وأعلن عبيابة، في الندوة الصحافية التي أعقبت الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، مساء اليوم الخميس، أن المغرب يرفض بشكل قاطع التدخل في شؤونه الداخلية من أي جهة كانت، وقال: "نحن دولة ذات سيادة، ولا نقبل من أي جهة كانت أن تأتي إلى المغرب وتعمل تقارير أو تضغط على المغرب".
ووصف المسؤول المغربي، ما قام به وفد البرلمان الهولندي خلال زيارته للحسيمة ولعائلات معتقلي حراك الريف، بأنه "عمل مرفوض، سواء على المستوى المحلي، والدولي والقاري"، وقال: "لا يمكن برلماناً أو جهة أن تقوم بتقارير تتحدث فيها عن أمور داخلية للمغرب".
وكانت البرلمانيتان الهولنديتان، ساديت كارابولوت، وليليان مارينسن، المنتميتان إلى الحزب الشعبي الهولندي، قد أصدرتا، يوم الاثنين، تقريراً عقب زيارتهما لمنطقة الريف شهر يناير/ كانون الثاني الماضي ولقائهما بعائلات معتقلي الريف، طالبتا فيه وزير الخارجية، ستيف بلوك، بكشف موقفه من المحاكمات التي طاولت نشطاء حراك الريف في المغرب، ومدى استعداده للحديث علناً عن قضية حراك الريف، وتبنيه لمطلب إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية هذا الملف.
وقالت البرلمانيتان الهولنديتان، في التقرير، إن "ردود فعل السلطة حول الحراك لم تكن بالشكل الكافي"، وإن "أغلب شباب المنطقة باتوا يفضلون الهجرة نحو الديار الأوروبية لضمان أفق أفضل"، مشيرتين إلى أن "بعض المحكوم عليهم بالسجن يقضون عقوبتهم في ظروف سيئة".
وتمرّ العلاقات الهولندية المغربية خلال السنوات الثلاث الماضية بأزمة، بعد مطالبة المغرب هولندا بتسليم البرلماني السابق، سعيد شعو، بعد اتهامه بتحريك الاحتجاجات في الريف.
وأثار رفع وزير الخارجية الهولندي، في سبتمبر/أيلول 2018، تقريراً عن حراك الريف، إلى برلمان بلاده، أزمة دبلوماسية جديدة وصلت إلى حد استدعاء السفيرة الهولندية في الرباط إلى مقر وزارة الخارجية المغربية لإبلاغها احتجاجها الرسمي على مواقف صادرة عن وزير الخارجية الهولندي، فيما أُلغي عدد من اللقاءات الدبلوماسية بين الجانبين، كان أبرزها زيارة كانت مرتقبة لوزير العدل المغربي السابق، محمد أوجار، للعاصمة الهولندية أمستردام.