المصارف المغاربية تسعى لتسريع عمليات الاندماج

07 نوفمبر 2018
الجهاز المصرفي يسعى لتفعيل الاتحاد المغاربي (العربي الجديد)
+ الخط -

تستعد المصارف المغاربية إلى بناء مرحلة جديدة من التعاون المالي بين دول شمال أفريقيا وفق أهداف يناقشها اتحاد المصارف المغاربية الذي بدأ قمته المصرفية المغاربية في تونس، اليوم الأربعاء، تحت شعار "تطور النشاط المصرفي: التحديات والآفاق للمصارف المغاربية".

وأقر أمين عام اتحاد المغرب العربي، الطيب البكوش، بتعثر بناء فضاء اقتصادي موحد بعد نحو 30 عاما من إعلان الاتحاد الإقليمي، معتبرا أن المرحلة الجديدة تفرض على الجهاز المصرفي لعب دور متقدم من أجل تجاوز المشاكل التي تسببت في تأخر أهداف الاتحاد الاقتصادية والاجتماعية.

وقال البكوش في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنه "يجب التدرج في بناء جسم اقتصادي مغاربي متكامل ومندمج عبر توسيع قاعدة المبادلات التجارية"، مشيرا إلى أن "مجهودات كبيرة يبذلها اتحاد المصارف المغاربية من أجل إعادة تفعيل مشروع الدفع المغاربي الذي يمكّن الفاعلين الاقتصاديين من إنجاز المعاملات التجارية بالعملات المحلية".

وحسب البكوش، فإن بوادر أمل جديد تلوح في سماء الفضاء المغاربي الموحّد بعد الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها ليبيا وتحسّن الظروف الأمنية التي ستنعكس إيجابيا على دول الجوار، ولا سيما منها تونس، باستعادة الرحلات الجوية، كما أن فتح قنوات الحوار المباشر بين الجزائر والمغرب قد ينهي في الأشهر القادمة واحدا من أهم أسباب تعثر الفضاء المغاربي المشترك.

وحسب بيانات كشف عنها المدير العام للمصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية نور الدين زكري للمؤتمر، فإن معدل التجارة البينية لا يتجاوز لكل بلد مغاربي 3.25 بالمائة من مجموع المبادلات التجارية التي تجريها البلدان المكونة للاتحاد المغاربي.

ويشير خبراء اقتصاد إلى أن دول المغرب العربي تخسر ما بين 10 إلى 16 مليار دولار بسبب تعطل التكامل الاقتصادي البيني، ولم تتجاوز نسبة التبادل التجاري بين دول المنطقة 3 بالمائة.

وفي وقت سابق، شكا رئيس الاتحاد التونسي للفلاحين، عبد المجيد الزار، من أن "قرابة 30% من المنتجات الزراعية في دول المغرب العربي وشمال أفريقيا تتعرض للتلف بعد إنتاجها، بسبب قيود متعلقة بالتصدير.



وقال محافظ البنك المركزي التونسي، مروان العباسي: "إن الشيء الوحيد الذي يعمل في المغرب العربي هو التجارة الموازية، وهو إشكال كبير حتى بين ليبيا وتونس، مما جعل البعض يعتبر أن هناك بنكا مركزيا منافسا في منطقة راس الجدير الحدودية".

ودعا العباسي في كلمة بالمؤتمر، إلى توحيد الجهود لمقاومة التجارة الموازية، وخاصة بين البنوك، مشيرا إلى أن توحيد العملة المغاربية يجب أن تسبقه أرضية لتحقيق الاقتصاد الموحد والمندمج بين هذه الدول وخلق إمكانيات استثمار بين الدول الأعضاء، منوها بالتجربة التونسية الليبية، حيث اعتمدت العملة التونسية في التجارة البينية أو ما يعرف بـ"ايما"، مما ساعد في تسهيل التبادل التجاري بين البلدين.

وبدأت في تونس، اليوم الأربعاء، الدورة الـ16 لقمة البنوك المغاربية والتي تستمر يومين، بمشاركة ممثلين عن 5 بنوك مركزية لتونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا، إضافة إلى 180 بنكا ومؤسسة مالية و5 شركات نقدية.

وتناقش الدورة العديد من المحاور، على غرار رقمنة البنوك ودور البنوك في الاندماج المغاربي، إلى جانب مكافحة تبييض الأموال وملف موقع التمويل الإسلامي في المشهد البنكي المغاربي.

أسست دول المغرب العربي الخمس، وهي تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا، الاتحاد المغاربي عام 1989، بالتوقيع على ما سمي بمعاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي، وتعد اقتصادات الدول الخمس بمقتضى هذه الاتفاقية مكملة لاقتصاد بعضها البعض، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي لكل هذه الدول في معظم حاجياتها.

المساهمون