المنشطات في الألعاب البارالمبية: ذوو الاحتياجات وتقنية التحفيز العضلي

14 سبتمبر 2016
المنشطات في الألعاب البارالمبية (العربي الجديد)
+ الخط -

تضرب المنشطات، في هذه الأيام، كل الرياضات تقريباً، خصوصاً تلك الأولمبية. ويتم خرق كل القوانين التي تحظر استعمال هذه المواد الممنوعة بكافة الأشكال. لكن دوري الألعاب البارالمبية كشف نوعاً جديداً من المنشطات يستعمله بعض الرياضيين أصحاب الاحتياجات الخاصة والمعروف بـ "Boosting" أو التحفيز.

يُشارك هؤلاء الرياضيون أصحاب الاحتياجات الخاصة في المنافسات الرياضية المختلفة، وخصوصاً الأولمبية منها. يعانون من إصابات مزمنة في النخاع الشوكي أو أجزاء من الجسد يمنعهم من الحركة بشكل سليم. فيقوم هؤلاء بإيذاء النفس عبر استعمال مواد محظورة بغية استعادة الجسم قوته في المنافسات.

وهناك كثير من الطرق القاسية التي يمكن أن يستعملها الرياضيون ذوو الاحتياجات الخاصة بغية الوصول إلى أفضل النتائج. إذ إن الجسد المشلول من الأسفل مثلاً، يجعل الأعضاء السفلية لا تعمل وخارج نطاق الخدمة تماماً.

ومن هذه الطرق القاسية منع البول من الخروج بشكل سليم خلال اختبار المنشطات بسبب ما يُعرف بالقسطرة البولية، وطريق أخرى هي لف أسفل القدمين بشريط لاصق بشكل قاسٍ لأن الرياضي لا يشعر بالألم من الأسفل بسبب شلله.

"لقد اكتشفوا أساليب تسريع الأدرنالين في الجسد من خلال استعمال طرق لا يشعرون بالألم عندما تطبق على الجسد بسبب الإعاقة، وكل هذا بغية ارتفاع معدل تدفق الدماء وضربات القلب وبالتالي الأداء الأفضل". هذا ما قاله أوليفير رابين، مدير مركز العلوم في الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات "WADA". لذلك فإن طرق الدفع "Boosting" تُحفز هؤلاء الرياضيين من أجل الحصول على قوة أكبر خلال الحركة وتحقيق نتائج رائعة.

ووفقاً لاختبارات رياضية أجريت على عدد من الخبراء والرياضيين، كشفت أن طريقة "Boosting" ترفع قوة الرياضي من 5 إلى 15%. ويشير الدكتور رابين إلى أن عدد الجرعات التي يتعرض لها الرياضي، إن كان طبيعياً أو معوقاً، تؤثر بشكل مباشر على الأداء ومدى فعاليتها خلال المنافسات.

خطر على العقل والقلب
هذه الممارسات الخطيرة خلال عملية "Boosting" والتي ينتج عنها خلل في الانعكاسات المفاجئة على الجسد، تُسجل خطراً كبيراً على الرياضيين. ويقول دكتور الفريق الفرنسي في ريو 2016 فريديريك روساكيويز في إحدى الدراسات الطبية أن عملية "Boosting" تؤثر سلباً على التدفق السليم للدماء في الجسد.

ولا يمكن التحكم بعد ذلك على ضغط الدم والدوران السليم على كل الأعضاء، الأمر الذي قد يتسبب بخطر كبير على الدماغ البشري أو حتى قد ينتجُ عنه جلطة قلبية مفاجئة تؤدي إلى الوفاة مباشرةً.

وتشير الإحصاءات والأرقام في الألعاب البارالمبية ريو 2016، إلى أنه من بين حوالى 4.500 رياضي مشارك في الأحداث، هناك عدد قليل من الرياضيين يستعملون هذه التقنيات المحظورة وغير الصحية.

وكشفت دراسة أجراها أطباء من "AMA"، أي الجمعية الطبية الأميركية، بين أعوام 2007 و2009 على حوالى 99 رياضياً، أن حوالى ستة من بين الـ 99 استعملوا تقنية "Boosting".

وخلال الألعاب البارالمبية بكين 2009، تم إجراء فحوصات على حوالى 37 رياضياً، ليتضح أن ضغط الدم لديهم يتجاوز معدل (180 mmhg) المُحدد، وهذا الاختبار يكشف إن كان الرياضي في حالة من خلل في الانعكاسات الجسدية أو لا، وهو الأمر الذي طبق أيضاً في لندن 2012.

دلالات
المساهمون