انتعشت الإنتاجات السينمائية الأجنبية خلال الفترة الأخيرة في المغرب، ليغدو هذا المكان الخلاب الواقع على كتف الأطلسي امتدادًا لتصوير العديد من الأفلام السينمائية الأوروبية والأميركية على الأراضي المغربية.
فالمملكة تجذب تلك الاستثمارات الضخمة، بسبب عاملين اثنين على ما يبدو : الطبيعة الخلابة التي تشكّل ديكورات طبيعية خصبة للأفلام، وما يؤدّيه الاستقرار السياسي في البلاد من دور في توفير البيئة المناسبة.
وارزازات أوّلًا وأخيرًا
تعتبر مدينة وارزازات، التي تقع جنوب المغرب، أحد أفضل عشر وجهات لصناع السينما العالمية، إذ إن تلك المدينة تسحر خاصة أشهر المخرجين السينمائيين العالميين، مثل مارتن سكورسيزي، وريدلي سكوت، وستيفان سومرز، وتجذب أشهر نجوم الفن السابع. لكأنها تحولت إلى "هوليوود" أفريقيا والعالم العربي.
وقد شهدت الأراضي المغربية، خاصة الاستوديوهات الطبيعية الموجودة في مدينة وارزازات، تصوير الكثير من الأفلام السينمائية الضخمة، من أشهرها فيلم "المحارب"، و"المومياء" الذي تم تصويره بالمملكة سنة 2005، و"مملكة السماء" في السنة ذاتها، وفيلم "بابل" في عام 2006، و"أستيريكس وأوبيليكس"، و"ألكساندر"، و"لورانس العرب".
اقرأ أيضًا: أدب السجون بالمغرب، للحقيقة وجهان
وسحرت طبيعة المغرب أسماء شهيرة في عالم الفن السابع، منها أورسن ويلز الذي صور فيلمه المعروف "عطيل" سنة 1949 بالمملكة، وقدم فيلمه في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" الفرنسي بألوان المغرب. كما أن اسم ساحة جامعة الفنا الشعبية في مدينة مراكش، قد دخلت التاريخ على يدي المخرج الشهير ألفريد هيتشكوك في فيلمه "الرجل الذي عرف أكثر من اللازم".
وقد بلغ عدد الأعمال السينمائية الأجنبية عام 2015 التي "يتم تصويرها في المغرب منذ بداية السنة الجارية إلى حدود الشهر الماضي، 10 إنتاجات فنية دولية، منها 6 أفلام طويلة وأربعة مسلسلات تلفزيونية"، وذلك وفق المركز السينمائي المغربي، الذي أشار إلى أن أحد أهم الأفلام التي صورت هذا العام في المغرب، الفيلم الأمريكي "جيش واحد"، من بطولة النجم نيكولاس كيدج.
وتبعًا للمصدر ذاته، فإن استثمارات الإنتاجات السينمائية الأجنبية في المغرب بلغت أكثر من 62 مليون دولار، خلال سنة 2014، مسجلةً بذلك زيادة كبيرة بلغت نسبة 150 في المائة مقارنة بما تحقق سنة 2013، وهي أرقام أعمال تعرف انتعاشًا كل سنة، بفضل عوامل شتّى.
سياسة وتاريخ
تبدو الحكومة المغربية واعية جدًا لأهمية هذه الاستثمارات، التي يتيحها تصوير الأفلام السينمائية الأجنبية، خاصة أنه وفقًا لتصريح وزير الاتصال المغربي، مصطفى الخلفي، فإن هذه الاستثمارات الأجنبيّة، قد تضاعفت خلال ثلاث سنوات 11 مرة، مبرزًا أن المملكة صارت ملجأ لهذه الاستثمارات السينمائية.
وقد أرجع الوزير المغربي ارتفاع الاستثمارات الأجنبية في مجال السينما خاصة، إلى كون توفر موارد بشرية مدربة وذات كفاءات عالية في المغرب، فضلًا عن موقعه الجغرافي المتميز، باعتبار أن المملكة توجد في موقع يربط القارة الأفريقية بالقارة الأوروبية، بالإضافة إلى العامل التاريخي، الذي يعطي للمغرب أسبقية استقطاب صناع السينما بالعالم.
