قال فصيل "الجبهة الوطنية للتحرير"، التابع للمعارضة السورية المسلحة، إنه رصد سيارات تحمل براميل بداخلها مواد كيميائية نقلها النظام السوري من دمشق إلى ريف حماة.
وفي بيان نشره الناطق الرسمي باسم الجبهة، ناجي المصطفى، اليوم الأربعاء، أوضح أن البراميل وعددها عشرة خرجت من اللواء 155 (لواء صواريخ أرض- جو) القريب من دمشق ليلًا، الأسبوع الماضي، ووصلت إلى منطقة السلمية في الليلة نفسها، مشيرا إلى أنه تم تفريغها في أربعة مواقع ضمن الجبال، وبعدها تم نقلها إلى مكان آخر غير معلوم، متوقع أن يكون قريبًا من مدرسة المجنزرات.
ويأتي بيان "الجبهة الوطنية" بعد مزاعم روسية بشأن استعداد المعارضة لـ"فبركة" هجمات كيميائية على محافظة إدلب في الأيام المقبلة، بالتعاون مع الدفاع المدني.
وقال المصطفى إن التصريحات الروسية عارية تمامًا من الصحة ومثيرة للسخرية، لكنها تحمل في طياتها مؤشرات خطيرة.
وأضاف أن الطرف الروسي ومعه نظام بشار الأسد بدأ بتطبيق الخطوات التقليدية التي تسبق توجيه ضربات بالسلاح الكيميائي ضد المدنيين، كما فعل سابقًا في ريف إدلب والغوطة الشرقية، معتبرًا أن غالبية الضربات تم توثيقها وبعضها تمت إدانتها رسميًا من قبل المجتمع الدولي.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية حذرت روسيا، الأسبوع الماضي، من استخدام الأسلحة الكيميائية في إدلب.
في غضون ذلك، تصدرت التطورات في الشمال السوري جدول أعمال الاجتماع بين وزيري خارجية روسيا، سيرغي لافروف، ونظيره السعودي، عادل الجبير.
وفي مؤتمر صحافي مشترك، اليوم الأربعاء، قال لافروف إن روسيا والسعودية اتفقتا على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 للحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وأضاف أن الجلسة المشتركة بحثت تكثيف الجهود لتأمين عودة اللاجئين السوريين إلى بيوتهم، كما تم التطرق إلى مصير إدلب بالتأكيد على الفصل بين "المعارضة المعتدلة" و"جبهة النصرة" (هيئة تحرير الشام). ودعا لافروف الأمم المتحدة لأن تعلب دورا أكثر نشاطا في خلق الظروف لعودة اللاجئين والنازحين، بما في ذلك تحديث وترميم البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية.
ووصف لافروف الاتهامات الموجهة للنظام السوري بالاستعداد لشن هجمات كيميائية بأنها مفتعلة، متهما الولايات المتحدة بإثارة التوتر حول إدلب. وذكر أن الولايات المتحدة حاولت تغيير النظام الحاكم في سورية لكنها فشلت، متهما واشنطن بأنها تهتم بتغيير الأنظمة غير المرغوب فيها أكثر من مكافحة الإرهاب، حسب تعبيره.
من جهته، تحدث الجبير عن المعارضة السورية والظروف التي تمر بها حاليًا، مشيرًا إلى أن السعودية تعمل على توحيد صفوف المعارضة، وإيجاد حل سياسي في سورية، وإبعاد المليشيات الأجنبية لدفع العملية السياسية إلى الأمام.
وأضاف أن بلاده تسعى لتعزيز العلاقات التجارية مع روسيا والتنسيق معها سياسيًا.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تحاول فيه روسيا كسب أطراف دولية وإقليمية لدعم جهودها بشأن عودة اللاجئين السوريين، واللجنة الدستورية التي أقرت في مؤتمر سوتشي مطلع العام الحالي.
من جهتها، حذرت الأمم المتحد اليوم الأربعاء، من تهجير 800 ألف مدني من محافظة إدلب شمالي سورية، في حال بدء النظام السوري عملية عسكرية على المحافظة.
وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ليندا توم، إن هجوم قوات النظام المحتمل على إدلب قد تكون نتائجه كارثية ويزيد عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية بشكل أكبر وعبرّت عن تخوفها من تعرض المساعدات للخطر وتهجير العاملين في مجال الإغاثة نتيجة الأعمال العسكرية.
ويهدد النظام السوري بشن حملة للسيطرة على محافظة إدلب والمناطق الخارجة عن سيطرته في أرياف اللاذقية وحماة وحلب.