يبدو رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، حائراً عندما يطرح رؤية الحكومة حول كيفية التعامل مع غاز الطهو، فبينما يؤكد أنه لا زيادة في أسعار الغاز، يكشف أن البحث جار عن حلول لرفع الدعم عن ذلك المنتج، الذي يستوعب حوالى 70% من الدعم التي تخصصه الموازنة للمحروقات والسكر والدقيق.
ولم يخف بنكيران، الذي كان يتحدث في ساعة متأخرة مساء أول أمس الثلاثاء بالدار البيضاء،
خلاله لقاء بالمدرسة الحسنية للأشغال العمومية (مؤسسة حكومية لإعداد مهندسين في المغرب)، تضايقه من الحديث عن رفع الدعم عن غاز الطهو، فهو يرى أن هناك من يبث الشائعات حول عزم الحكومة على رفع الدعم عن غاز الطهو، ما سيرفع سعر أسطوانة غاز الطهو من فئة 12 كيلوغراماً من 4.20 دولارات حالياً إلى أكثر من 11 دولاراً.
وتبدي الحكومة حرصاً شديداً على تقليص عجز الموازنة عبر إعادة النظر في نظام صندوق المقاصة المختص بالدعم، فبعد رفع الدعم عن البنزين والسولار والفيول، تقلص الدعم المخصص عبر الموازنة من 5.8 مليارات دولار في 2011 إلى 2.33 مليار دولار المتوقعة في موازنة العام الحالي، علماً أن الدولة مازالت تدعم الدقيق والسكر وغاز الطهو.
هذا ما يدفع رئيس الحكومة إلى التأكيد على أن الحكومة الحالية، مكّنت الدولة من توفير حوالى 8 مليارات دولار منذ توليها الأمر.
اقرأ أيضاً:
المغرب: غاز الطهي في مرمى نيران بنكيران
غير أن بن كيران لم يستبعد رفع الدعم عن غاز الطهو، بعدما تكون الحكومة وجدت طريقة لتخفيف تأثير ذلك عن الأسر التي ستتضرر من رفع سعر أسطوانة الغاز، خاصة وأن رئيس الحكومة يسعى إلى الحفاظ على شعبيته لدى الناخبين مع اقتراب الانتخابات المحلية في سبتمبر/أيلول المقبل.
فقد ذهب استطلاع للرأي إلى أن بنكيران يتمتع بثقة 62% من المغاربة. ثقة يمكن أن يهددها قرار للزيادة في غاز الطهو دون أخذ الاحتياطات اللازمة.
يشار إلى أنه كلما أثيرت مسألة رفع الدعم عن غاز الطهو، طغت على السطح تخوفات من قبل الأسر، هذا ما يدركه بنكيران، فقد اعتبر المساس بسعر غاز الطهو خطاً أحمر في المغرب، حيث كان من متطلبات السلم الاجتماعي، ما دفع الحكومات السابقة إلى تفادي رفع الدعم عن غاز الطهو. علما أن بنكيران يؤكد أن الدولة تدعم أسطوانة غاز الطهو بـ 7 دولارات.
ورغم عدم خوضه في تفاصيل الحلول التي تفكر فيها الحكومة من أجل التخفيف على الأسر في حالة رفع الدعم عن غاز الطهو، إلا أنه أوضح أن من بين الحلول التي تدرسها الحكومة، ذلك الحل الذي يتمثل في منح دعم شهري يصل لـ 10 دولارات للأسرة الواحدة.
ووصل الدعم الذي رصدته الدولة لدعم غاز الطهو عبر موازنة العام الحالي إلى 1.42 مليار
دولار، وهو دعم ينتظر أن يقفز إلى 1.82 مليار دولار في العام المقبل، كما يتوقع ذلك بنكيران، الذي يذهب إلى أن منح 10 دولارات للأسرة الواحدة سيخفض الدعم إلى 610 ملايين دولار.
غير أن رئيس الحكومة ينبه إلى أن فكرة منح 10 دولارات في الشهر للأسرة الواحدة، مبنية على فرضية أن كل أسرة تستهلك في المتوسط أسطوانتي غاز طهو، علماً أنه يشدد على أن النظام الحالي يؤدي إلى استفادة غير مستحقي الدعم من قبيل الأثرياء والفنادق والمزارع.
وأوضح أنه في حال تبني هذه الفكرة التي تعتبر واحدة من بين حلول أخرى تنظر فيها الحكومة، فإن الدولة ستوفر نحو 1.2 مليار دولار، ما سيخول للدولة تمويل مشاريع أخرى.
وكانت دراسة أنجزها مجلس المنافسة بالمغرب قبل ثلاث سنوات، حول تحرير أسعار المنتجات النفطية، توصلت إلى أن تحرير الأسعار الذي يعني التخلي عن دعم غاز الطهو، سيرفع سعر الغاز 209%، على اعتبار أن الأسطوانة ستنتقل من 4.20 إلى 11 دولاراً.
اقرأ أيضاً:
موزعو "غاز الطهو" يشعلون إضراباً بالمغرب والحكومة ترفض الرضوخ