المصري محمد سلام... من القاهرة إلى المريخ

الأناضول

avata
الأناضول
25 فبراير 2015
16A47D8F-4010-4877-AC9D-E6030AD10C07
+ الخط -
"لو كان لي زوجة وأولاد، لما تركت كوكب الأرض وصعدت إلى المريخ"، بتلك الكلمات البسيطة، قال محمد سلام، الشاب المصري، الذي جرى اختياره، الأسبوع الجاري، في تصفية أولى، ضمن 100 شخص حول العالم، ليصعدوا إلى كوكب المريخ في "مهمة بلا عودة"، ليكون بذلك المصري الوحيد ضمن القائمة.

محمد سلام (32 سنة)، قرر ومعه آخرون أن يغادروا كوكب الأرض إلى جاره الذي يتشابه معه في الحال، غير المأهول بالسكان، ويحمل بقعاً حمراء، منها اكتسب اسمه "الكوكب الأحمر".

سلام الذي تتجاوز أحلامه صعوده إلى المريخ، قال: "عندما قررت المشاركة في هذه المهمة، تريثت قليلاً، لأن الرحلة ستكون بلا عودة، وفي النهاية اتخذت قراري بالموافقة؛ لأنني مؤمن بالمخاطرة من أجل تطوير البحث العلمي".

وتابع "عدم عودتي إلى كوكب الأرض، هو أكثر شيء دفعني إلى المشاركة في هذه المهمة"، مؤكداً أن "ذهابي لا علاقة له بالإحباط أو بالأوضاع السياسية". كما أوضح "ربما لو كنت متزوجاً، ولدي أطفال، لم أكن لأفكر في المشاركة في هذا البرنامج، بصراحة لو كان عندي أطفال كان من المستحيل أن أصعد إلى المريخ".

ويؤكد محمد تعارض الأنانية مع حلم اختياره في قائمة الـ24 من المشاركين، قبل أن تتم تصفيتها لاحقاً إلى 4 أشخاص (ولدان وفتاتان) هم من سيسافرون إلى المريخ فعلياً، قائلا: "من أهم متطلبات هذا البرنامج ألا يكون المشارك أنانياً، لأننا سنعمل سوياً، من أجل أن نبقى".

والشاب المصري، الذي بدا مصمماً على استكمال طريقه قال: "لا يوجد شيء يجعلني أعدل عن قراري، والدعم الذي ألقاه من أخي يشعرني بإيجابية أكثر، ولا أفكر صراحة في الموقف الذي قد يدفعني إلى الانسحاب، لأنني لا أريد أن أغير قراري".


الحلم الذي يجمع محمد و99 آخرين، ليس من بينهم عرب إلا هو وشاب عراقي يعيش في الولايات المتحدة، بدأ عام 2012 عندما أعلنت "مارس ون" منظمة غير ربحية مقرها في هولندا عن تنظيم رحلة بلا عودة إلى المريخ، تهدف إلى إقامة مستعمرة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول عام 2025، وجرى تصفية المشاركين من 200 ألف مشارك إلى قائمة تضم 100 شخص.

وأشار محمد إلى أنه "في نهاية عام 2016 سنتعرف على القائمة قبل النهائية التي ستضم 24 مشاركاً، الذين سيمضون معاً 9 أعوام في تدريبات شاقة، وفي دراسة كل المجالات من طب وهندسة وجيولوجيا وغيرها، والحقيقة إنني مؤمن بما أفعله، وسعيد للغاية لأنني أمثل بلدي والوطن العربي، وحلمي يقترب مني، لأنني قطعت شوطاً كبيراً نحو تحقيقه".

ولا يبدو من حديث محمد، الذي تعددت هوايته خلال أعوامه الثلاثين بين العزف على الكمان، ولعب كرة السلة، أنه سيمل العيش على كوكب المريخ، حيث قال: "أعتقد أن المسألة بالنسبة لي بمثابة مغامرة كبيرة، وسأكون منشغلا إلى حد كبير بالأبحاث، وسيكون هناك مليون عالم لديهم أسئلة وتجارب يريدون مني الإجابة عنها".

مضى قائلا: "سآخذ معي كتاب الله، والبيانو الخاص بي، لأن التحدي الحقيقي هو عدم الشعور بالملل، كما أنني سأشغل معظم وقتي بالقراءة وبالحديث لزملائي الثلاثة، الذين حتماً سيكونون من ثقافات مختلفة".

