واستقدمت قوات النظام السوري، أمس الأحد، تعزيزات عسكرية إلى البادية السورية، في ريف السويداء الشرقي جنوب شرق سورية. وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إن أرتالاً من المدرعات والدبابات والآليات العسكرية التابعة لقوات النظام السوري وصلت إلى منطقة تل الزلف في البادية السورية بريف السويداء الشرقي، للمشاركة في عمليات عسكرية ضد المعارضة السورية المسلحة في المنطقة. وكانت المعارضة سيطرت على المنطقة بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منها بداية مايو الحالي، في حين بدأت قوات النظام بشن هجوم على المنطقة منذ أسبوع، وتمكنت من انتزاع عدة مواقع من المعارضة. ولفتت المصادر إلى أن التعزيزات ربما تهدف إلى منع سقوط مناطق بيد المعارضة، أو شن هجوم جديد ضدها في المنطقة، حيث تقوم المعارضة بشن هجمات معاكسة ضد قوات النظام التي تقدمت هناك.
وفي سياق متصل بمعارك الاستحواذ على مناطق البادية، تصدّت المعارضة السورية المسلحة، أمس، لهجوم من قوات النظام السوري على مواقعها في منطقة تل مكحول. وقالت مصادر ميدانية، إن المعارضة السورية المسلحة تمكنت من صد هجوم لقوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها على منطقة تل مكحول، جنوب شرق مطار "السين" العسكري في البادية الشامية المتاخمة لمنطقة القلمون الشرقي بريف حمص الجنوبي، مشيرة إلى تدمير دبابة خلال المواجهات وقتل وجرحت عناصر تابعة للنظام. وجاء هجوم النظام إثر تمكنه أخيراً من السيطرة على موقع البحوث العلمية ومحيطه، بعد هجوم شنه انطلاقاً من منطقة حاجز ظاظا وبيوت شهيب قرب طريق دمشق بغداد الواصل إلى معبر التنف الحدودي مع العراق والقريب من الأراضي الأردنية. وتحاول قوات النظامم السوري، مدعومة بمليشيات أجنبية والطيران الروسي، بسط سيطرتها على مزيد من المناطق وتوسيع نفوذها في البادية السورية والقلمون الشرقي، على حساب المعارضة السورية المسلحة، بالتزامن مع تراجع كبير لتنظيم "داعش" في جبهات المنطقة.
إلى ذلك، استمرت الاشتباكات العنيفة بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وتنظيم "داعش"، أمس الأحد، في ريف الرقة الشمالي، إذ تدور معارك كر وفر في محيط الفرقة 177 ومعمل السكر، بالتزامن مع استهداف طوافات تابعة إلى التحالف الدولي مواقع للتنظيم. في هذا الوقت، قصفت مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبر العمود الفقري لـ"قوات سورية الديمقراطية"، بالمدفعية الثقيلة الأحياء الشمالية من مدينة الرقة. وتركز القصف على أحياء الرميلة و23 شباط ومنطقة دوار الصوامع. كما قصف طيران التحالف الدولي مواقع قرب مدرسة الرشيد ومحيط المشفى الوطني ومدرسة معاوية ومنطقة الفرن في مدينة الرقة. وفي سياق متصل، شن طيران، يرجح أنه تابع للتحالف الدولي، غارات على مقر لتنظيم "داعش" في شارع الهجانة في مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن تدميره بشكل كامل ومقتل كل من كان فيه.
وكان معارضون سوريون وجهوا انتقادات لاذعة إلى دي ميستورا عقب الجولة السادسة من مفاوضات جنيف التي انتهت من دون نتائج، معربين عن اعتقادهم بأنه "يتبع ألاعيب مكشوفة تصب في مصلحة النظام"، مشيرين إلى أنه "يستخف ببيان جنيف1، والقرارات الدولية اللاحقة، التي حددت ضوابط واضحة لتحقيق انتقال سياسي حقيقي في سورية". وذهب بعضهم إلى مطالبة الهيئة العليا للمفاوضات بسرعة التحرك، والمطالبة باستبدال دي ميستورا بشخصية دولية أخرى "مشهود لها بالخبرة والنزاهة والموضوعية"، مشيرين إلى أن "طرق دي ميستورا في إدارة العملية التفاوضية أصبحت عقبة إضافية أمام تحقيق الانتقال السياسي المطلوب". من جهتها، أشارت عضو الهيئة العليا للمفاوضات، سهير الأتاسي، إلى أن اجتماعات الرياض، في الخامس من الشهر المقبل، ستضع استراتيجية للمرحلة المقبلة، خصوصاً للجولة السابعة من مفاوضات جنيف، إضافة إلى تقييم الفترة السابقة، خصوصاً الجولة السادسة من المفاوضات. وأكدت الأتاسي، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه ليس لدى الهيئة نوايا لإجراء تغيير في وفد المعارضة المفاوض، مضيفة "هذا الأمر يعتمد على التقييم والضرورات". وكان دي ميستورا أعلن، في 19 مايو/أيار الحالي، انتهاء الجولة السادسة من مفاوضات جنيف من دون تحقيق اختراق هام، من شأنه فتح أفق أمام هذه المفاوضات، التي أعلن النظام أكثر من مرة أنها لم تعد تعنيه. لكن المعارضة السورية لا تزال تتعامل بإيجابية مع مسار جنيف، رافضة محاولات روسية حثيثة لصرف الاهتمام عنه لصالح مسار أستانة. ولا يُتوقع أن تحقق الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف نتائج هامة، خصوصاً أن مسألة استبعاد رئيس النظام، بشار الأسد، وأركان حكمه من المرحلة الانتقالية لم تُحل بعد، إذ لم تبد موسكو مرونة كافية على هذا الصعيد، رغم الضغوط الدولية المتلاحقة عليها.