وعزا الناقد السينمائي، أحمد سيجلماسي، في حديثه لـ "ملحق الثقافة"، سبب جذب المغرب للاستثمارات السينمائية الأجنبية خلال السنوات القليلة الأخيرة، إلى عامل الاستقرار السياسي الذي تنعم به المملكة، بخلاف العديد من بلدان المنطقة العربية التي لم تسلم من ثورات وأحداث سياسية، لا تتيح استقطاب رؤوس الأموال المخصصة لتصوير الأعمال السينمائية.
اقرأ أيضًا: هل ينفر الإسلاميون المغاربة من الأدب؟
وأضاف سيجلماسي، متحدثا لـ"ملحق الثقافة" عاملًا آخر، هو تنوع فضاءات المغرب الطبيعية، ووجود تقنيين سينمائيين متمرسين، وبنية فندقية متقدمة، وشبكة طرقية مناسبة، إلى جانب مجموعة من التحفيزات التي تتضمنها القوانين المنظمة لقطاع السينما بالمغرب".
وأشار الناقد ذاته إلى مطالبة المركز السينمائي المغربي للوزارة، الوصية على القطاع، وباقي الوزارات، برفع هذه التحفيزات لاستقطاب المزيد من الإنتاجات الأجنبية مستقبلًا، وشدد على "أن الترويج في الخارج للمغرب باعتباره وجهة مناسبة ومغرية لتصوير الأفلام، ليس من اختصاص المركز السينمائي وحده، بل يجب أن تنخرط الحكومة المغربية بمختلف مكوناتها، إلى جانب جمعيات المجتمع المدني".
واقع السينما المغربية
وبالرغم من توجه العديد من صنّاع السينما العالمية إلى المغرب لتصوير أفلامهم، خلال السنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي بدأ منذ أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، فإن هذا لا يمنع من وجود عدد من المحاذير التي قد تطال السينما المغربية، ومنها ترويج أفلام قد تسيء إلى سمعة البلاد.
ويقول الموزع السينمائي، محمد الحسيني، في تصريحات لـ"ملحق الثقافة": "إن إقبال المنتجين العالميين في مجال السينما على المغرب لتصوير أفلامهم، يُكسب ميزانية البلاد أموالًا كثيرة ولا شك، لكن هناك تحفظات كثيرة بخصوصها، من ذلك التخوف من تصوير أفلام مسيئة لكرامة المغاربة مثلًا".
وأكد الحسيني أنه يتعين على الجهات المسؤولة: "الموازنة بين استقطاب الأفلام الأجنبية لتصويرها على أرض المغرب، وخاصة في وارزازات أو في أغادير أو في مراكش، وبين الحرص على ألا يستغل بعض المخرجين هذا الانفتاح المغربي لتصوير أفلام ذات مضامين سيئة، تسيء إلى شعب بأكمله".
ويبدو أن الناقد السينمائي، أحمد سيجلماسي، يشارك الموزع الرأي إذ صرح بضرورة "ألا تسمح السلطات المختصة بتصوير الأعمال السينمائية وغيرها أيضًا، التي قد تسيء إلى المغرب وثقافته أو تشوه واقعه وتاريخه"، لافتًا إلى أنه "في غالب الأحيان يصعب معرفة المضامين الحقيقية للأعمال المصوّرة، كما تصعب مراقبة الأجانب أثناء تصوير الأفلام".
واستطرد المتحدث بأن "هذا لا يمنع من المطالبة بقراءة سيناريوهات الأفلام، قبل الترخيص بتصويرها، واشتراط الحصول على نسخة من الفيلم بعد الانتهاء من إنتاجه من أجل المقارنة، وفي حال ثبوت ما يسيء إلى سمعة أو صورة المغرب، يجب اتخاذ إجراءات في حق الجهة المنتجة، على الأقل عدم الترخيص لها مستقبلًا بالتصوير في البلاد".
السينما المغربية مستفيدة؟
هذا الزخم الكبير في تصوير الأفلام الأجنبية على أرض المغرب، يفرض تلقائيًا السؤال فيما إذا كانت السينما المغربية قد استفادت منه، خاصّة وأن السينما المحلية تطمح إلى أن تتحول إلى صناعة مدرة للأرباح، وهو سؤال اختلفت إجابات المختصين عنه، فمن بين قائل إن السينما المغربية استفادت كثيرًا من خبرات صناع السينما العالميين، الذين يفدون على البلاد، بينما يؤكد آخرون أن الاستفادة ضئيلة، لأنهم لا يوظفون السينمائيين المغاربة بكثرة.
