المواجهات تستنزف قوات الاحتلال وتضطره لاستدعاء الاحتياط

10 أكتوبر 2015
هبات فلسطينية لا تتوقف في الداخل (getty)
+ الخط -

استنزفت الانتفاضة الفلسطينية والمواجهات الدامية مع الاحتلال في القدس المحتلة كامل طاقة الشرطة الإسرائيلية، بعد أن اضطرت الحكومة الإسرائيلية إلى نشر أكثر من ألفي شرطي من مختلف الألوية في داخل إسرائيل إلى القدس المحتلة وإحاطتها بعناصر الشرطة وعند مشارف القرى والبلدات الفلسطينية المحيطة بالقدس مثل العيساوية وصور باهر وجبل المكبر وغيرها.

واضطرت حكومة الاحتلال على ضوء انتشار عمليات المقاومة داخل المدن الإسرائيلية، مثل تل أبيب وبيتح تكفا والعفولة، إلى جانب موجة الاحتجاج والمظاهرات في بلدات الداخل الفلسطيني من أعالي الجليل وحتى النقب في الجنوب، إلى استدعاء قوات احتياط من حرس الحدود لنشرها في داخل المدن والبلدات الإسرائيلية وفي المدن التاريخية لفلسطين التي تسميها إسرائيل المدن المختلطة، مثل حيفا واللد ويافا والرملة وعكا.

وأصدر ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو مساء اليوم السبت، بياناً أعلن فيه عن تجنيد 502 من عناصر حرس الحدود.

وقال بيان ديوان نتنياهو: "إن تجنيد قوات الاحتياط سيستمر بقدر الحاجة وإن الوجود المكثف لقوات الشرطة وحرس الحدود من شأنه أن يشكل رادعاً للعمليات".

بدورها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن حالة تأهب في الجليل والمثلث لمواجهة المظاهرات المستمرة، منذ ثلاثة أيام، والتي تخللتها موجات اعتقالات واسعة، وعمليات قمع شديدة تخللها استخدام الرصاص المعدني المغلف بالبلاستيك، والقنابل المسيلة للدموع، ومنع المتظاهرين من الوصول إلى المدن التي أُعلن مظاهرات فيها، ناهيك عن مواصلة منع الحافلات المتوجهة إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى من مواصلة سيرها. 

شهدت العديد من البلدات في الداخل الفلسطيني، مساء السبت، مواجهات ساخنة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عقب مظاهرات الغضب المستمرة، نصرة للقدس والمسجد الأقصى وشهداء فلسطين ومعتقلي الداخل الذين يرتفع عددهم يوما بعد يوم، على ضوء مشاركتهم في المظاهرات.

وشهدت مدينة الناصرة، مساء السبت، ولليوم الثالث على التوالي، مواجهات بين الشبان الغاضبين، وقوات شرطة الاحتلال، التي قامت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع باتجاههم، واقتحمت عدداً من بيوت الحارة الشرقية في المدينة، واعتقلت ما لا يقل عن 5 أشخاص.
وأثار اقتحام البيوت غضباً شديداً في صفوف الأهالي، الذين اعتبروه جريمة نكراء، ووسيلة ضغط لإنهاء الاحتجاجات.

اقرأ أيضاً: تشييع الشهيد حلبي: عرس لـ"الوحدة الفلسطينية"

كما شهدت مدينة الرملة مواجهات مشابهة، حيث اعتدت شرطة الاحتلال على عدد من المحتجين العرب واعتقلت 4 منهم، فيما كان حظ قرية عرعرة في النقب معتقليّن اثنين هذا اليوم.

إلى ذلك، انطلقت في العديد من البلدات العربية، من الشمال الى الجنوب، مظاهرات ووقفات احتجاجية، منها مظاهرة في مدينة باقة الغربية وأخرى في مدينة كفر قاسم، كما شهدت بعض البلدات منها سخنين وشفاعمرو مظاهرات طلاب المدارس، الذين أعربوا عن غضبهم، وطالبوا القيادات العربية في الداخل الفلسطيني بإعلان الإضراب العام والشامل، والقيام بخطوات ترتقي إلى مستوى الحدث.

من جهتها، أعلنت شرطة الاحتلال، تعزيز قواتها في العديد من الأماكن المحاذية للبلدات العربية، لقمع المتظاهرين.

اقرأ أيضاً: الانتفاضة بعيون إسرائيلية... النيران لن تخمد قريباً 

بالمقابل تتعالى أصوات المحرضين الإسرائيليين على فلسطينيي الداخل، إذ دعت جماعات يهودية متطرفة للتظاهر في مدينة حيفا، وسمعت أصوات تطالب بتدمير المحال والمتاجر العربية، كما تم الكشف السبت، عن عصابة يهودية من 10 أشخاص تستهدف العرب، وسبق أن اعتدت، قبل يومين، على أربعة شباب في مدينة نتانيا، فيما وقع، الجمعة، حادث مشابه للاعتداء على شبان عرب خلال تواجدهم في ديمونا بالنقب، مما يعني أن كل واحد من فلسطينيي الداخل بات معرضاً لخطر الاعتداء عليه من إسرائيليين.

في هذه الاثناء، عقدت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، اجتماعاً امتد إلى ما بعد منتصف الليلة الماضية، لبحث سبُل مُواجهة العدوان الإسرائيلي الدموي والمتصاعد، تجاه الشعب الفلسطيني بما في ذلك الداخل الفلسطيني، "والاعتداءات البوليسية على مختلف المظاهرات، الشرعية والطبيعية، وحَملات الاعتقالات التي طاولت العشرات من هذه الجماهير، تحديداً بين الشباب ، وردّاً على الاعتداءات الترهيبيَّة ضد العديد من أبناء وبنات الجماهير العربية في مختلف أنحاء البلاد"، بحسب ما جاء في بيان صدر في نهاية الاجتماع.

اقرأ أيضاً: واشنطن تساوي الضحية بالجلاد في الأراضي الفلسطينية المحتلة

ودعا الاجتماع جميع القوى الفاعلة الى تنظيم مظاهرات احتجاجية محلية، تحمل رسائل سياسية ووطنية واضحة ووحدوية.

كما تم الاتفاق على تنظيم جولة وحدوية مُشتركة للقدس وأحيائها وناسها وللمسجد الأقصى، بمشاركة أعضاء لجنة المتابعة العليا وقيادات الجماهير العربية في البلاد، بمن فيهم أعضاء الكنيست العرب، صباح غد الأحد، رَدّاً على قرارات ومواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتيناهو، الذي أصدر قراراً بمنع النواب العرب من دخول الأقصى.

وسيسبق الجولة اجتماع آخر، لاتخاذ القرارات والإجراءات اللّازمة، وفقاً للتطوّرات والمستجدات.

المساهمون