15 يونيو 2018
المغرب.. أزمة التنمية
أحمد بومعيز (المغرب)
يشاء قدر الفقر في المغرب أن يذكّرنا، مرة أخرى، ونحن نودع السنة الميلادية 2017، أن ثمّة أزمة تهدد سلمنا الاجتماعي.
أن يموت شابان شقيقان تحت الأنقاض في مدينة جرادة في شرق المغرب هو ما يجعلنا نقول ذلك، إذ كانا بصدد البحث عن لقمةٍ تحت تراب وصخور منجم فحم مهجور. وأبدا لم يكن المنجم منسيا ولا مهجورا من الأهالي، حتى ولو كانت جرادة منسيةً، ومتروكةً لبؤسها ولقدرها.
تذكّرنا الفاجعة بأحداث الريف في الشمال التي اندلعت بعد موت بائع سمك، كان يحاول إنقاذ سمكه من الإتلاف. كما تذكّرنا بموت خمس عشرة امرأة في الصويرة غرب البلاد، وهن يحاولن الحصول على قليلٍ من السكر والزيت والدقيق الرخيص.
لا يمكن أن ننكر الفقر المعلن والموزع على ربوع الوطن بالتساوي. لكن يمكن أن نستنكر الوقائع والفواجع والمقاربات السياسية والتدبيرية لمعيش المواطن، أينما كان، في المدن كما في القرى، في الشمال وفي الشرق وفي الغرب وفي الجنوب. وإذا أدت أحداث الريف إلى زلزال سياسي، هزّ مضجع المسؤولين وبعض الوزراء، وإلى موجة اعتقالاتٍ لا زالت تنتظر الحسم، فما وقع أخيرا في الصويرة، وفي جرادة، يؤكد أن المسؤولين لم يستوعبوا الدرس بالمرة، وكأن الأمر لا يعنيهم.
الوضع والسياق معا يتطلبان منهجية جديدة في تدبير الشأن العام، وفي تدبير سياسة التنمية في بعدها الشامل. وتقول المعطيات والاستنتاجات إن مؤسسات الوساطة من أحزاب ونقابات تعيش أزمة حقيقية في المغرب، فهي لم تعد تتحكّم في الشارع وفي المطالب، ولم تعد تحسن التفاوض.
لا الحكومة السابقة، ولا الحالية، قادرة على الاستباق وفتح النقاش حول إشكال التنمية. وصار الواقع يستفز الجميع، ولا يوجد هناك مدخلا للسلم الاجتماعي إلا بتبني مقاربةٍ تنموية مندمجة، ليس في الشمال أو في الريف، أو في الصويرة أو في جرادة، أو حين يموت مواطنون ومواطنات ضحية الفقر والإقصاء، بل في كل أنحاء الوطن، وقبل حدوث الموت القاسي .
العزاء كله لمن قضى في المغرب بحثا عن رغيف أو لقمة عيش باتت صعبة، ولا نتمنى أن ينتظر الجميع حتى يحل الموت، هنا وهناك، كي يخرج المواطنون المنتظرون تظاهرا وغضبا، لتذكير الدولة والمؤسسات والأحزاب بأن سلمنا الاجتماعي في خطر.
أن يموت شابان شقيقان تحت الأنقاض في مدينة جرادة في شرق المغرب هو ما يجعلنا نقول ذلك، إذ كانا بصدد البحث عن لقمةٍ تحت تراب وصخور منجم فحم مهجور. وأبدا لم يكن المنجم منسيا ولا مهجورا من الأهالي، حتى ولو كانت جرادة منسيةً، ومتروكةً لبؤسها ولقدرها.
تذكّرنا الفاجعة بأحداث الريف في الشمال التي اندلعت بعد موت بائع سمك، كان يحاول إنقاذ سمكه من الإتلاف. كما تذكّرنا بموت خمس عشرة امرأة في الصويرة غرب البلاد، وهن يحاولن الحصول على قليلٍ من السكر والزيت والدقيق الرخيص.
لا يمكن أن ننكر الفقر المعلن والموزع على ربوع الوطن بالتساوي. لكن يمكن أن نستنكر الوقائع والفواجع والمقاربات السياسية والتدبيرية لمعيش المواطن، أينما كان، في المدن كما في القرى، في الشمال وفي الشرق وفي الغرب وفي الجنوب. وإذا أدت أحداث الريف إلى زلزال سياسي، هزّ مضجع المسؤولين وبعض الوزراء، وإلى موجة اعتقالاتٍ لا زالت تنتظر الحسم، فما وقع أخيرا في الصويرة، وفي جرادة، يؤكد أن المسؤولين لم يستوعبوا الدرس بالمرة، وكأن الأمر لا يعنيهم.
الوضع والسياق معا يتطلبان منهجية جديدة في تدبير الشأن العام، وفي تدبير سياسة التنمية في بعدها الشامل. وتقول المعطيات والاستنتاجات إن مؤسسات الوساطة من أحزاب ونقابات تعيش أزمة حقيقية في المغرب، فهي لم تعد تتحكّم في الشارع وفي المطالب، ولم تعد تحسن التفاوض.
لا الحكومة السابقة، ولا الحالية، قادرة على الاستباق وفتح النقاش حول إشكال التنمية. وصار الواقع يستفز الجميع، ولا يوجد هناك مدخلا للسلم الاجتماعي إلا بتبني مقاربةٍ تنموية مندمجة، ليس في الشمال أو في الريف، أو في الصويرة أو في جرادة، أو حين يموت مواطنون ومواطنات ضحية الفقر والإقصاء، بل في كل أنحاء الوطن، وقبل حدوث الموت القاسي .
العزاء كله لمن قضى في المغرب بحثا عن رغيف أو لقمة عيش باتت صعبة، ولا نتمنى أن ينتظر الجميع حتى يحل الموت، هنا وهناك، كي يخرج المواطنون المنتظرون تظاهرا وغضبا، لتذكير الدولة والمؤسسات والأحزاب بأن سلمنا الاجتماعي في خطر.
مقالات أخرى
12 يونيو 2018
08 ابريل 2018
31 مارس 2018