يوظّف المغرب عشرات المرشدين الدينيين من جنس الذكور، للعمل في صفوف قوات الجيش في مختلف الثكنات العسكرية، ويتبارى مئات المرشحين غداً الخميس على 100 وظيفة خاصة بالوعظ والإرشاد الديني، لينتهي الأمر بالفائزين إلى تكوين يدوم سنة كاملة، قبل البدء في العمل.
وتنصّ المباراة التي أعلنت عنها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أخيراً، على التباري بشأن مائة وظيفة للمرشدين الدينيين يكونون رهن إشارة الثكنات العسكرية، ليضافوا إلى مرشدين يعملون في السجون والمدارس، لنشر "الإسلام الوسطي والمعتدل".
وقال الواعظ الرسمي التابع للمجلس العلمي بالرباط والباحث في العلوم الشرعية، الدكتور محمد بولوز، لـ"العربي الجديد"، إنّ "توظيف مرشدين دينيين للعمل في الثكنات العسكرية أمرٌ طبيعيٌّ وعاديٌّ جداً، ذلك أن الجندي والضابط في الجيش بمختلف رتبه هو مواطن قبل كل شيء".
وأضاف أن الجندي والعسكري مثل غيره من أصحاب المهن الأخرى، لديه حاجات نفسية واجتماعية واقتصادية، وحاجات دينية ليشبع روحه وعقله ويجد أجوبة سليمة وصحيحة عن تساؤلاته في الاعتقاد والعبادات والمعاملات. فهو يحتاج من يؤمُّه للصلاة ويرشده في أمور الصيام والزكاة والحج وأحكام الزواج والطلاق والجنائز.
وأكمل بولوز بأن "الجديد في الأمر هو دخول الإعلام على الخط، في الوقت الذي كان يتم ذلك في السابق بدون ضجيج، وكذا التوظيف بالمباراة عوض التعيين المباشر أسوة بمختلف قطاعات الدولة"، مشيداً بهذه الإجراءات لينال قطاع الجيش وما يشبهه حظه من التوجيه والإرشاد الديني أسوة بباقي المواطنين.
من جهته، قال منتصر حمادة، رئيس مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث بالرباط، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنّ "المبادرة تروم تحقيق مجموعة من الأهداف مجتمعة، منها المساهمة في محو الأمية الدينية لدى المؤسسة العسكرية، في ظل الفوضى الدينية، وفوضى المفاهيم واختلاط أوراق المشاريع الدينية في المنطقة".
واسترسل حمادة بأن "من بين دوافع هذه الخطوة، المساهمة في تحصين المؤسسة العسكرية من احتمال (الاختراق الإسلامي الحركي) الذي قد يطاولها من طرف مشاريع دينية ذات مرجعية مشرقية، على اعتبار أن هذه المشاريع اخترقت جميع مؤسسات الدولة، ومنظمات المجتمع المدني، باستثناء المؤسسات الأمنية، العسكرية والجمركية والمؤسسات الاستخبارية".