ومن أشهر "مهن البرد" التي يقتات أصحابها من صقيع الطقس في المغرب، بيع أجهزة التدفئة، إذ تتهافت الأسر على اقتناء هذه الأجهزة الكهربائية طلبا للدفء، وهناك أيضا باعة يعرضون هذه التجهيزات على الأرصفة.
وقالت السيدة خديجة العكارية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنها تستعمل جهازا للتدفئة في هذه الأيام الباردة، والتي بلغت فيها درجة البرد مستويات قياسية وصلت إلى حدود ناقص 17 في مناطق جبلية، مضيفة أن العديد من العائلات المغربية تقبل على شراء هذه الأجهزة خاصة منخفضة الثمن.
بدوره، قال أحد التقنيين، المختصين في إصلاح آلات التدفئة وتسخين المياه، إن "على المغاربة أن يحذروا من أجهزة التدفئة منخفضة السعر، والتي غالبا ما تكون مستوردة من الصين، والتي لا تتوفر عادة على المعايير الدولية للوقاية والسلامة، ما تترتب عنه كوارث ومآس إنسانية لا قدر الله".
الفحم الحجري أو "الفاخر" بالعامية المغربية، مادة يقبل عليها المغاربة أيضا في أيام البرد والصقيع، إذ يستعملونه في تدفئة أجسادهم وبيوتهم، من خلال وضعه في "مجمر" أو "كانون" يجتمع حوله أفراد الأسرة، من أجل محاربة البرد الذي يفتك بالأبدان، وهي الأجواء التي تساعد أحيانا على التئام الأسر في أجواء دافئة ومرحة.
لكن قد ينقلب دفء الفحم الحجري أحيانا أيضا إلى مآسٍ لا تخطر على بال، وقد يصل الأمر إلى الوفاة، ومن ذلك مصرع موظف بمدينة بولمان وسط البلاد، يوم الأحد الماضي، جراء استنشاقه مادة الفحم، والتي استعملها لتدفئة غرفته من البرد الذي تشهده المنطقة خلال هذه الأيام.
ولا يلقى استعمال الفحم الحجري بغرض التدفئة قبولا دائما، فمبادرة وزارة التربية الوطنية توزيع 167 طناً من الفحم الحجري على المؤسسات التعليمية بإقليم إفران، التي تشتهر بثلوجها وموجة البرد القارس خلال هذه الفترة من السنة، قصد التدفئة لمواجهة آثار البرد والصقيع، لقيت رفض نقابات تعليمية طالبت بتصحيح وتجاوز الوضعية المزرية للمؤسسات التعليمية في مجال التدفئة.
الملابس القطنية والصوفية أيضا تجد زبائنها الكثيرين بالمغرب في هذه الأيام الباردة، مثل المعاطف والوشاحات والأحذية الجلدية والأقمصة الصوفية والقبعات، وأيضا المظلات وأغطية الفراش، إذ يقبل المغاربة على مواجهة البرد والتسلح لمقاومته من خلال التدثر بملابس صوفية ساخنة ودافئة.