ويحاول دفاع المعتقلين، اليوم الإثنين، إقناع معتقلي "حراك الريف" بالعدول عن قرارهم، بخاصة أن موعد نهاية أجل طلب استئناف الأحكام شارف على الانتهاء، إذ يحدد القانون 10 أيام فقط لتقديم طلب الاستئناف بداية من يوم صدور الأحكام من طرف المحكمة.
وأفاد أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بأن ابنه وبعض رفاقه في السجن قرروا عدم استئناف الأحكام الصادرة في حقهم خلال مرحلة التقاضي في محكمة الاستئناف، مضيفا أن "هؤلاء المعتقلين يعرفون مسبقا أن الاستئناف سيؤيد الأحكام الابتدائية".
وأورد المتحدث ذاته أن عددا من المعتقلين على خلفية أحداث مدينة الحسيمة يخوضون حاليا إضرابا عن الطعام، احتجاجا على الأحكام التي وصفها بـ"القاسية" في حق نشطاء "حراك الريف"، مبرزا أن "الإضراب عن الطعام هو أقل ما يمكن أن يحتجوا به تفاعلا مع ما حصل".
وزاد أن "هناك إجماعا في البلاد من طرف معظم المنظمات الحقوقية والفعاليات الحزبية والسياسية حول رفض تلك الأحكام في حق أبناء الريف، الذين لم يطلبوا سوى بتنمية منطقتهم، من خلال بناء المدارس وتشغيل الشباب، وإنشاء مستشفى خاص بعلاج أمراض السرطان التي تعج بها منطقة الريف، بسبب الغازات السامة التي كانت تلقيها القوات الإسبانية على سكان المنطقة إبان مرحلة الاستعمار".
من جهته، أكد خالد جلول، شقيق المعتقل محمد جلول، أحد أبرز نشطاء الريف، أن جميع المعتقلين دخلوا في إضراب عن الطعام، مضيفا أنه علم بذلك خلال مكالمة هاتفية تلقاها من قبل شقيقه الذي صدر حكم ضده بعشر سنوات سجنا.
وأشار إلى أن "الحالة الصحية للناشط البارز ربيع الأبلق، المحكوم بخمس سنوات سجنا، تنذر بمشاكل وخيمة، إذ تدهورت علما أنه يُضرب عن الطعام حتى قبل صدور الأحكام، وهي الوضعية التي دق حقوقيون بشأنها ناقوس الخطر".
والتمس حقوقيون مغاربة من عائلة الأبلق التدخل لثنيه عن الاستمرار في الإضراب عن الطعام طيلة أزيد من ثلاثة أسابيع متواصلة، على اعتبار أن مواصلته "معركة الأمعاء الفارغة" خلال الأيام المقبلة ستشكل خطرا داهما على حياته.
وعلى صعيد ذي صلة، تعيش عائلات معتقلي الريف، بخاصة بمدينة الحسيمة، حزنا عميقا بعد صدور الأحكام القضائية ضدهم، إذ تجسد الحزن ليس فقط في الوقفات الاحتجاجية، ولكن أيضا في رفع أعلام سود فوق أسطح عدد من المنازل تعبيرا عن الحداد والحزن.
وفي السياق، قالت والدة المعتقل نبيل أمحجيق، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الحزن لا يعمّ فقط عائلات المعتقلين الذين وصفتهم بـ"الأبطال الأشاوس الذين لم يطالبوا سوى بكرامة أبناء المنطقة"، و"إنما مسّ الحزن جميع سكان الحسيمة، لتعاطفهم مع أسر المعتقلين، إذ جرى تأجيل العديد منهم حفلات الزفاف المقررة بالصيف احتراما لمشاعر العائلات المكلومة".
وقررت الناشطة الريفية المعروفة سليمة الزياني إرجاء موعد حفل زفافها، الذي كان مقررا في شهر يوليو/ تموز الجاري، تضامنا مع المعتقلين، ورفضا للأحكام الصادرة بحقهم، علما أنها بدورها كانت معتقلة قبل أن تحظى بعفو ملكي قبل أشهر.