يعاني مريض السكري من مضاعفات سيئة نتيجة تناوله بعض الأطعمة، لكنه قد لا يعرف أنّها ممنوعة عليه. تشرح اختصاصية التغذية، نعيمة بواب إبراهيم، إنّه "غالباً ما يواجه مريض السكري صعوبات في اختيار الأطعمة والوجبات الأنسب في حياته اليومية، وأمام عدد من المعلومات الغذائية على الإنترنت، بين المسموح والممنوع، يقع مرضى كثيرون في حيرة من أمرهم".
توضح بواب لـ"العربي الجديد" أنّ هناك، في المحصلة، نوعين من المرضى: "منهم من يملّ لكثرة الممنوعات ويلجأ إلى التعويض بكسر نظامه الغذائي، ومنهم من يخاف من مضاعفات المرض فيعمد الى اتّباع نظام قاس يحرمه من معظم الأطايب، ويعزف عن تناول الطعام كما يجب، وبالتالي يحرمه من عدد من المغذيات الضرورية للجسم".
ما يجب أن يدركه مريض السكري أنّ "اتباعه نظاماً غذائياً خاصاً بمرضه تعادل أهميته متابعة العلاج، لأنّ للنظام الغذائي دوراً أساسياً في تعديل معدل السكر في الدم وتجنب ارتفاعه" كما تقول.
تنصح بواب مريض السكري بـ"تناول جميع فئات الأطعمة الأساسية، فلكلّ فئة دور وأهمية لجسمه وصحّته، كما عليه تناول فئات الأطعمة التي ترفع معدل السكر في الدم بكميات تناسب حاجاته، كونها تؤثر على مستوى السكر والصحة بشكل عام، وهذه الفئات تشمل الخضار واللحوم والزيوت. أما الفواكه والنشويات والحليب فهي مهمة كذلك، لكن يجب مراجعة اختصاصي تغذية لتحديد الكمية المسموح تناولها لأنها تحتوي على الكاربوهيدرات، ويُمكن أن ترفع معدل السكر في الدم".
تتابع إنّ "الحليب يجب اختياره خالياً من الدسم وعدم إضافة السكر عند تحضيره، والنشويات تضم الحبوب على أنواعها كالأرز والخبز والكعك والذرة والمعكرونة والمغربية والبرغل، ويجب اختيار الخبز والكعك المصنوعين من الحبوب الكاملة بدلاً من الطحين الأبيض، كما لا بدّ من تجنب التناول المسرف للمعجنات والمخبوزات المقلية أو الدسمة كالكرواسون".
الفواكه مسموحة "لكن شرط الالتزام بعدد محدد من الحصص واختيار الصغيرة الحجم وتناولها مع القشرة لأنّها غنية بالألياف، وتجنب عصير الفواكه الطازجة والمعلبة كونه يحتوي على نسبة كبيرة من السكر وبالتالي يرفع السكر في الدم بشكل مباشر".
أما الخضار فعلى الرغم من احتوائها كمية من السكريات إلاّ أنّ نسبتها تبقى أقل من الموجود في الفواكه. لذا يُمكن تناولها يومياً، ومع كلّ وجبة، فهي تبطئ عملية امتصاص السكر في الدم، وهي مفيدة كونها تحتوي على الألياف وغنية بالمياه وتخزّن كمية كبيرة من الأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة المفيدة جداً للصحة ويُمكن تناولها في السلطة أو مطبوخة مع اليخنة: "لكن لا بدّ من تجنّب أصناف الخضار المقلية كالقرنبيط والباذنجان".
وبالنسبة إلى اللحوم الحمراء يجب اختيار الأصناف القليلة الدسم منها، بالإضافة إلى الدجاج والأسماك واعتماد طرق الطبخ الصحية كالشوي والابتعاد عن القلي، واستبعاد الزيوت، أو اعتماد الصحي منها في الأطباق مثل زيت الزيتون.
وتختم نصائحها بضرورة التزام مريض السكري بمواعيد الوجبات وعددها وعدم الاستغناء عن أيّ منها، وتجنّب تناول الوجبات الخفيفة (سناك) الغنية بالسكر قدر الإمكان، ومراقبة معدل السكر في الدم باستمرار لتفادي هبوطه، فهو أصعب من مضاعفات ارتفاع السكر. تفسر أنّ مريض السكري يعاني من ارتفاع في معدلات السكر في الدم أكثر من المعدلات والمستويات الطبيعية نتيجة خلل في عمل البنكرياس المنتجة للأنسولين أو نتيجة خلل في الأنسولين المنتج، وفي كلتا الحالتين تكون النتيجة هذا الارتفاع في المعدلات لذا يجب اعتماد نظام غذائي قليل السكريات، وممارسة الرياضة التي تساعد في حرق السكر وفي تعديل إنتاج الأنسولين في الجسم.
حلويات بطريقة مختلفة
تنبّه اختصاصية التغذية نعيمة بواب إبراهيم من "خطورة تناول البقلاوة والكاتو والشوكولاته، لأنّها تحتوي على كمية مرتفعة من السكر التي تزيد من معدّل السكر عند المريض وتزيد من مضاعفات المرض". تقول إنّ الأفضل تحضير الحلويات منزلياً واستخدام المُحليات الاصطناعية والحليب الخالي من الدسم والطحين الأسمر.