ووصفت مصادر مقرّبة من حركة "أحرار الشام" لـ "العربي الجديد" وقف الهجوم بـ "التوقف المؤقت"، بعد استهداف انتحاري تابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ظهر يوم الأربعاء اجتماع القادة العسكريين للحركة، في مقرّ "لواء العباس" التابع لها، في قرية وادي مرتخون، قرب بلدة البارة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وأودت العملية الانتحارية وفق المصادر عينها، بحياة مسؤول التسليح في الحركة أبو عبد الرحمن جوباس، ونائبه أبو إسماعيل جوباس، والقائد العسكري في الحركة محمد المحمد. كما أُصيب القائد العسكري لغرفة عمليات سهل الغاب أبو هشام بسقلا، وقائد "لواء المجاهدين" في "أحرار الشام" أحمد الشريف، بالإضافة إلى إصابة عدد من عناصر "لواء العباس".
وقد تسببت عملية الاغتيال الكبيرة بخلل كبير في رأس هرم قيادة قوات المعارضة المسلحة، في خضمّ معركتها المصيرية في سهل الغاب، ما أجبر "جيش الفتح"، الذي تُشكّل "أحرار الشام" أكبر فصائله، على إيقاف العمليات العسكرية لحين إعادة تنظيم غرفة قيادة العمليات العسكرية، وتعيين قادة جدد.
بموازاة هذا الوضع، حاولت قوات النظام المتمركزة في بلدة جورين، وفي المعسكر القريب منها، التمدد شرقاً يوم الخميس، في محاولة لاستغلال الخلل الحاصل لدى قوات المعارضة. وبثت صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً، تدّعي فيه وجود قائد الفرقة الرابعة ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام بشار الأسد، وهو يتجوّل بين عناصره في جورين. ولم يكن واضحاً ما إذا كان الشخص المعني هو ماهر الأسد لرداءة المقطع المصوّر.
اقرأ أيضاً: "الخلايا النائمة" ترجئ قرار بريطانيا قصف "داعش" في سورية
لكن تمدّد قوات النظام لم ينجح لثبات تشكيلات قوات المعارضة المرابطة على طول نهر العاصي الذي يقطع سهل الغاب، وصدّت المعارضة كل محاولات قوات النظام الرامية لاستعادة السيطرة على مناطق الزيارة وتل واسط والمنصورة والمشبك وخربة الناقوس والقاهرة.
وكشف الناشط مراد الإدلبي المقرّب من "أحرار الشام"، لـ "العربي الجديد"، أن "قوات المعارضة دفعت بتعزيزات دفاعية إلى خطوط القتال وسط سهل الغاب، بهدف التصدي لمحاولات تسلل قوات النظام، كما فجّرت جسرين على نهر العاصي، يصلان مناطق سيطرة النظام في القسم الغربي من سهل الغاب بمنطقة الزيارة، التي تسيطر عليها قوات المعارضة في القسم الشرقي".
ولفت إلى أن "حصيلة قتلى قصف قوات النظام لمبنى سكني في بلدة كفرعويد بريف إدلب الجنوبي ببرميل متفجر، ارتفعت إلى ثمانية قتلى وثلاثين جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال، كما استهدف طيران النظام مناطق في بلدة كفرنبل وقريتي سكيك وسفوهن وقرى أخرى، واستهدف مناطق في بلدة اللطامنة، التي تسيطر عليها قوات المعارضة بريف حماة الشمالي".
وتزامنت التطورات الميدانية مع تسارع وتيرة اللقاءات الدبلوماسية بين الأطراف المعنية بالملف السوري، بعد انتهاء زيارة رئيس "الائتلاف" السوري المعارض خالد خوجة إلى روسيا. وقال خوجة في مؤتمر صحافي عقده في موسكو، إنه "لمس حرص روسيا على المحافظة على الدولة السورية وعدم تمسكها برأس النظام بشار الأسد، وهذا ما يعكس تغيراً روسياً في الفترة الأخيرة".
واعتبر أنّ "تنفيذ هيئة الحكم الانتقالية التي نصّ عليها بيان جنيف يجب ألا تشمل الأسد، وزمرته الحاكمة، خلال المرحلة الانتقالية ومستقبل سورية"، مضيفاً "وجدنا تفهماً من الجانب الروسي لرؤية الائتلاف في ما يتعلق بالحل السياسي، وأوضحنا أن عملية الانتقال السياسي في سورية، يجب أن تكون ضمن إطار مبادئ بيان جنيف".
كذلك شدد على "أهمية الخروج من الوضع الراهن في سورية، وضرورة العودة إلى وضعٍ يضمن الاستقرار في المنطقة"، لافتاً إلى أن "الحل السياسي يجب أن يحافظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، ويحمي مؤسسات الدولة التي هي ملك الشعب السوري من الانهيار". كما أشار خوجة إلى أن "الائتلاف اتفق مع القيادة الروسية على الاستمرار في المشاورات واللقاءات، لإيجاد حل عادل في سورية".
اقرأ أيضاً: السيناريو اليمني يحضر في سورية