ووافق المشرعون بأغلبية 415 صوتا ضد 119 صوتا على تأييد التوسعة، وهو قرار طالما أحدث انقساما في البرلمان البريطاني بصرف النظر عن الانتماء الحزبي، مع معارضة البعض لتهديد يتمثل في زيادة في الضوضاء وتلوث الجو بالعاصمة البريطانية، خصوصا في مناطقها الغربية.
ومن المتوقع أن تؤدي توسعة مطار هيثرو بحلول عام 2030 إلى رفع عدد الرحلات الدولية إلى مانشستر بنحو 20250 سنوياً، و17 ألفاً إلى مطار برمنغهام، و4500 إلى مطار ليدز، و2700 إلى اسكتلندا، وهو ما يعني أن 17 مليون مسافر من أصل 43 مليوناً يتوقع أن يمروا بمطار "هيثرو" بعد توسعته سيكونون من حصة المطارات الإقليمية الأخرى.
ولا يمكن للرحلات المحلية أن تعوض النقص الذي سيتسبب به احتكار "هيثرو" للمسافرين، وهو ما تؤكده الأرقام الرسمية الصادرة عن المطار، بتراجع الرحلات الداخلية العام الماضي.
وجاء تصويت البرلمان بعد قرار حكومي اتخذ في الخامس من يونيو/حزيران لدعم توسعة مطار هيثرو رسميا من خلال إنشاء مدرج ثالث، وهي توسعة تم طرحها في بيان مقترح بشأن السياسات الوطنية للمطارات.
وسوف تسهم حزمة تمويل قدرها 3.5 مليارات دولار في تغطية تكلفة التعويضات وإجراءات تخفيف الأضرار عن المتضررين من توسعة المطار، فضلا عن عزل الأضواء وتوفير وسائل الراحة المجتمعية. كما سيكون هناك حظر للطيران ليلا لمدة 6.5 ساعات وقيود على الضوضاء تكون قابلة للتنفيذ قانونا.
ورغم تصويت النواب بالأغلبية لصالح دعم مشروع هيثرو، إلا أنه يتعين على هذا المشروع شق طريقه عبر إجراءات التخطيط البريطانية، مع أن الدعم الحكومي والبرلماني يعد بمثابة خطوة حاسمة.
وكانت الحكومة البريطانية قد فرضت على جميع نواب حزب "المحافظين" التصويت لصالح توسعة "هيثرو"، بينما سمح حزب "العمال" لنوابه بالتصويت وفقاً لما يرونه مناسباً.
وفي الأسبوع الماضي، قدم غريغ هاندز الوزير بالحكومة البريطانية استقالته من الحكومة على خلفية خططها لتوسيع مطار "هيثرو"، من خلال إنشاء مدرج ثالث في المطار الذي يقع غربي لندن، قائلا إنه أراد أن يفي بتعهد قطعه على نفسه أمام أبناء دائرته بمعارضة خطة هيثرو.
وقبيل التصويت، نظمت مجموعة من المتظاهرين المعارضين لتوسعة مطار هيثرو مظاهرة في البرلمان، مما تسبب في إغلاق مقر وضع اللوبي المركزي، واستلقى أفراد مجموعة تضم ما يصل إلى 12 متظاهرًا في الممر المركزي للبرلمان، حيث استدعيت الشرطة والأمن إلى مكان الحادث.
ووصف وزير النقل كريس غرايلينغ توسعة مطار هيثرو البالغة كلفتها 14 مليار جنيه إسترليني "ما يعادل 19 مليار دولار" بأنه أكبر قرار اتخذته بريطانيا في مجال النقل على مدى جيل.
وأضاف أن المدرج الثالث المزمع بناؤه سيتم تشييده دون أن يتحمل دافعو الضرائب أي تكلفة، حيث يقوم القطاع الخاص بتمويل خطة التوسعة.
وأشار غرايلينغ إلى أن هذا سيعطي دفعة اقتصادية كبيرة لبريطانيا حيث سيفتح مسارات دولية جديدة ويخلق أكثر من 100 ألف فرصة عمل جديدة ويضاعف من قدرة الشحن ويعود بفوائد تصل قيمتها لنحو 100 مليار دولار على الركاب والاقتصاد الأوسع.
وقال غرايلينغ "إنه تصويت مهم يتم الإعداد له منذ 50 عاما ويمثل أكبر قرار يتخذ في مجال النقل على مدى جيل. وقد كافحت الحكومات المتعاقبة من أجل قضية توسعة مطار هيثرو، لكن لم يجر البرلمان من قبل قط تصويتا على هذا المشروع. فالمصلحة الرئيسية تكمن في توفير الآلاف من فرص العمل الجديدة ورفع قدرة البلاد على المنافسة على الساحة الدولية والفوز في تجارة عالمية جديدة".
وتعد توسعة مطار هيثرو من المشاريع الكبرى التي تمت مناقشتها في الأعوام الأخيرة، والتي تعهدت الحكومة بتتفيذها قبل عامين، لكن المشروع واجه عقبات شديدة قبل أن يتم التوافق، أخيراً، على حلها، ما سمح بجدولة التصويت على المشروع في البرلمان البريطاني.
وأخبر غرايلينغ النواب خلال المناقشة بأن المشروع سيضع من الناحية الإستراتيجية بريطانيا في مكانة جيدة في عالم ما بعد بريكست، مضيفا أن المشروع قد تأخر بالفعل كثيرا ولابد من وضعه على المسار الصحيح.
وأوضح جون ماكدونيل المستشار في حكومة الظل البريطانية، الذي سوف تتضرر دائرته البرلمانية جراء هذه التوسعة، أن قرى يصل عمرها إلى ألف عام ستجتث من على وجه الأرض إذا ما مضت خطة هيثرو قدما، مضيفا أن "أبناء دائرتي يجدون أنها خطة مفجعة".
وذكر ماكدونيل أن الأثر البيئي لمطار هيثرو أكبر حجما ويشكل تهديدا لكوكب الأرض، مؤكدا على ضرورة منع إقامة هذا المشروع "لأنه خطير جدا على تغير المناخ" ومشيرا إلى أن حملة طموحة ستطلق في أنحاء أوروبا لمكافحة خطة توسعة مطار هيثرو.
وتكمن المعضلة الرئيسة في التوسعة البالغة تكلفتها 14 مليار جنيه إسترليني (19 مليار دولار)، والتي سيبدأ العمل عليها على الأرض عام 2021، إن تمت الموافقة عليها، في التأثير البيئي للطيران. إذ إن سكان المناطق المحيطة بالمطار يرفضون إدراج المزيد من الطائرات في المطار القريب منهم بسبب التلوث البيئي الذي تتسبب به عوادم الطائرات، وأيضاً التلوث الصوتي الذي تتسبب به الطائرات لدى إقلاعها وهبوطها، كما تواجه التوسعة معارضة من المطارات الإقليمية الأخرى، والتي ترى في توسعة "هيثرو" ضرراً بحركة الطائرات الخاصة بها.