وقال عبد الله خوارزمي، وهو تقني سينمائي، لـ"ملحق الثقافة" إنه : "اشتغل كثيرًا مع أسماء ونجوم في مجال الإخراج السينمائي العالمي، وأنه كعامل في مجال التقنيات السينمائية، استفاد جدًا من احتكاكه بزملائه الأجانب الذين يحملون معهم تقنيات وخبرات تجارب لا يمتلكها هو، بالنظر إلى الفوارق التقنية بين المغرب ورواد السينما العالمية".
وأردف المتحدث ذاته بأن "عمله كتقني مساعد في عدد من الأفلام الأجنبية، مكّنه من تطوير أدائه وكفاءته، فضلًا عن المدخول المادي الذي يحصل عليه من العمل في مثل هذه الأفلام الأجنبية، الذي يفوق بكثير ما يحصل عليه لو أنه اكتفى بالعمل تقنيًا في الأفلام المغربية القليلة".
هذا الرأي يخالفه آخرون ممن يعملون في قطاع السينما في المغرب، باعتبار أن السينما المغربية لم تستفد بشكل مباشر من تصوير الأفلام الأجنبية في البلاد. فالذين استفادوا فقط هم فئة التقنيين أو "الكومبارس" الذين يؤدون أدوارًا ثانوية في تلك الأفلام، لكن المخرجين والممثلين المغاربة لم يستفيدوا من ذلك شيئًا، لأنهم لا يُستدعون للعمل في تلك الأفلام.
سيجلماسي يرى أن "السينما المغربية قد تستفيد من تصوير الأفلام الأجنبية في المغرب، إذا تم أولًا تقنين الاشتغال في هذه الإنتاجات الأجنبية لفائدة المهنيين المغاربة، من تقنيين وفنانين وكومبارس، مع الضرب على أيادي السماسرة الذين اغتنوا من مواقعهم كوسطاء بين الأجانب والمغاربة".
واشترط الناقد ذاته لتستفيد السينما المغربية من تراكم تصوير الأفلام الأجنبية بالمملكة، "اقتطاع جزء من عائدات هذه الإنتاجات لتوظيفه في الأعمال السينمائية الوطنية، وتعزيز البنية التحتية السينمائية المحلية في المدن، القريبة من مواقع التصوير عبر بناء قاعات واستوديوهات ومختبرات ومؤسسات للتكوين والتأهيل المهني".
وارزازات أوّلًا وأخيرًا
تعتبر مدينة وارزازات، التي تقع جنوب المغرب، أحد أفضل عشر وجهات لصناع السينما العالمية، إذ إن تلك المدينة تسحر خاصة أشهر المخرجين السينمائيين العالميين، مثل مارتن سكورسيزي، وريدلي سكوت، وستيفان سومرز، وتجذب أشهر نجوم الفن السابع. لكأنها تحولت إلى "هوليوود" أفريقيا والعالم العربي.
وقد شهدت الأراضي المغربية، خاصة الاستوديوهات الطبيعية الموجودة في مدينة وارزازات، تصوير الكثير من الأفلام السينمائية الضخمة، من أشهرها فيلم "المحارب"، و"المومياء" الذي تم تصويره بالمملكة سنة 2005، و"مملكة السماء" في السنة ذاتها، وفيلم "بابل" في عام 2006، و"أستيريكس وأوبيليكس"، و"ألكساندر"، و"لورانس العرب".
اقرأ أيضًا: أدب السجون بالمغرب، للحقيقة وجهان
وسحرت طبيعة المغرب أسماء شهيرة في عالم الفن السابع، منها أورسن ويلز الذي صور فيلمه المعروف "عطيل" سنة 1949 بالمملكة، وقدم فيلمه في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" الفرنسي بألوان المغرب. كما أن اسم ساحة جامعة الفنا الشعبية في مدينة مراكش، قد دخلت التاريخ على يدي المخرج الشهير ألفريد هيتشكوك في فيلمه "الرجل الذي عرف أكثر من اللازم".
