام 2000، تقوم على دعم القطاع الصناعي بدءاً من تنشيط المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وذلك من خلال مساعدتها في الحصول على تمويل خاص يساعدها في التوسع الصناعي.
أما الخطة الثانية، والتي امتدت الى عام 2005، فقد كان تركيز الدولة يَنصبّ فيها على النهوض بالمشروعات الإنتاجية والتصنيعية ذات الطابع التصديري المتخصص من خلال إنشاء تجمعات صناعية متخصصة، ما أدى إلى بروز شركات كبرى ومهمة في البحث والتطوير، وتصنيع المعدات، والتغليف، والتجارة الإلكترونية وغيرها.
وقد امتدت النهضة الصناعية لتشمل نهضة علمية وتكنولوجية متقدمة، حيث تُصدِّر ماليزيا إلى العالم التكنولوجيا المتقدمة لتجني منها عائدات لا تقل قيمتها عن 60 مليار دولار سنوياً. ففي كثير من الأحيان، أصبحنا نقتني أجهزة كمبيوتر ومستهلكات إلكترونية عديدة تم تصنيعها في ماليزيا. واليوم، يُساهم قطاع الصناعات التكنولوجية بنحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي، ما كان له الدور الإيجابي في تطور السلع المصنّعة، حتى باتت ماليزيا في طليعة البلدان الصناعية في جنوب آسيا.
تعتبر التجربة الماليزية فريدة في نوعها، كونها لم تكتفِ بوضع أفكار نظرية مجردة، بل ترجمتها فعلياً في شكل سياسات قابلة للتطبيق على أرض الواقع، مكّنت الافراد من توظيف طاقاتهم الدفينة في الإنتاج والابتكار، وساهمت في تحقيق ثورة تقنية للدولة ككل. إذ لا يمكن الحديث عن تحقيق طفرة لبلد ما من دون إشراك الأفراد والدولة والمجتمع في تحقيق الحلم النهضوي.
فكرة خلّاقة واحدة، كفكرة إصدار صكوك إسلامية، ساعدت ماليزيا بإقامة مشاريع كبرى وظّفت فيها أعداداً كبيرة من شبابها وشاباتها وقلّصت نسبة البطالة لديها بشكل كبير. هذا ما نحتاجه اليوم في عالمنا العربي، حيث أصبحت الأوضاع الاقتصادية عاملاً ضاغطاً، فهناك الملايين من الأجيال الشابة التى تبحث عن حقها في فرصة عمل ومسكن لائق وحياة إنسانية كريمة.
ففي منتصف التسعينات من القرن الماضي، بدأت رحلة ماليزيا الطويلة في التحوّل من بلد زراعي يعيش على زراعة المطاط وتصديره، إلى نمر اقتصادي كبير، عندما أطلقت بنجاح، ولأول مرة في العالم، تجربة رائدة فى إصدار الصكوك الإسلامية، حيث عملت على إخراجها من دائرة الفقر إلى آفاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وقد بدأت الفكرة من خلال رهن وبيع مطار كوالالمبور لحَمَلة الصكوك مقابل إصدار صكوك بنحو 100 مليار دولار، ثم إعادته الى ملكية الدولة ولكن بعد عشر سنوات، تكون الدولة قد قامت بسداد قيمة هذه الصكوك، لكن بعد أن استخدمت هذه الحصيلة فى بناء مشروعات عملاقة فى مدى زمني قصير، وهو ما صنع ما يسميه البعض بالمعجزة الماليزية. فمن خلال إصدار الصكوك، تم تنفيذ مشاريع كبرى، مثل برجي "بتروناس" كأعلى مبنيين توأمين في العالم، ومطار كوالالمبور الدولي، والطريق السريع بين الشمال والجنوب، وحلبة "سيبانغ" الدولية، وممر الوسائط المتعددة الخارق، وسد "باكون" الكهرومائي.
خرجت ماليزيا من أسر التخلّف ودخلت في نادي الدول المتقدمة القادرة على تنويع اقتصادها، وهو حال ثقافتها التي تمتاز بالتنوع الفريد، فثلثا شعبها يتكون من الملايو، وربعه من ذوي الأصول الصينية، ونسبة لا تقل عن 10% من ذوي الأصول الهندية، وهم يتحدثون لغات الملايو والصينية والهندية والتاميل والإنجليزية وغيرها.
ويكمُن السِّر، أيضاً، الذي ساعد ماليزيا في أن تصبح دولة صناعية متقدمة ومصدّرة لسلع مصنّعة محلياً بهذا الحجم الكبير، هو ما تظهره الإحصائيات التي تشير إلى أن 91% من مجموع الشركات المسجلة في ماليزيا هي شركات صغيرة ومتوسطة الحجم، معظمها ينشط في المجالات الإنتاجية والتصنيع والتي باتت تُمثِّل ركيزة من ركائز الاقتصاد الماليزي والموظف الأول للعمالة.
كانت خطة الدولة الأولى للنهوض بالصناعة، التي بدأت عام 1996 واستمرت لعام 2000، تقوم على دعم القطاع الصناعي بدءاً من تنشيط المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وذلك من خلال مساعدتها في الحصول على تمويل خاص يساعدها في التوسع الصناعي.
أما الخطة الثانية، والتي امتدت الى عام 2005، فقد كان تركيز الدولة يَنصبّ فيها على النهوض بالمشروعات الإنتاجية والتصنيعية ذات الطابع التصديري المتخصص من خلال إنشاء تجمعات صناعية متخصصة، ما أدى إلى بروز شركات كبرى ومهمة في البحث والتطوير، وتصنيع المعدات، والتغليف، والتجارة الإلكترونية وغيرها.
وقد امتدت النهضة الصناعية لتشمل نهضة علمية وتكنولوجية متقدمة، حيث تُصدِّر ماليزيا إلى العالم التكنولوجيا المتقدمة لتجني منها عائدات لا تقل قيمتها عن 60 مليار دولار سنوياً. ففي كثير من الأحيان، أصبحنا نقتني أجهزة كمبيوتر ومستهلكات إلكترونية عديدة تم تصنيعها في ماليزيا. واليوم، يُساهم قطاع الصناعات التكنولوجية بنحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي، ما كان له الدور الإيجابي في تطور السلع المصنّعة، حتى باتت ماليزيا في طليعة البلدان الصناعية في جنوب آسيا.
تعتبر التجربة الماليزية فريدة في نوعها، كونها لم تكتفِ بوضع أفكار نظرية مجردة، بل ترجمتها فعلياً في شكل سياسات قابلة للتطبيق على أرض الواقع، مكّنت الافراد من توظيف طاقاتهم الدفينة في الإنتاج والابتكار، وساهمت في تحقيق ثورة تقنية للدولة ككل. إذ لا يمكن الحديث عن تحقيق طفرة لبلد ما من دون إشراك الأفراد والدولة والمجتمع في تحقيق الحلم النهضوي.
فكرة خلّاقة واحدة، كفكرة إصدار صكوك إسلامية، ساعدت ماليزيا بإقامة مشاريع كبرى وظّفت فيها أعداداً كبيرة من شبابها وشاباتها وقلّصت نسبة البطالة لديها بشكل كبير. هذا ما نحتاجه اليوم في عالمنا العربي، حيث أصبحت الأوضاع الاقتصادية عاملاً ضاغطاً، فهناك الملايين من الأجيال الشابة التى تبحث عن حقها في فرصة عمل ومسكن لائق وحياة إنسانية كريمة.