أصدر العاهل المغربي، الملك محمد السادس، مساء السبت، قراراً بالعفو عن 307 سجناء لمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي، فيما أحيا المغاربة الاحتفالات لمناسبة المولد رسمياً وشعبياً.
وقال بيان، صادر عن وزارة العدل المغربية، إن العاهل المغربي أصدر قراراً بالعفو عن "307 سجناء، شملهم العفو إما بتخفيض مدة محكوميتهم أو إعفائهم من الغرامة المالية أو العفو من العقوبة الحبسية".
وفي سياق متصل، ترأس العاهل المغربي، مساء السبت، احتفالية دينية رسمية أقيمت في مسجد حسان التاريخي بالرباط، لمناسبة ذكرى المولد النبوي، حضرتها شخصيات سياسية وثقافية مغربية بارزة، وممثلون عن البعثات الدبلوماسية الإسلامية في البلاد.
وأنير المسجد بالشموع وأوقدت مشاعل البخور، وتليت، بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس وولي عهده الأمير مولاي الحسن، آيات من القرآن الكريم، حيث تنقل هذه الاحتفالية الدينية السنوية شاشات القنوات المحلية بالمغرب.
ومساء السبت، احتفلت مساجد عدة في مدن مغربية بذكرى المولد النبوي، حيث ألقيت فيها دروس دينية تستعيد سيرة النبي محمد، وتليت أذكار تمدح خصاله.
كما أحيا عدد من الطرق الصوفية الشهيرة في المغرب ليلة ذكرى المولد النبوي بتلاوة الأذكار والمدائح والأناشيد الدينية ببعض المدن المغربية التاريخية؛ فالزاوية التيجانية بمدينة فاس (شمال شرق)، تستقطب الآلاف من مُريديها من مختلف أنحاء المغرب لإحياء ليلة المولد النبوي، وعلى غرارها الزاوية البودشيشية، فيما يقام بمدينة سلا، قرب العاصمة المغربية الرباط، احتفال يدعى "موسم الشموع" يطوف المدينة احتفالاً بذكرى المولد النبوي.
وبالموازاة مع هذا الاحتفاء الرسمي بذكرى المولد النبوي التي تحل بالمغرب، اليوم الأحد، تحيي العائلات المغربية الذكرى بتبادل الزيارات وإعداد الأطباق الشعبية وشراء ملابس جديدة للصغار يرتدونها صبيحة يوم حلول الذكرى.
وفود المحتفلين
وفي الزاوية التجانية، بمدينة فاس، إحدى أهم الزوايا في المغرب، توافدت أعداد غفيرة، بوجوه وقسمات مختلفة، جاؤوا من بلدان أفريقية وأوروبية عديدة، وقطعوا آلاف الكيلومترات لحضور احتفال ذكرى المولد النبوي.
في الحي العتيق بمدينة فاس، العاصمة الروحية للمغرب، شمالي البلاد، يقبع مقام (ضريح) الشيخ أحمد التجاني، مؤسس هذه الطريقة الصوفية في القرن الثامن عشر الميلادي، والذي كان، يوم السبت، مزاراً وقبلة لأعداد كبيرة من الأفارقة والأوروبيين وجنسيات أخرى، بعضهم في لباس تقليدي، وآخرون حضروا في لباس بلدانهم الأصلية، وفق مراسل وكالة الأناضول.
يدخلون إلى الزاوية (تضم الضريح والمسجد)، يتحركون ذهاباً وإياباً في الدروب المجاورة لها حيث المتاجر والبازارات (محلات تجارية تباع فيها سلع تقليدية مغربية من صنوف مختلفة).
الباب الرئيسي للزاوية يتفرع إلى اتجاهين: يميناً نحو القاعة المخصصة للنساء، ويساراً حيث القاعة المخصصة للرجال، والتي يتوسطها ضريح أحمد التجاني، مؤسس هذه الطريقة الصوفية.
شباب مغاربة (المغرب، تونس، الجزائر)، وأفارقة (السنغال، موريتانيا، نيجيريا، الغابون)، وأوروبيون (فرنسا، إيطاليا، إسبانيا)، وجنسيات أخرى (بينها إندونيسيا)، يصلون ركعات داخل المسجد، وآخرون يجلسون بالقرب من الضريح.