المغرب.. مسيرة للأساتذة تطالب الحكومة بالتعيين

انطلقت المسيرة الوطنية التي نظمها اليوم الأحد، آلاف الأساتذة المتدربين في مراكز التكوين المختلفة بالعديد من مدن المغرب، انطلاقا من "باب الحد" التاريخي في اتجاه شارع محمد الخامس، في أجواء سلمية في أغلب الفترات، تخللتها لافتات تطالب الحكومة بتلبية مطالبهم، وشعارات تدافع عن المدرسة المغربية.

وقدرت مصادر متطابقة من تنسيقية الأساتذة المتدربين، عدد المشاركين في المسيرة الاحتجاجية بين 30 و40 ألف مشارك، بينما حاول مصدر أمني التقليل من قوة وحجم المظاهرة، مؤكدا أن عدد المشاركين في المسيرة وصل إلى بضعة مئات فقط.

وقال محمد أجطاط، الأستاذ المتدرب الذي شارك في المسيرة، لـ"العربي الجديد"، إن الأعداد الكبيرة التي حضرت إلى الرباط من أجل المشاركة في هذه التظاهرة الاحتجاجية، مؤشر على ما سماه "عدالة قضية الأساتذة المتدربين"، والتي تتمثل في حقهم في التوظيف في القطاع العام.
من جهته، أكد عبد الحق لمغاري (أستاذ متدرب) أن عدد المشاركين كان سيكون أكبر مما كان عليه، لو تم السماح لأعداد وفيرة من الأساتذة في مدن أخرى للحاق بالمسيرة، كاشفا أن السلطات الأمنية "منعت توافد أساتذة محتجين من مدن وجدة ومراكش وآسفي وغيرها".

وبحسب متابعين لملف الأزمة بين الأساتذة المتدربين والحكومة المغربية، فإن الاتفاق المبدئي بين وزارة الداخلية والأساتذة المتدربين؛ ساهم في عدم وصول المسيرة الوطنية إلى الحجم المنشود، حيث كان المنظمون يحثون على مسيرة مليونية.

ونص الاتفاق الذي أبرم أمس السبت، بين الحكومة، ممثلة في وزارة الداخلية، وممثلين عن تنسيقية الأساتذة المتدربين، على أن تقوم الحكومة بتوظيف جميع الأساتذة المتخرجين خلال هذه السنة، وعددهم قرابة 10 آلاف خريج، على دفعتين الأولى في أغسطس/آب المقبل، والثانية في ديسمبر/كانون الأول 2016.

وأكد ناشط في "مبادرة المجتمع المدني" التي قدمها إعلاميون وحقوقيون وأكاديميون للحكومة من أجل حلحلة مشكلة الأساتذة المتدربين، لـ"العربي الجديد"، أن الاتفاق ساهم في منح نَفَس إيجابي خلال المسيرة الاحتجاجية، من خلال الابتعاد عن رفع الشعارات المستفزة".

واعتبر المصدر أن المسيرة الاحتجاجية نُظمت في جو حضاري، وتمكنت من توصيل رسائل قوية مفادها أن سلمية الاحتجاج تتغلب على قوة التدخلات الأمنية كما حدث في مناسبة سابقة، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة هي للبحث عن تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الحكومة والأساتذة المحتجين.