المعارضة السورية تصدّ هجوماً للنظام في ريف إدلب

24 يونيو 2020
النظام تكبّد خسائر بالأرواح والعتاد(عارف واتاد/فرانس برس)
+ الخط -
تكبّدت قوات النظام السوري، فجر اليوم الأربعاء، خسائر بشرية في هجوم صدته المعارضة المسلحة بريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع قصف الجيش التركي مواقع للنظام رداً على خرق الأخير لاتفاق وقف إطلاق النار في شمالي غربي البلاد، فيما حذر فريق "منسقو الاستجابة" "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتشددة من التعرض لمخيمات النازحين.
وذكرت مصادر من "الجبهة الوطنية للتحرير"، التابعة للمعارضة السورية المسلحة، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام شنت هجوماً على مواقعها في محور بينين في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وتحدثت المصادر عن أن اشتباكات عنيفة اندلعت عقب الهجوم واستمرت حتى صباح اليوم، مشيرةً إلى أن النظام تكبّد خسائر بالأرواح والعتاد ولم يتمكن من التقدم في المحور.
وعن خسائر المعارضة، لفتت المصادر إلى أن "الجبهة الوطنية للتحرير" فقدت عشرة من مقاتليها بين قتيل وجريح خلال صد هجوم النظام الذي ترافق مع قصف مدفعي وصاروخي على المنطقة.
في هذه الأثناء، ذكرت المصادر أن مدفعية الجيش التركي قصفت مواقع لقوات النظام السوري في محاور معرة النعمان والدانا في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وهي المواقع التي يقوم النظام منها بقصف مناطق جبل الزاوية وتعد نقاط الارتكاز الأولية في الهجمات على المنطقة.
وتخضع المنطقة منذ مارس/آذار الماضي لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه خلال القمة الروسية التركية في موسكو إلا أن النظام والمليشيات الموالية له تقوم بشكل يومي بخرق الاتفاق وخاصة في محاور جبل الزاوية جنوب الطريق الدولي "إم 4".
من جانب آخر، حذر فريق "منسقو استجابة سورية" في بيان له، ليل أمس الثلاثاء، من خطر الاشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" وبقية الفصائل المتشددة على المدنيين والنازحين في إدلب.
وقال الفريق في بيانه: "تستمر الفصائل العسكرية المتواجدة في مناطق إدلب وريفها بانتهاك القوانين الدولية الرامية لحماية السكان المدنيين في مناطق النزاعات، من خلال استخدام الأسلحة الثقيلة أثناء عمليات الاقتتال وسقوط عدد من الجرحى المدنيين نتيجة الاستهدافات العشوائية، وسط مخاوف من توسع دائرة الاشتباكات بين الفصائل العسكرية".


وأضاف: "إننا في منسقو استجابة سورية ندين تلك الاعتداءات المتعمدة بحق السكان المدنيين في منطقة إدلب وريفها ونطالب كافة الجهات المسيطرة على الأرض بإيقاف عمليات الاعتداء المتكررة على السكان المدنيين بشكل فوري، والاستهداف العشوائي للمناطق السكنية".
وحذر الفريق الفصائل العسكرية من الاقتراب أو توسيع نقاط الاشتباكات بالقرب من المخيمات العشوائية ومراكز الإيواء المنتشرة فى المنطقة.
وجاء البيان عقب سقوط ضحايا مدنيين نتيجة اندلاع اشتباكات بين تنظيمي "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) من جهة، وتنظيمات متشددة أخرى منضوية تحت غرفة عمليات "فاثبتوا" في مقدمتها تنظيم "حراس الدين" من جهة أخرى.
واندلعت الاشتباكات، مساء أمس، بعد أن شنت الفصائل المناوئة لـ"هيئة تحرير الشام" هجوماً على السجن المركزي الذي تسيطر عليه الهيئة قرب مدينة إدلب، فيما ردت الهيئة بهجوم على قرية عرب سعيد غربي المدينة.
وانتقلت المواجهات إلى داخل أحياء المدينة لا سيما الغربية منها، ما أدى لالتزام المدنيين في منازلهم في ظل الاشتباكات بين الطرفين اللذين استخدما الأسلحة الثقيلة والرشاشات المتوسطة، فيما دخلت الدبابات على خط المواجهة مع تزايد حدة المواجهات.
وأصيب خمسة مدنيين على الأقل، إثر تبادل إطلاق النار بين الطرفين غربي مدينة إدلب، فيما لم يسجل وقوع أي قتلى سواء بين الطرفين المتحاربين أو المدنيين.
وتصاعد التوتر بين "الهيئة" وفصائل غرفة عمليات "فاثبتوا" بعد تشكيل الغرفة على أثر انشقاق العديد من أقطابها عن الهيئة في أوقات متفرقة سابقة من بينهم جمال زينية الملقب بأبو مالك التلي، إلا أن الهيئة قامت باعتقال التلي والقيادي في غرفة "فاثبتوا" أبو صلاح الأوزبكي ومرافقين للأوزبكي أول أمس الاثنين، الأمر الذي أجج مزيداً من الخلاف، وأصدرت فصائل الغرفة بياناً طالبت فيه الهيئة بالإفراج عن المعتقلين مهددة بالرد.