المعارضة السوريّة أمام استحقاق مؤتمر الرياض: توحيد أو تنسيق؟

21 نوفمبر 2015
حراك بين الفصائل المسلحة قبيل الاجتماع(حسين نصير/الأناضول)
+ الخط -
ساهم الإعلان الرسمي السعودي عن عزم المملكة عقد اجتماع للمعارضة السورية في منتصف الشهر المقبل، في تسريع الحراك سواء بين الهيئات السياسية للمعارضة السورية أو بين الفصائل المسلحة استعداداً لهذا المؤتمر.

اقرأ أيضاً: تنسيق وفد المعارضة السورية في عهدة السعودية

وجاء الإعلان على لسان مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، عبر تصريح صحافي قال فيه إن "السعودية حريصة على جمع شمل المعارضة السورية ومساعدتها على التقدم بكلمة واحدة وموقف موحّد"، مضيفاً أن المؤتمر يشمل "كل أطياف المعارضة" بما في ذلك شخصيات مقيمة داخل سورية.

بدوره، أكد المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان ديميستورا، العزم على عقد اجتماع المعارضة في الرياض منتصف ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بمشاركة ممثلي المعارضة السورية للتشاور بشأن أي مفاوضات مقبلة مع دمشق، وذلك في تصريحاته للصحافيين عقب جلسة مشاورات مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة مونز لوكوتوفت، يوم الخميس الماضي، بمقرّ المنظمة الدولية بنيويورك.

وبيّن أنّ "مشاركة جماعات المعارضة في المفاوضات (المزمع عقدها بين المعارضة والنظام) ستكون على طاولة المناقشات التي تعقد في الرياض منتصف الشهر المقبل، وأيضاً في عدد آخر من العواصم"، معتبراً أنه "من المؤكد أن هذه المناقشات تمثل فرصة للمعارضة السورية كي يأتوا معاً أكثر استعداداً وبشكل شامل قدر الإمكان".

وكشف المبعوث الدولي عن أن قائمة المفاوضين باسم النظام جاهزة، قائلاً "نحن لدينا بالفعل قائمة للحكومة السورية (للمشاركة في المفاوضات)، لدينا أسماء 40 شخصاً، ومن المهم الآن أن تكون لدينا قائمة شاملة وواسعة تمثل المعارضة".

وقال مصدر معارض مطلع، لـ"العربي الجديد"، "نعتقد أن هناك مساعٍ دولية جادة للدفع بمسار الحل السياسي السوري، وفي المقدّمة الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا"، مبيّناً أن "اجتماع المعارضة المزمع عقده في العاصمة السعودية الرياض خلال الشهر المقبل، هو أحد مخرجات توافقات فيينا". ولفت إلى أنه "من المنتظر عقد لقاءات تحضيرية لاجتماع الرياض، خلال الأيام القليلة المقبلة، من المرجح أن تتم في دولة الإمارات، على أن يتراوح عدد المشاركين في هذه الاجتماعات ما بين 20 و30 شخصية معارضة، بهدف التنسيق للوصول إلى التحضير للمشاركة في لجنتي السياسة ومؤسسات الدولة".

وقال مصدر معارض مسؤول من مؤتمر القاهرة، لـ"العربي الجديد"، إن "لقاء الرياض تم التوافق عليه دولياً خلال لقاءات فيينا"، موضحاً أن "الوفد السعودي المشارك بلقاءات فيينا، التقى على هامش الاجتماعات بوفد من اللجنة السياسية لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، برئاسة هيثم مناع، إذ تم إخبار الأخير عزم السعودية عقد لقاء الرياض، على أن تدعى له شخصيات من مختلف أطياف المعارضة السورية، كما تم بحث سبل إنجاح اللقاء، مؤكدين جديتهم في دفع مسار حل الأزمة السورية".

غير أن الدبلوماسي السوري السابق جهاد مقدسي، عضو اللجنة السياسية لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، أكد لـ"العربي الجديد"، أنه "لم توجه أي دعوة بعد، والمؤتمر ليس لتوحيد المعارضة بل تنسيقي الطابع"، مضيفاً "سيتم دعوة الجميع دون استثناء، والمؤتمر سيد نفسه، أي يعود للمشاركين الخروج بنتائج". 

ورأى أنّ الهدف من المؤتمر هو الوصول لاتفاق على "آلية تنسيق" قد تفرز، خلال المؤتمر، فريقاً يتحدث باسم الجميع خلال المحادثات أو المفاوضات المقبلة مع السلطة، وهذا الفريق "سيعبّر" دون أن "يمثّل" بالمعنى الحزبي لمرجعيته، لأن العملية السياسية لن تنطلق وستبقى مشلولة في حال لم يكن هناك تمثيل توافقي ما للمعارضة (لا يُدْمَجُ أحد بأحد)، فالشعب السوري بنهاية المطاف هو وحده الفيصل بكل ما يتم التوصل إليه بين الأطراف السياسية، وأي مفاوضات أو محادثات سياسية مقبلة هي مجرد عربة للوصول إلى هذا الاستحقاق وليس لتقاسم سلطة، على حدّ تعبيره.

من جانبه، قال رئيس "تيار بناء الدولة السورية" المعارض لؤي حسين، لـ"العربي الجديد"، "ليست لديّ معلومات مؤكدة ولم يتواصل معي أحد إلى الآن، ولا أظن حتى اللحظة توجد أسس معينة توضع على أساسها الدعوات، والصحيح أنه يمكن أن تتم  الدعوات استناداً إلى حصص الدول، ولكن الأشخاص غير المحسوبين على دولة معينة لا أعلم كيف ستتم دعوتهم".

ورأى أن "السوريين والمعارضة خصوصاً، ذاهبون إلى حقل تجارب طويل عريض، ولا يوجد أي مسار واضح التفاصيل، فكل ما هو متوفر لحد الآن أن الدول اتفقت على إنهاء الأزمة السورية فقط".

وفي السياق، قال مصدر معارض مطلع، لـ"العربي الجديد"، إن قائمة المدعوين إلى لقاء الرياض للمعارضة السورية، وفي ظل ما قد ينتج عنه، من وفد مفاوض، ستتسبب في صراعات صغيرة حتى تضع كل دولة الشخصيات المقربة منها، وإن كان يرجح أن تكون الحصة الكبيرة هي للأميركيين، ومن ثم للسعوديين والأتراك إضافة إلى باقي الدول الفاعلة في الملف السوري، في حين سيكون للروس التمثيل الأقل إنْ وجد، إذ لا تزال حصة الروس محسوبة مع النظام.

وتوقع المصدر أن "تتم الدعوة إلى لقاء الرياض وما يسبقها من اجتماعات تحضيرية، على أساس شخصيات وليس كيانات، في حين سيكون العدد الأكبر من الشخصيات المدعوة من الائتلاف الوطني المعارض".

ودفع لقاء الرياض بأطياف المعارضة السورية إلى العمل لإنجاز توافقات وتحالفات جديدة، تزيد من وزنها أمام الدول الفاعلة وقد تزيد من تمثيلها في لقاء الرياض والوفد المفاوض الذي قد ينتج عنه، ومنها هيئة التنسيق الوطنية المعارضة التي بدأت سلسلة لقاءات لعقد تفاهمات مع أطياف معارضة أخرى.

اقرأ أيضاً: 15 يوماً سورياً حاسماً... وواشنطن أقرب إلى الوسيط

المساهمون