العالم الافتراضي، ساعد سلام على استيعاب فكرة صعوده إلى المريخ، ويقول: "28 مليون كيلو متر هي الفاصل بين الكوكبين، لن نستطيع التحدث مع ذوينا بالهاتف، لكننا سنتمكن من إرسال رسائل إلكترونية، وهذا ما نفعله على كوكب الأرض، جميعنا نرسل رسائل على المواقع، والبريد الإلكتروني".

تابع سلام "خلال تواجدي على كوكب المريخ، سأهتم كثيراً بتطوير البحث العلمي في علوم الفضاء، المهمة ليست سهلة، وأصعب وقت سأمر به هو وقت رحلتي بين الكوكبين، لكن عندما أصل سيتغير كل شيء، هذا علمياً وسيكولوجياً صعب للغاية، لكن خلال العشر سنوات سنتدرب على التأقلم".


ولا يفكر سلام مثل زميلته البريطانية "ماجي ليو" والتي جاءت ضمن قائمة المائة، وهو أن يكوّن أسرة ويرزق بمولود يحمل جنسية "مريخي"، فيقول: "سأترك هذا الأمر للعلماء ليخبرونا قبل الذهاب بما إذا كان هذا ممكناّ أم لا، فالأهم لدي الآن هو القيام بالتدريبات التي تؤهلني للمهمة".

ولدى سلام قناعة بأنه، خلال السنوات العشر المقبلة، ستكون هناك تكنولوجيا أكثر تطوراً، تجعل المهمة أكثر أماناً، متابعاً "حتى لو لم أصل فأنا مؤمن بما أفعل، والإيمان لا علاقة له بالنتيجة النهائية، يكفيني شرف المحاولة".

صمت سلام قليلاً، وكأنه يرى حلمه يتحقق ويقول: "عام 2018 ستقوم المنظمة بإرسال أول مهمة، وهي قمر صناعي يدور حول المريخ لعمل اتصال بين الأرض والمريخ لاحقاً، وفي 2020 سيتم إنزال آلي على المريخ، ويقوم بأعمال الحفريات وتحليل بيانات، وهناك مرحلة أخرى، وهي نزول وحدات كبيرة على المريخ، فيما سنسافر نحن رواد الفضاء عام 2024".

وأعرب سلام عن تمنياته بأن "تختلف النظرة إلى التعليم في بلادي. فمن خلال تجربتي الشخصية، لو كنت عرفت ما أحبه ووجدت من ينميه لديّ ويعلمني وأقرأ فيه، لكان الوضع مختلفاً، ولكنت رائد فضاء".

وبحسب الموقع الرسمي لمشروع مارس ون، ففي عام 2015، تقضي كل مجموعة بضعة أشهر سنوياً في التدريب، من خلال التواجد في مستعمرة مماثلة للوضع على كوكب المريخ، للتحضير للمهمة. وتلك المحاكاة ستتم من خلال مرحلتين: الأولى هي البقاء في مستعمرة مشابهة، والثانية التدريب على التواجد في بيئة مشابهة أكثر مثل الصحراء والقطب الشمالي.

اقرأ أيضاً: صخور القمر اختفت ولم يظهر منها إلا القليل

دلالات

ذات صلة

الصورة

منوعات

 ​يواجه رواد الفضاء أثناء رحلاتهم كثيراً من التحديات، أبرزها الحصول على قسط كافٍ من النوم. لكنّ قضاء الأطقم الفضائية 23 عاماً من العمل على متن محطة الفضاء الدولية ساهم في الاستفادة من تجاربهم
الصورة

منوعات

كشفت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، يوم أمس الثلاثاء، النقاب عن منزل يبدو للوهلة الأولى عادياً، لكنّه في الواقع سيحتضن اعتباراً من يونيو/ حزيران المقبل أربعة أشخاص يحجرون أنفسهم فيه لأكثر من عام لمحاكاة الحياة على المريخ.
الصورة

منوعات

جولة على أبرز الأخبار الزائفة المتداولة في المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الحالي. كل الأخبار المذكورة أدناه غير حقيقية رغم انتشارها على نطاق واسع. وقد تحقق منها فريق "العربي الجديد".
الصورة
"إنجينيويتي": مروحية أميركية تحلّق فوق المريخ للمرة الأولى- تويتر

منوعات

كان يُفترَض أن تحلّق مروحية "إنجينيويتي" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية خمس مرات فقط على كوكب المريخ، لكن نجاح مهمتها بمرافقة روبوت "برسيفرنس" الجوا جعلها تتمّ 12 رحلة حتى الساعة
المساهمون