المغرب: الأساتذة المتدربون يتهمون الدولة بتزوير الامتحانات

25 يناير 2017
الترسيب كان متعمّداً وممنهجاً حسب رأيهم (العربي الجديد)
+ الخط -
اتّهمت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، ضمن ندوة صحافية عقدتها اليوم الأربعاء في الرباط، الدولة بكونها عمدت إلى تزوير محاضر الامتحانات، مندّدة بما وصفته بالخرق السافر للاتفاق الذي تم بين الأساتذة المتدربين والحكومة بشأن التوظيف الكامل للأساتذة الجدد، وذلك بعد أن تم الإعلان عن ترسيب 150 أستاذاً قبل أيام.

وأفاد محمد قنجاع، عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، بأن "ترسيب 150 أستاذاً متدرباً خلال الإعلان عن نتائج المباراة الشكلية التي كان من المفترض أن يتم الكشف عنها في آخر ديسمبر/كانون الأول الماضي شمل عدداً من الأساتذة المتدربين الأكفاء بشهادة المختصين، منهم حاصلون على شهادات جامعية عليا، ومنهم من كتب مؤلفات تربوية".

وأوضح قنجاع، خلال مداخلته في الندوة الصحافية، بأن "ما حدث ليس رسوباً عادياً للأساتذة بسبب نقص في معارفهم ومعلوماتهم ومداركهم، ولكنه ترسيب متعمد وممنهج"، مبرزاً أن "الترسيب استهدف خاصة نشطاء التنسيقية الوطنية الذين كانوا يتزعمون الاحتجاجات والاعتصامات المختلفة".

وتطرق المتحدث إلى ما اعتبرها محاولات للتشويش من طرف السلطات التعليمية والأمنية أيضاً على الأساتذة المتدربين، من قبيل تهديدات مدراء المؤسسات التعليمية والحراس العامين من أجل وقف قرار الأساتذة مقاطعة الدروس، فضلاً عن تدخل أعوان السلطة (مقدمون) في ديباجة تقارير أمنية حول حياة ومسار الأساتذة المتدربين.

من جهته، قال عضو آخر من تنسيقية الأساتذة المتدربين، في الندوة الصحافية، "إن ترسيب عدد من الأساتذة الجدد الذين يتميزون بكفاءة تربوية مشهود بها ليس سوى ضرب مقصود للتنسيقية التي ينضوي تحت لوائها الأساتذة الجدد"، متوعدا "بتصدير أشكال نضالية تصعيدية إن اقتضى الأمر".


واتهمت التنسيقية المذكورة السلطات المعنية بأنها عمدت إلى سن سياسة انتقامية مقصودة ضد أساتذة متدربين بعينهم، بالنظر إلى أنهم عرفوا بأنشطتهم الاحتجاجية، ووجودهم الدائم في جميع الميادين والساحات دفاعاً عن كرامة رجال التعليم، واحتجاجاً على ما يتهدد المدرسة العمومية من أخطار قائمة.

وأورد المصدر ذاته، ضمن بيان عقب الندوة، بأن "المرسبين حصلوا على معدلات عالية في الامتحانات الخاصة والتدريبات الميدانية، إضافة إلى كونهم ذوي شهادات ودبلومات عالية"، معتبرا أن "قرار ترسيب 150 أستاذاً هو أحد أشكال القمع التي تواجه بها نضالاتنا الاحتجاجية".

وتابع البيان أن قرار وزارة التربية الوطنية ترسيب عشرات الأساتذة المتدربين هو استمرار للسياسة الانتقامية المتبعة من طرف الدولة المغربية، محاولة منها للنيل من كل ما راكمته التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، واستهدافاً لفكرة "الحق ينتزع ولا يعطى" وفق تعبيره.

وخلصت التنسيقية إلى أنها تؤكد للرأي العام الوطني أن "الملاحم البطولية التي جسدتها، والتضحيات الجسيمة التي كابدتها، لن تذهب سدى، ولن تستطيع الدولة المغربية إجهاضها أو التحايل عليها"، ضاربة الموعد يوم الأحد المقبل ضمن مسيرة احتجاجية وسمتها بشعار الوفاء.

وعلى صعيد ذي صلة أورد بيان مشترك لست نقابات تعليمية مغربية بأن ترسيب 150 أستاذاً متدرباً يعدّ "مخالفة صريحة وواضحة لمحضري 13 و21 أبريل/ نيسان 2016، القاضيين أساسا بتوظيف الفوج كاملاً"، قبل أن ينتقد "الطريقة البئيسة، والإخراج الرديء لعملية الترسيب".

ودعت النقابات وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، ووالي الرباط بصفته ممثلاً للحكومة في مجريات الحوار حول الملف، إلى التدخل العاجل لإنصاف المتضررين والمتضررات، والالتزام بالتعهدات والالتزامات المعلن عنها، مع ضرورة عقد لقاء عاجل للجنة المتابعة لدراسة الحلول الممكنة".