تلازَمَ الغناءُ العربي في القرن الماضي، مع دخول مجموعة من المطربين والملحنين، عالم التمثيل. صورة رسخّت قواعد السينما العربية في بداياتها، فكان اسم الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب مساهماً في ولوج السينما المصرية إلى آفاق واسعة عام 1933 عندما قدم فيلم "الوردة البيضاء" واعتبر بحسب تاريخ السينما المصرية، ثاني فيلم مصري يُنتج في تلك الفترة، وقد تمكن عدد من الملحنين والمغنين المشاركة في نهضة السينما.
محمد عبد الوهاب، وبعده ليلى مراد، ونور الهدى.. فتحوا الباب أمام دخول عدد كبير من المغنين العرب فيما بعد عالم السينما والدراما. وقد تكون مرحلة الستينيات، المرحلة الذهبية، في السينما العربية حيث شاركت مجموعة من الفنانين في أهم الأفلام التي طبعت الذاكرة الفنية، ومنهم عبد الحليم حافظ، ومحمد فوزي، وموفق بهجت، وغيرهم، ثم كانت فترة السبعينيات والثمانينيات التي قللت من دخول المغنين عالم السينما، باستثناء اللبناني وليد توفيق الذي قدم مجموعة من الأعمال السينمائية، ثم اعتزل التمثيل، ليهبط معدل المغنين في السينما كثيراً في العقدين الأخيرين.
رامي عياش
لم يكن دور الأمير "عمر شهاب" الذي أُسند للمغني اللبناني رامي عياش أخيراً مناسباً له، ما خلف سلسلة من تعليقات وانتقادات لاذعة واجهت عياش، بعد تجربته الثانية كممثل.
فقد شهدت الحلقة 70 من مسلسل "أمير الليل" سلسلة من الانتقادات التي طاولت المغني، ومجموعة من الممثلين، في مشهد مقاومة رامي عياش لجنود يلاحقونه بعد هربه من مكان احتجازه. المشهد الذي كان أقرب إلى الكوميديا الهزلية، شغل مواقع التواصل الاجتماعي، بردود فعل تساءلت حول دور المخرج في تصوير هذا المشهد، وكتب البعض ممازحاً أن عدداً من نجوم أدوار "الأكشن" في العالم سيعلنون اعتزالهم بعد مشهد رامي عياش وهو ينال من الجنود. لكن مشهد رامي عياش هذا، لم يكن الأول الذي يطرح علامات استفهام تتعلق بالمسلسل، الذي ظهر واضحاً أن كاتبته (مُنى طايع) اختارت موضوعاً تاريخياً شائكاً، ولم تكن على دراية كاملة بالتفاصيل المتعلقة بالحقبة التاريخية لنهاية ثلاثينيات القرن الماضي، ولم تكلف نفسها باستشارة متخصصين أو تقديم مراجعة تاريخية تُنقذ السيناريو، وكذلك اكتفى المنتج ببعض السيارات والإكسسوار العائدة لتلك الحقبة، دون مراعاة التفاصيل الأخرى التي يجب بناء المسلسل عليها.
تساؤلات كثيرة، طلبت من رامي عياش توضيح ما حصل، في المسلسل، وهل تقع الملامة على الفنان في مثل هذه الحالة أم على المُخرج؟
عياش، الذي يلتزم الصمت تجاه النقد، لم يكن أول مغنٍ عربي يدخل عالم التمثيل، ويثير انتقادات قوية بشأن أداء أدواره، عدد آخر من نجوم الغناء اختاروا التمثيل، منهم من نجح، ومنهم من يخاف أن يعيد التجربة، الحذر أيضاً يسيطر على مجموعة كبيرة من المغنين بهذا الشأن، ومن هؤلاء الفنان راغب علامة الذي يرفض كل العروض الخاصة بالتمثيل، في وقت لم يجد زميله عاصي الحلاني من مانع لديه، فشارك بداية في مجموعة من المسرحيات التي حملت طابعاً استعراضياً، وشارك عام 2015 في أول بطولة درامية في مسلسل "العراب"، لكن مشاركته حصدت أيضاً انتقادات كثيرة، لضعف عاصي الحلاني في إداء دوره، وما ترتّب على مشاركته في المسلسل وضيق الوقت الذي عجّل بالتصوير، ويبدو أن عاصي الحلاني لن يعود لهذه التجربة، من جديد، لكنه لا يُمانع من المشاركة في أعمال مسرحية غنائية، وفق مصادر الحلاني.
تامر حسني
قد يكون المغني المصري تامر حُسني واحداً من أكثر نجوم الغناء، تميزاً في التمثيل، فمن خلال مشواره الفنّي قدم حسني ثمانية أفلام سينمائية ومسلسلين "آدم" و" فرق توقيت"، لكنه نجح كثيراً في ثلاثة أجزاء من فيلم عمر وسلمى إلى جانب الممثلة مي عزالدين.
يكاد يكون تامر حسني من الفنانين القلّة الذين هوجموا أو واجهوا انتقادات بسبب دخولهم السينما أو عالم الدراما، على العكس جاءت معظم الآراء بشأن تامر مثنية على أدائه، وأعطى فيها صورة عن الشاب المصري القريب من ناسه، فزادت السينما والدراما من رصيده كمغن.
عمرو دياب
الفنان عمرو دياب استغل بداياته في الغناء، وشارك في مجموعة من الأفلام السينمائية، في رصيده 4 أفلام سينمائية قدم من خلالها شخصية المغني فكان بداية ضيف شرف في فيلم "السجينتان" مع إلهام شاهين إنتاج (1988) وشارك الفنانة الراحلة مديحة كامل في فيلم "العفاريت" إنتاج (1990) وكذلك لعب بطولة فيلمين "ضحك ولعب وجدّ وحبّ" مع عمر الشريف ويُسرا (1993)، وقدم "آيس كريم في جليم" مع سيمون سنة (1992).
محمد منير
الفنان المصري محمد منير كان حاضراً كمغنٍ وممثل، منذ بداياته فشارك في مجموعة من أفلام حملت توقيع المخرج الراحل يوسف شاهين، لكن منير، لم يبتعد في شخصيته الحقيقية عن عالم الأفلام والمسرحيات التي قدمها، بل كان مكملاً لاختصاصه الفنّي الفطري، ومن الأفلام التي قدمها "حدوتة مصرية، المصير، يوم حلو ويوم مر، ليه يا هرم، اشتباه،
شباب ع كف عفريت، اليوم السادس، دنيا، مفيش غير كده، حكايات الغريب سواح".
المسرحيات: "الملك هو الملك"، عرضت أول مرة عام (1988) في الإسكندرية، ثم أعيد عرضها عام (2006)، وقدم مسرحية، "ملك الشحاتين"، و"مساء الخير يا مصر".
لكن محمد منير لم يتفوق كثيراً، في الموسم الرمضاني الماضي (2016) حيث قدم مسلسل "المغنواتي". لم تُعرف الأسباب كثيراً حول عدم نجاح المسلسل، الذي قيل أنه ينقل حكايات واقعية عن حياة "الكينغ" في الحقيقة.