اقرأ أيضاً: قتلى للنظام بريف دمشق واندماج جديد بين فصائل معارضة
وقال قائد الفرقة الثانية مشاة، المشكلة حديثاً في المنطقة، العميد هاني الجاعور، لـ "العربي الجديد"، إن "المعركة مع (داعش) في هذه المنطقة ستكون صعبة، لكن لا خيار أمام الثوار سوى خوضها". وأوضح أن "التنظيم يحاول الدخول الى منطقة حميرى شرقي دير عطية، وقد حشد لهذا الغرض مجموعات كبيرة من مقاتليه في منطقة المحسا"، متوقعاً أن "يشن التنظيم هجومه من اتجاهات عدة".
وكان التنظيم قد سيطر في وقت سابق من هذا العام على منطقة المحسا، قاطعاً طريق إمداد قوات المعارضة الموجودة في القلمون الشرقي مع الشمال الشرقي السوري (باتجاه البادية)، ما وضع فصائل المعارضة بين فكي كماشة، بحيث تحاصره قوات التنظيم من الشمال، وقوات النظام وحزب الله من باقي الجهات.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت قوات المعارضة سيطرتها على جبل الأفاعي في منطقة القلمون الشرقيّ، بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم "داعش"، لكنها أخفقت في السيطرة على منطقة المحسا وفتح طريق الإمداد إلى الشمال السوري.
وبعد سيطرته على مدينة تدمر، يحاول التنظيم التوسع غرباً أو الى الشمال الغربي باتجاه ريفي حمص وحماة، إضافة إلى التوسع في الجنوب الغربي باتجاه العاصمة دمشق عبر القلمون الشرقي.
وتشارك فصائل عدة في المعركة المحتملة مع التنظيم في هذه المنطقة، أبرزها "تجمّع الشهيد أحمد العبدو" و"جيش الإسلام" و"مجلس شورى المجاهدين"، و"جيش أسود الشرقية"، إضافة إلى الفرقة الثانية مشاة.
ويتمركز عناصر "داعش" في المحسا وبئر القصب، ويملكون خطوط تموين من البادية، بما فيها مدينة تدمر، حيث تخشى الفصائل من تحوّل المحسا إلى قاعدة انطلاق عمليات "داعش" باتجاه القلمون الشرقي، ما يُمهّد الطريق أمامه باتجاه الغوطة الشرقية ودمشق.
وحول الوضع في القلمون الغربي، أوضح العميد جاعور أن "الأمور هادئة نسبياً. لكن قوات النظام وحزب الله تواصلان فرض حصار شديد على مدينة الزبداني، وتمنعان دخول أية مساعدات إليها، ما جعل الوضع الإنساني فيها، وفي المناطق المجاورة صعباً للغاية".
وكانت قوات المعارضة في القلمون الشرقي قد أعلنت، الجمعة، عن قطع طريق دمشق - بغداد، ردّاً "على قصف طيران الاحتلال الروسي للمنطقة". وأعلنت هذا الطريق منطقة عسكرية حتى إشعار آخر.
يأتي ذلك بعدما شنت الطائرات الروسية عشرات الغارات على مواقع الجيش الحر قرب البترا في القلمون الشرقي، خلال الأيام الماضية، إضافةً إلى مواقع أخرى تابعة لجيش أسود الشرقية. وتوعّدت قوات المعارضة السورية، في القلمون الشرقي، قوات النظام وروسيا، بالردّ الحازم على العدوان الذي طاول مواقعها في القلمون.
وأوضح العميد جاعور أن "قوات المعارضة لا تزال تقطع طريق بغداد الدولي، ولكن ليس بالكامل، فهي موجودة على بعد حوالى 3 كيلومترات من الطريق، وتقوم باستهدافه بالمضادات الأرضية بين الحين والآخر بهدف شلّ الحركة على الطريق".
وكانت قوات المعارضة في القلمون الشرقي قد أعلنت قبل أيام عن توحد مجموعة من كتائبها في فرقة جديدة أطلق عليها اسم "الفرقة الثانية مشاة"، بقيادة العميد هاني جاعور. وحول قوات الفرقة الجديدة، أوضح جاعور أنها تتألف من "لواء أول مشاة" بقيادة مؤمن العتر من مدينة القصير. ويضم اللواء الكتيبة الأولى مشاة بقيادة معاوية جمول من مدينة القصير، وتعدادها 110 مقاتلين، وتنتشر على طريق بغداد الدولي وعلى تلال الجبال، وصولاً إلى مطار الضمير، إضافة إلى الكتيبة الثانية بقيادة عمر السكماني من مدينة حمص، وقوامها مائة مقاتل، وتنتشر على جبال المحسا في مواجهة تنظيم "داعش" وصولاً إلى اللواء 128 التابع للنظام السوري. في حين أن الكتيبة الثالثة بقيادة رائد العتر من مدينة القصير وقوامها 85 مقاتلاً، وتنتشر في كل من جيرود والناصرية على تماس مع اللواء 20 التابع للنظام ومطار الناصرية وصولاً إلى جبال المحسا.
أما اللواء الثاني مشاة فهو بقيادة الملازم أول علي الشيخ من مدينة الرحيبة، والذي كان قد انشق عن كلية الشرطة. ويضم هذا اللواء الكتيبة الأولى مشاة بقيادة وليد الشيخ من مدينة الرحيبة وقوامها 60 مقاتلاً، وتنتشر على أطراف مدينتي الرحيبة وجيرود. والكتيبة الثانية مشاة بقيادة الرقيب أول رأفت توتي من مدينة الرحيبة وقوامها 60 مقاتلاً، وتنتشر على طريق بغداد وصولاً إلى مطار السين ومستودعات 559، والكتيبة الثالثة مشاة. وتضم أكثر من خمسين مقاتلاً ويقودها الرقيب أول بدران عريضة من مدينة الرحيبة.
وتضم الفرقة الجديدة أخيراً اللواء الثالث مشاة، بقيادة محمد بكرش من مدينة الرحيبة، ويشمل بدوره ثلاث كتائب تضم جميعاً نحو 200 مقاتل، إضافة إلى كتيبة دفاع جوي، وتضم 30 مقاتلاً، وكتيبة مدفعية وفيها نحو خمسين مقاتلاً وكتيبة دبابات، وتضم 25 مقاتلاً، وسرية "م - د"، التي تضم عشرين مقاتلاً.
اقرأ أيضاً: المعارضة السورية المسلحة تستعيد المبادرة لإسقاط التوسّع الروسي الإيراني