في هذا السياق، توضح مصادر يمنية مرافقة للمشاركين في المشاورات لـ"العربي الجديد"، أن "الجلسات تواصلت الأحد بعقد اجتماع بين المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ورؤساء الوفود، صباح أمس، وجلسة مشتركة عامة مساءً، غير أن الأجواء بدت أكثر تعقيداً من أي يوم مضى، في ظلّ بروز حالة واضحة من اليأس لدى مشاركين من الطرفين، من أن المفاوضات وصلت، أو توشك أن تصل إلى طريق مسدود".
ويتوقع مصدر مرافق للوفد الحكومي، أن "تكون المفاوضات في أسبوعها الأخير، مع عدم ظهور أي بوادر تجاوب من قبل الانقلابيين بإجراءات بناء الثقة، بل وتراجعهم عن الموافقة على جدول الأعمال. وهو الأمر الذي يجعل المحادثات في حلقة شبه مفرغة حتى اليوم".
وفي تلميح إلى أن خيار الانسحاب من المشاورات بات أمراً مطروحاً، يشير نائب رئيس الوزراء اليمني، وزير الخارجية، رئيس الوفد الحكومي عبد الملك المخلافي، إلى أنهم "سيبقون صامدين في معترك استعادة الدولة عبر العمل السياسي وكسب المجتمع الدولي، فليس من الشجاعة الانسحاب بل المواجهة ونطلب من شعبنا المساندة".
وكان المبعوث الأممي قد أكد في بيان أمس، أن "الجلسات المشتركة ضرورية لطرح القضايا العامة وإشراك الجميع في معالجتها". وفي حين لم يحمل بيانه إشارات تفاؤل واضحة، قال ولد الشيخ، إنهم "مصرون على التقدم بالرغم من كل التحديات والصعوبات". ودعا كافة "الأطراف على الأرض للتحلّي بالهدوء والاحتكام للعقل ووضع مصلحة الشعب اليمني فوق كل اعتبار".
وعلى الرغم من أن الخيار العسكري هو الأقوى على الأرض، في حال فشل جهود السلام، إلا أن سيناريوهات أخرى، تبرز في المقابل، وأهمها تفعيل الحوارات التي كانت بدأت برعاية السعودية في مدينة ظهران الجنوب، الشهر الماضي والتي أثمرت اتفاقات محلية بتثبيت الهدنة، كما كانت قد أثمرت تهدئة في المناطق الحدودية منذ مارس/ آذار الماضي.
وفي هذا السياق، عّبر مصدر مقرب من وفد الحوثيين وحزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ويرافق الوفد المشارك في الكويت عن الإحباط نتيجة التطورات الأخيرة في المشاورات، ملمحاً إلى أنه وفي حال فشل محادثات الكويت فإن الرياض تسعى لأن تأتي جميع الأطراف إليها، وهو ما لا يزال الطرف الانقلابي يتوجس من الدعوة إليه.
وكان المبعوث الأممي قد طرح منذ اليوم الأول لبدء المشاورات مقترحاً بانتقال لجنة التنسيق والتهدئة التي تتألف من ممثلين عن الطرفين ومشرفين أمميين إلى السعودية، وزادت بعض التناولات أن اعتبرت ذلك مقدمةً لانتقال الحوار بكامله إلى السعودية، غير أن ولد الشيخ نفى أن يكون هناك نقاش حول الجزء الأخير المتعلق بنقل مكان المفاوضات.