المغرب يحصي خسائره من الفيضانات

26 نوفمبر 2014
الفيضانات أودت بحياة نحو 32 شخصاً (فرانس برس)
+ الخط -

لم تنته عمليات إنقاذ ضحايا الفيضانات التي ضربت المغرب، في الوقت ذاته الذي تتجلى فداحة الخسائر التي تكبدتها العديد من المناطق.

ولم يُنجز المغرب بعد، تقديراً للكلفة المالية لحجم الخسائر التي تسبب بها الفيضان الذي أصاب وسط وجنوب المملكة، حيث ينتظر أن يستغرق ذلك بعض الوقت، وفق مسؤولين.

وتشير الحصيلة الأولية إلى أن الفيضانات التي شهدتها المملكة خلال الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع، أودت، في إقليم كلميم بالجنوب المغربي، بحياة 24 فرداً، واعتُبر 6 أشخاص في عداد المفقودين. وفي منطقة الحوز (وسط)، قٌتل ثمانية أشخاص جراء الفيضانات.

وتسبب تساقط الأمطار إلى توقف حركة النقل عبر العديد من الطرق، حيث انقطعت في 6 طرق وطنية (تربط بين المدن) و47 طريقا على صعيد المحافظات.

وكان بيان لوزارة الداخلية أوضح أن "عمليات التدخل الجوية وعلى الأرض، التي باشرتها فرق الإنقاذ، مكّنت من إغاثة 200 شخص في حالة خطر، 40 منهم تم إنقاذهم بواسطة مروحيات تابعة للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي".

وأدت الأمطار إلى انهيار العديد من البيوت الطينية التي تتميز بها تلك المناطق، ما يدفع الكثيرين إلى التساؤل حول أشكال المساعدة التي ستقدمها الدولة للساكنين.

وكان الملك محمد السادس، أصدر تعليماته بتقديم جميع أشكال الدعم للمتضررين من الفيضانات، في الوقت ذاته تم تشكيل فريق قيادي وزاري من أجل رصد آثار الاضطرابات الجوية التي يعرفها المغرب.

ويؤكد مصدر من سكان مناطق الأطلس الكبير المتضررة، أن الأمطار التي أفضت إلى فيضان الوديان، تذكّر بتلك التي شهدتها منطقة أوريكة (وسط) في 1995، حيث ينتظر أن تتسبب في خسائر كبيرة، على اعتبار أنها جرفت الحقول والأشجار التي تعتبر ثمارها مصدر عيش السكان الوحيد.

ويبدو أن الأمطار الأخيرة، لم تستفد منها سوى السدود في جنوب المغرب. فقد دق العديدون ناقوس الخطر بخصوص منسوب المياه في تلك السدود، حيث رفعت التساقطات المطرية الأخيرة، نسبة ملء بعض السدود في تلك المنطقة إلى أكثر من 80% وبلغت في بعض الأحيان 90%.

وتمثل الفيضانات في المناطق الجنوبية خطراً حقيقياً في المغرب، فتلك المناطق التي تعتبر جافة، تخترقها العديد من الأودية والأنهار النائمة، التي تفيض من فترة لأخرى، ما يتسبب في خسائر كبيرة، نتيجة ضعف البنيات التحتية التي يمكنها حماية السكّان من السيول.

ولاحظت مديرية الأرصاد الجوية أنه في السنوات الأخيرة، توالى تساقط الأمطار بشكل قوي، حيث يتم ذلك في بعض الأحيان في ظرف ست ساعات، ما يتسبب في الكثير من الخسائر.
 
يشار إلى الأرصاد الجوية كانت أصدرت نشرات توقعت فيها تساقطات مطرية استثنائية بين الخميس المنصرم والأحد.

ويقول مراقبون، إن خسائر الأمطار التي تعرض لها المغرب مطلع الأسبوع الجاري، هي الأكبر منذ سنوات، وتأتي بعد فترة جفاف أثرت بشكل حاد على المحصول الزراعي الذي تراجعت إنتاجيته بنحو 30% خلال العام الجاري.

دلالات
المساهمون