في ولاية غرب ماهاراشترا الهندية، عشرات من الرجال والنساء والأطفال يحيطون بصهريج مياه على الطريق الرئيسي. يحملون أوعية وغالونات ودلاء وينتظرون دورهم لملئها ما استطاعوا.
تشير خدمة "ورلد كرانش" الإخبارية إلى إحدى هؤلاء بالذات. تحاول رينوكا (35 عاماً) الوصول إلى أعلى الصهريج كي تملأ جرارها الخمس. تمكّنت بالفعل من ذلك بمساعدة من أولادها وجيرانها. هي التي انتظرت 15 يوماً للحصول على المياه. لكن إلى متى سوف يستمر الوضع على هذه الحال؟ تقول: "في العامين الأخيرين، لم تصل المياه إلى منزلنا. جفّت الآبار والبرك. اختفت المياه ببساطة".
مانوهار كان أقل نجاحاً، تمكّن من ملء دلو واحد فقط. ووقع دلوه الآخر بمياهه إلى الأرض، عندما حاول أحدهم نشله منه. يقول عن ذلك: "أزمة المياه تحوّل الإخوة إلى أعداء في الهند".
تعاني المنطقة من جفاف شديد للعام الثالث على التوالي. في هذه المنطقة الزراعية، يخشى الناس دائماً ضياع المحصول. حتى أنّ سبع حالات انتحار سُجّلت بين المزارعين لهذا السبب. واليوم، يبدو الناس أكثر قلقاً من أيّ وقت مضى بحسب الصحافي هارفيش سينغ الذي يؤكد أنهم "يخافون على محاصيلهم ومواشيهم وعلى حياتهم بالذات".
ويصبّ السكان غضبهم خصوصاً على السلطات. بينما هم يعانون من الجفاف وعدم وصول المياه، تأخذ الولاية المياه بهدف إطفاء حرائق غابات جبال الهملايا. وإذا كانوا يتسامحون تجاه هذا الأمر لأهميته، فإنّهم أكثر غضباً تجاه بعض الأمثلة، منها إضاعة 10 آلاف لتر من المياه لترطيب مهبط طائرة مروحية أخيراً، أو لتحضير الملاعب لمباريات الكريكيت. يُذكر أنّها اللعبة الأكثر شعبية في البلاد، التي تستهلك ملاعبها الخضراء كميات هائلة من المياه.
يقول الناشط في المجتمع المدني راكيش سينغ: "إذا نظرتم إلى السياسة المائية لولاية ماهاراشترا، فإنّ الأولويات لا تتبع. أولويات المياه أن تكون للشرب والطبخ والزراعة، لكنّ ذلك لا يحصل بشكل تلقائي".
ماهاراشترا ليست سوى جزء من الهند، والبلاد بأكملها تعاني من أزمة المياه. أُعلنَ الجفاف في ما لا يقلّ عن 12 ولاية أخرى. في الولايات الجنوبية مثل كارناتاكا وتيلانجانا، يمشي الناس كيلومترات عدّة في الحرّ لجلب دلو من المياه الصالحة للشرب. وفي ولاية البنجاب، لا يتمكّن المزارعون من ريّ محاصيلهم. وفي ولاية غوجارات وماديا براديش، انتشر جنود مسلحون حول المسطحات المائية لمنع "سرقتها".
من جهته، يحذّر مجلس المياه الجوفية في الهند من عدم إجراء تغييرات، إذ من شأن ذلك أن يدفع في اتجاه معاناة 40 في المائة من سكان البلاد من الجفاف بحلول عام 2030.