10 نوفمبر 2018
المغرب... الانتخابات على الأبواب
يونس كحال (المغرب)
ستكون انتخابات هذه السنة في المغرب مغايرة عن جميع سابقاتها، شكلاً ومضموناً، إذ بدأت بوادرها تظهر للمتتبعين، وحتى للذين ليس لهم اهتمام بهذا المجال في صور وممارسات عديدة، وهي حملة أصبحنا نلاحظ فيها استعمال طرق مشروعة وغير مشروعة، بل لأوّل مرّة نلاحظ توظيف أساليب لم يسبق لأيّ حملة في المغرب أن وظّفت فيها.
واهم من يقول إنّه ليست هناك في المغرب قطبية بين حزبين رئيسيين، هما حزب العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، أمّا باقي الأحزاب فتحصيل حاصل، وهذا ليس انتقاصاً من الأحزاب الأخرى. لكن، لأنّ الواقع فرض ذلك، خصوصاً بعد بروز نجم حزب الإسلاميين الذي استقى شرعيته من قاعدة شعبية، كانت ترى فيه الأمل والمخلص، على الأقل قبل تقلّده مقاليد الحكم في السنوات الخمس الأخيرة، وأوجد حزب الأصالة ليحدّ من امتداد الحزب الإسلامي، وهو يستمد قوته من نفوذ أمينه العام إلياس العماري، ومن أعضاء لهم مراكز حساسة داخل الدولة المغربية، مع صعود نجم هذين الحزبين باتت تلك القطبية واضحة، وأضحت الأحزاب الأخرى تدور في فلك هذين الحزبين.
لكن، هناك معطى آخر لم تعط له أهمية بالغة، وهو كيف ينظر المواطن البسيط لتلك القطبية، فهو لا يراها بمنظور قطب يمثل المحافظين وقطب يمثل التقدميين أو ما شابه هذه المصطلحات، بل يراه قطباً تمت التضحية به، واتخاذه مطية لتحقيق قراراتٍ لا شعبية في أحيان كثيرة، و جرّه لتقديم تنازلات عديدة بدعوى عدم اصطدامه مع أعلى سلطة في البلاد، وبين حزب يسارع الجميع لتجميل صورته وتهيئته لتصدّر الانتخابات المقبلة، ووضعه بديلاً للحزب الإسلامي الذي فشل في تأدية مهمته تجاه من انتخبوه وعلّقوا عليه آمالهم، هذه هي القطبية في نظر عامة الشعب.
جاء حزب العدالة والتنمية في ظروف خاصة، ولو كان أريد لتجربته النجاح لما رفض حزب الاتحاد الاشتراكي الدخول معه في الحكومة، عندما طلب منه ذلك، ولما خرج حزب الاستقلال من الحكومة في ظرفية خاصة، ودخول حزب الأحرار مكانه وسحب جميع الوزارات المهمة من تحت أرجل رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، وهو لا يستطيع فعل أيّ شيء سوى استعمال فن الخطابة الذي يتقنه، ولسان حاله يقول إن المهم أنّ أكمل ولايتي بأيّ ثمن. وزار ات الخارجية والتعليم والفلاحة والأوقاف ليست بيده، الإعلام كذلك ليس بيده... ما تبقّى مجرّد تفاصيل، لهذا حاول بن كيران العمل بكل ما أوتي من قوة على المجال الاجتماعي، مركزاً على الفئات الفقيرة والمعوزة، لكنه لم يوّفق في ذلك إلى حدّ كبير، لأنّ حيّز المناورة الذي كان يلعب فيه تمّ تضييقه إلى أقصى حد ممكن. لهذا، ستكون الخطابات الجماهيرية التي سيخوض بها أمين عام حزب العدالة والتنمية نارية، وتحمل في طياّتها الجديد، بل ستكون موّجهةً، حتى ضد أحزاب كانت معه في التشكيلة الحكومية.
بعيداً عن الإيديولوجيا والتخندق داخل نطاق معين، أصبح حزب العدالة والتنمية رقماً من الصعب تجاوزه، لأسباب، منها مزاولته العمل الحكومي، واطلاعه على كثير من خباياه، فإذا خرج إلى المعارضة سيشكل معارضة حقيقية، عكس الحالية التي تبقى شكلية، ولم ترق لتطلعات المواطنين، وإذا ما تمّ انتخابه لولاية ثانية، فهو أصبح ذا تجربة، ولن يكرّر الأخطاء السابقة وستزداد قوته أكثر، وهذا ما يخشاه كثيرون، على الرغم تصريحاته المتكرّرة بأنّه حزب كباقي الأحزاب المغربية.
بين هذا وذاك، السؤال هو: ماذا بعد رحيل بن كيران؟ هل ستحلّ مشكلات المغاربة؟ هل سيتم التراجع عن القرارات المجحفة التي اتخذها بشأن التقاعد؟ هل سيحل مشكل الأساتذة والتعليم بصفة عامة؟ هل ستنخفض نسبة البطالة؟ هل سنقضي على الفساد؟ هل سيعود صندوق المقاصة إلى ما كان عليه؟ هل وهل وأسئلة عديدة من الصعب الإجابة عنها في الوقت الحاضر، أم أنّه من سيأتي بعد بن كيران سيحمّله المسؤولية أيضاً، ويقول هذا من فعل رئيس الحكومة السابق؟
من أراد الفوز بهذه الانتخابات من الأحزاب، ما عليه سوى أن يكون برنامجه الانتخابي إصلاح ما قام به بن كيران، إلغاء الزيادة في سن التقاعد، إلغاء الزيادة في الماء والكهرباء والبنزين، العمل بالتوظيف المباشر... ومبروك عليك رئاسة الحكومة من الآن.