وقد بلغ عدد الأعمال السينمائية الأجنبية عام 2015 التي "يتم تصويرها في المغرب منذ بداية السنة الجارية إلى حدود الشهر الماضي، 10 إنتاجات فنية دولية، منها 6 أفلام طويلة وأربعة مسلسلات تلفزيونية"، وذلك وفق المركز السينمائي المغربي، الذي أشار إلى أن أحد أهم الأفلام التي صورت هذا العام في المغرب، الفيلم الأمريكي "جيش واحد"، من بطولة النجم نيكولاس كيدج.
وتبعًا للمصدر ذاته، فإن استثمارات الإنتاجات السينمائية الأجنبية في المغرب بلغت أكثر من 62 مليون دولار، خلال سنة 2014، مسجلةً بذلك زيادة كبيرة بلغت نسبة 150 في المائة مقارنة بما تحقق سنة 2013، وهي أرقام أعمال تعرف انتعاشًا كل سنة، بفضل عوامل شتّى.
سياسة وتاريخ
تبدو الحكومة المغربية واعية جدًا لأهمية هذه الاستثمارات، التي يتيحها تصوير الأفلام السينمائية الأجنبية، خاصة أنه وفقًا لتصريح وزير الاتصال المغربي، مصطفى الخلفي، فإن هذه الاستثمارات الأجنبيّة، قد تضاعفت خلال ثلاث سنوات 11 مرة، مبرزًا أن المملكة صارت ملجأ لهذه الاستثمارات السينمائية.
وقد أرجع الوزير المغربي ارتفاع الاستثمارات الأجنبية في مجال السينما خاصة، إلى كون توفر موارد بشرية مدربة وذات كفاءات عالية في المغرب، فضلًا عن موقعه الجغرافي المتميز، باعتبار أن المملكة توجد في موقع يربط القارة الأفريقية بالقارة الأوروبية، بالإضافة إلى العامل التاريخي، الذي يعطي للمغرب أسبقية استقطاب صناع السينما بالعالم.
وعزا الناقد السينمائي، أحمد سيجلماسي، في حديثه لـ "ملحق الثقافة"، سبب جذب المغرب للاستثمارات السينمائية الأجنبية خلال السنوات القليلة الأخيرة، إلى عامل الاستقرار السياسي الذي تنعم به المملكة، بخلاف العديد من بلدان المنطقة العربية التي لم تسلم من ثورات وأحداث سياسية، لا تتيح استقطاب رؤوس الأموال المخصصة لتصوير الأعمال السينمائية.
اقرأ أيضًا: هل ينفر الإسلاميون المغاربة من الأدب؟
وأضاف سيجلماسي، متحدثا لـ"ملحق الثقافة" عاملًا آخر، هو تنوع فضاءات المغرب الطبيعية، ووجود تقنيين سينمائيين متمرسين، وبنية فندقية متقدمة، وشبكة طرقية مناسبة، إلى جانب مجموعة من التحفيزات التي تتضمنها القوانين المنظمة لقطاع السينما بالمغرب".
وأشار الناقد ذاته إلى مطالبة المركز السينمائي المغربي للوزارة، الوصية على القطاع، وباقي الوزارات، برفع هذه التحفيزات لاستقطاب المزيد من الإنتاجات الأجنبية مستقبلًا، وشدد على "أن الترويج في الخارج للمغرب باعتباره وجهة مناسبة ومغرية لتصوير الأفلام، ليس من اختصاص المركز السينمائي وحده، بل يجب أن تنخرط الحكومة المغربية بمختلف مكوناتها، إلى جانب جمعيات المجتمع المدني".
واقع السينما المغربية
وبالرغم من توجه العديد من صنّاع السينما العالمية إلى المغرب لتصوير أفلامهم، خلال السنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي بدأ منذ أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، فإن هذا لا يمنع من وجود عدد من المحاذير التي قد تطال السينما المغربية، ومنها ترويج أفلام قد تسيء إلى سمعة البلاد.
ويقول الموزع السينمائي، محمد الحسيني، في تصريحات لـ"ملحق الثقافة": "إن إقبال المنتجين العالميين في مجال السينما على المغرب لتصوير أفلامهم، يُكسب ميزانية البلاد أموالًا كثيرة ولا شك، لكن هناك تحفظات كثيرة بخصوصها، من ذلك التخوف من تصوير أفلام مسيئة لكرامة المغاربة مثلًا".
