المعارضة تصدّ "داعش" في مارع وسجال حول "الفرقة 30"

07 سبتمبر 2015
قتلت فصائل المُعارضة 50 عنصراً لـ"داعش" (أحمد عبيد/ الأناضول)
+ الخط -
أوقفت قوات المعارضة السورية هجوماً جديداً لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على مدينة مارع، أحد أهم معاقل المعارضة في ريف حلب الشمالي. وكبّدت فصائل المعارضة عناصر التنظيم التي تسلّلت إلى الحي الشرقي في مدينة مارع، خسائر كبيرة في صفوفه، وتمكّنت من أسر اثنين من عناصره، يوم الجمعة الماضي، بعدما أجبرت الباقين على التراجع إلى خارج المدينة.

وبثّ المكتب الإعلامي في غرفة عمليات "فتح حلب"، مقطعاً مصوّراً، يظهر قادة ميدانيين في فصائل المعارضة، في مقدمتهم القائد العسكري لغرفة عمليات "فتح حلب"، الرائد ياسر عبد الرحيم، يقومون بجولة على نقاط تمركز عناصرهم على جبهات القتال، في محيط مارع، بعد تمكن مقاتلي المعارضة من التصدي لهجوم "داعش" الأخير على أطراف المدينة.

ويؤكد المتحدّث الرسمي باسم "الجبهة الشامية"، أكبر فصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي، العقيد، محمد الأحمد (أبو فراس) في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "فصائل المعارضة تمكّنت حتى الآن، من إيقاف تمدّد داعش في ريف حلب الشمالي، بعد قتل 50 عنصراً من التنظيم، في معركة السيطرة على الصوامع إلى الشمال الشرقي من مارع، بالإضافة إلى قتل عشرات آخرين على بقية جبهات القتال، في محيط المدينة، وتدمير سيارة مفخخة، أرسلها التنظيم إلى حاجز لفصائل المعارضة عند مدخل مارع الشرقي، قبل أن تصل إلى هدفها".

ويلفت الأحمد إلى أنّ "الضربات التي يشنّها التحالف الدولي على نقاط التنظيم في جبهات القتال في ريف حلب الشمالي، لها أهميتها لكنّها غير كافية لإيقاف تمدّده، إذ يحاول التنظيم يومياً التقدم أكثر في ريف حلب الشمالي من دون أن تردعه ضربات التحالف. وتجري اشتباكات، يومياً، على جبهات القتال في ريف حلب الشمالي نتيجة استمرار محاولات داعش الرامية للتمدد على الرغم من خسائره الكبيرة".  

اقرأ أيضاً سورية: نازحو مارع يبيتون في الأراضي الزراعية بلا خيم

ويوضح المتحدّث الرسمي باسم "الجبهة الشامية" أنّ "الجبهة الشامية تقاتل على جبهتين في الوقت عينه. فهي تقاتل قوات النظام السوري على خطوط اشتباك طويلة ومعقدة في مدينة حلب ومحيطها، وتقاتل عناصر داعش على خطوط اشتباك مفتوحة وطويلة في ريف حلب الشمالي". ويؤكّد الأحمد أنّ "عناصر الجبهة الشامية تقدّم كل إمكاناتها للدفاع عن ريف حلب الشمالي"، مشيراً إلى أنّ "مارع تتمتع برمزية خاصة لدى فصائل المعارضة، نظراً إلى أنّها إحدى أوائل مدن ريف حلب التي انطلقت منها الثورة، ولكونها مدينة مؤسس لواء التوحيد"، عبد القادر الصالح، والذي يتمتع بشعبية كبيرة في حلب وريفها".

ويبيّن العقيد أنّ جميع فصائل المعارضة المنضوية في غرفة عمليات "فتح حلب"، شاركت في التصدي للتنظيم باستثناء قوات الفرقة 30 التي تدرّبت على يد القوات الأميركية داخل الأراضي التركية، لافتاً إلى أنّ الباب مفتوح لكل من يريد قتال التنظيم، وإلى أن "الجبهة الشامية" أصدرت بياناً، في وقت سابق، دعت فيه كل الفصائل لتحمّل مسؤولياتها في الدفاع عن ريف حلب الشمالي، ضد هجوم "داعش". ويشير الأحمد إلى أن "الجبهة الشامية" أصدرت بياناً، نفت فيه وجود الفرقة 30، على جبهات القتال ضد "داعش"، رداً على البيان الذي أصدرته الفرقة 30، معلنة فيه انضمامها إلى فصائل المعارضة.
وتتبع الفرقة 30 لفصائل المعارضة، وكانت قد حظيت بتدريبات ضمن البرنامج الأميركي لتمكين "المعارضة المعتدلة" بحسب التصنيف الأميركي.

وأكد بيان "الجبهة الشامية" أنّ "من يقاتلون في مدينة مارع، هم أبناء المدينة المنضوين في صفوف الجبهة الشامية وباقي فصائل المعارضة، كما هو الحال بالنسبة لمن يقاتلون على باقي جبهات القتال ضد داعش"، لافتاً إلى أنّ "ما يصدر من بيانات عن الفرقة 30، عارية عن الصحة وتهدف للالتفاف على تضحيات باقي فصائل المعارضة".

وكانت بيانات ومواقف الفرقة 30 قد تميّزت بالتناقض، في الأيام الأخيرة، إذ أصدرت الفرقة بياناً، مطلع سبتمبر/أيلول الحالي، أعلنت فيه الانضمام إلى جبهات القتال ضد "داعش"، ليصدر ضابط الارتباط في الفرقة، الملازم محمد الضاهر (أبو إسكندر)، بياناً آخر، يعلن فيه انسحاب قوات الفرقة من جبهات ريف حلب الشمالي، قبل أن تصدر قيادة الفرقة 30 بياناً جديداً، تعلن فيه إقالة الملازم، أبو إسكندر وتقديمه للمحاكمة العسكرية وعدم مسؤولية الفرقة عن تصريحاته.

اقرأ أيضاً سورية: المعارضة تتصدى لتمدد "داعش" في ريف حلب

المساهمون