واهم من يقول إنّه ليست هناك في المغرب قطبية بين حزبين رئيسيين، هما حزب العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، أمّا باقي الأحزاب فتحصيل حاصل، وهذا ليس انتقاصاً من الأحزاب الأخرى. لكن، لأنّ الواقع فرض ذلك، خصوصاً بعد بروز نجم حزب الإسلاميين الذي استقى شرعيته من قاعدة شعبية، كانت ترى فيه الأمل والمخلص، على الأقل قبل تقلّده مقاليد الحكم في السنوات الخمس الأخيرة، وأوجد حزب الأصالة ليحدّ من امتداد الحزب الإسلامي، وهو يستمد قوته من نفوذ أمينه العام إلياس العماري، ومن أعضاء لهم مراكز حساسة داخل الدولة المغربية، مع صعود نجم هذين الحزبين باتت تلك القطبية واضحة، وأضحت الأحزاب الأخرى تدور في فلك هذين الحزبين.
لكن، هناك معطى آخر لم تعط له أهمية بالغة، وهو كيف ينظر المواطن البسيط لتلك القطبية، فهو لا يراها بمنظور قطب يمثل المحافظين وقطب يمثل التقدميين أو ما شابه هذه المصطلحات، بل يراه قطباً تمت التضحية به، واتخاذه مطية لتحقيق قراراتٍ لا شعبية في أحيان كثيرة، و جرّه لتقديم تنازلات عديدة بدعوى عدم اصطدامه مع أعلى سلطة في البلاد، وبين حزب يسارع الجميع لتجميل صورته وتهيئته لتصدّر الانتخابات المقبلة، ووضعه بديلاً للحزب الإسلامي الذي فشل في تأدية مهمته تجاه من انتخبوه وعلّقوا عليه آمالهم، هذه هي القطبية في نظر عامة الشعب.
جاء حزب العدالة والتنمية في ظروف خاصة، ولو كان أريد لتجربته النجاح لما رفض حزب الاتحاد الاشتراكي الدخول معه في الحكومة، عندما طلب منه ذلك، ولما خرج حزب الاستقلال من الحكومة في ظرفية خاصة، ودخول حزب الأحرار مكانه وسحب جميع الوزارات المهمة من تحت أرجل رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، وهو لا يستطيع فعل أيّ شيء سوى استعمال فن الخطابة الذي يتقنه، ولسان حاله يقول إن المهم أنّ أكمل ولايتي بأيّ ثمن. وزار ات الخارجية والتعليم والفلاحة والأوقاف ليست بيده، الإعلام كذلك ليس بيده... ما تبقّى مجرّد تفاصيل، لهذا حاول بن كيران العمل بكل ما أوتي من قوة على المجال الاجتماعي، مركزاً على الفئات الفقيرة والمعوزة، لكنه لم يوّفق في ذلك إلى حدّ كبير، لأنّ حيّز المناورة الذي كان يلعب فيه تمّ تضييقه إلى أقصى حد ممكن. لهذا، ستكون الخطابات الجماهيرية التي سيخوض بها أمين عام حزب العدالة والتنمية نارية، وتحمل في طياّتها الجديد، بل ستكون موّجهةً، حتى ضد أحزاب كانت معه في التشكيلة الحكومية.
بعيداً عن الإيديولوجيا والتخندق داخل نطاق معين، أصبح حزب العدالة والتنمية رقماً من الصعب تجاوزه، لأسباب، منها مزاولته العمل الحكومي، واطلاعه على كثير من خباياه، فإذا خرج إلى المعارضة سيشكل معارضة حقيقية، عكس الحالية التي تبقى شكلية، ولم ترق لتطلعات المواطنين، وإذا ما تمّ انتخابه لولاية ثانية، فهو أصبح ذا تجربة، ولن يكرّر الأخطاء السابقة وستزداد قوته أكثر، وهذا ما يخشاه كثيرون، على الرغم تصريحاته المتكرّرة بأنّه حزب كباقي الأحزاب المغربية.
بين هذا وذاك، السؤال هو: ماذا بعد رحيل بن كيران؟ هل ستحلّ مشكلات المغاربة؟ هل سيتم التراجع عن القرارات المجحفة التي اتخذها بشأن التقاعد؟ هل سيحل مشكل الأساتذة والتعليم بصفة عامة؟ هل ستنخفض نسبة البطالة؟ هل سنقضي على الفساد؟ هل سيعود صندوق المقاصة إلى ما كان عليه؟ هل وهل وأسئلة عديدة من الصعب الإجابة عنها في الوقت الحاضر، أم أنّه من سيأتي بعد بن كيران سيحمّله المسؤولية أيضاً، ويقول هذا من فعل رئيس الحكومة السابق؟
من أراد الفوز بهذه الانتخابات من الأحزاب، ما عليه سوى أن يكون برنامجه الانتخابي إصلاح ما قام به بن كيران، إلغاء الزيادة في سن التقاعد، إلغاء الزيادة في الماء والكهرباء والبنزين، العمل بالتوظيف المباشر... ومبروك عليك رئاسة الحكومة من الآن.
مقالات أخرى
28 يناير 2018
09 نوفمبر 2017
29 أكتوبر 2017