وأكد الحسيني أنه يتعين على الجهات المسؤولة: "الموازنة بين استقطاب الأفلام الأجنبية لتصويرها على أرض المغرب، وخاصة في وارزازات أو في أغادير أو في مراكش، وبين الحرص على ألا يستغل بعض المخرجين هذا الانفتاح المغربي لتصوير أفلام ذات مضامين سيئة، تسيء إلى شعب بأكمله".
ويبدو أن الناقد السينمائي، أحمد سيجلماسي، يشارك الموزع الرأي إذ صرح بضرورة "ألا تسمح السلطات المختصة بتصوير الأعمال السينمائية وغيرها أيضًا، التي قد تسيء إلى المغرب وثقافته أو تشوه واقعه وتاريخه"، لافتًا إلى أنه "في غالب الأحيان يصعب معرفة المضامين الحقيقية للأعمال المصوّرة، كما تصعب مراقبة الأجانب أثناء تصوير الأفلام".
السينما المغربية مستفيدة؟
هذا الزخم الكبير في تصوير الأفلام الأجنبية على أرض المغرب، يفرض تلقائيًا السؤال فيما إذا كانت السينما المغربية قد استفادت منه، خاصّة وأن السينما المحلية تطمح إلى أن تتحول إلى صناعة مدرة للأرباح، وهو سؤال اختلفت إجابات المختصين عنه، فمن بين قائل إن السينما المغربية استفادت كثيرًا من خبرات صناع السينما العالميين، الذين يفدون على البلاد، بينما يؤكد آخرون أن الاستفادة ضئيلة، لأنهم لا يوظفون السينمائيين المغاربة بكثرة.
وقال عبد الله خوارزمي، وهو تقني سينمائي، لـ"ملحق الثقافة" إنه : "اشتغل كثيرًا مع أسماء ونجوم في مجال الإخراج السينمائي العالمي، وأنه كعامل في مجال التقنيات السينمائية، استفاد جدًا من احتكاكه بزملائه الأجانب الذين يحملون معهم تقنيات وخبرات تجارب لا يمتلكها هو، بالنظر إلى الفوارق التقنية بين المغرب ورواد السينما العالمية".
وأردف المتحدث ذاته بأن "عمله كتقني مساعد في عدد من الأفلام الأجنبية، مكّنه من تطوير أدائه وكفاءته، فضلًا عن المدخول المادي الذي يحصل عليه من العمل في مثل هذه الأفلام الأجنبية، الذي يفوق بكثير ما يحصل عليه لو أنه اكتفى بالعمل تقنيًا في الأفلام المغربية القليلة".
هذا الرأي يخالفه آخرون ممن يعملون في قطاع السينما في المغرب، باعتبار أن السينما المغربية لم تستفد بشكل مباشر من تصوير الأفلام الأجنبية في البلاد. فالذين استفادوا فقط هم فئة التقنيين أو "الكومبارس" الذين يؤدون أدوارًا ثانوية في تلك الأفلام، لكن المخرجين والممثلين المغاربة لم يستفيدوا من ذلك شيئًا، لأنهم لا يُستدعون للعمل في تلك الأفلام.
سيجلماسي يرى أن "السينما المغربية قد تستفيد من تصوير الأفلام الأجنبية في المغرب، إذا تم أولًا تقنين الاشتغال في هذه الإنتاجات الأجنبية لفائدة المهنيين المغاربة، من تقنيين وفنانين وكومبارس، مع الضرب على أيادي السماسرة الذين اغتنوا من مواقعهم كوسطاء بين الأجانب والمغاربة".
واشترط الناقد ذاته لتستفيد السينما المغربية من تراكم تصوير الأفلام الأجنبية بالمملكة، "اقتطاع جزء من عائدات هذه الإنتاجات لتوظيفه في الأعمال السينمائية الوطنية، وتعزيز البنية التحتية السينمائية المحلية في المدن، القريبة من مواقع التصوير عبر بناء قاعات واستوديوهات ومختبرات ومؤسسات للتكوين والتأهيل المهني".