المسلمات الألمانيات ناجحات رغم النظرة السلبية

05 مايو 2015
قوالب نمطية في النظر إلى المسلمة الألمانية (Getty)
+ الخط -

ما زالت صورة الفتاة المسلمة في ألمانيا مجهولة على نطاق واسع، وتندرج في إطار السلبية. ومن ناحيتهن، تعيش الفتيات المسلمات في ألمانيا بين قيود الثقافة الدينية من جهة، والرغبة في الانطلاق في المجتمع من جهة أخرى، ليبدأ التحدي من الجهتين.
ويشير أحد التقارير إلى أنّ أول ما يخطر في بال الألمان عند ذكر الفتاة المسلمة هو الحديث عن إجبارها على ارتداء الحجاب، والزواج المبكر، وسلطة الزوج عليها، وجرائم الشرف.
لكنّ وسائل الإعلام الألمانية تلاحظ قدرة الألمانيات المسلمات على الاندماج في المجتمع الألماني، بالرغم من الكثير من القيود الدينية.

من جهتها، تقول الكاتبة المغربية الألمانية زينب المصرار، مؤلفة كتاب "البنات المسلمات"، إنّ معظم النساء المسلمات في ألمانيا يعشن حياة ناجحة كغيرهن من النساء، فقد أصبحن طبيبات وصاحبات شركات ومربيات وكاتبات، ولهن حضور في شتى مجالات الحياة. وتشير في كتابها إلى أنّ المرأة المسلمة في ألمانيا أصبحت قادرة على رفع صوتها بثقة أكبر بالنفس، فلا تترك المجال للنقاد في تصنيفها تابعة للرجل.

وبالرغم من التقدم الكبير الذي حققته المرأة المسلمة في المجتمع الألماني إلا أنّ شريحة نسائية ملحوظة ما زالت تعيش عزلة عن المجتمع، فلم تتعلم اللغة الألمانية حتى. وتترافق هذه العزلة مع صعوبات تعانيها المرأة المسلمة، خصوصاً المحجبة، من صعوبة الحصول على فرصة عمل، إلى تعرضها للتحرش في الشارع. بالإضافة إلى المعاناة في فترة المراهقة وضغوط الأهل والزواج القسري الرادع لها عن أعمال يمكن أن يرفضها الدين، فتتكرر جرائم الشرف مع فتيات مسلمات، خصوصاً إذا دخلن في علاقة حبّ مع شاب غير مسلم.

من جهتها، تقول الأستاذة الفخرية في علم النفس والمتخصصة في الحوار بين الثقافات بيرغيت روميلسباخر: "التوجهات الخاصة بالتعليم والعمل لا تختلف كثيراً بين الفتيات المسلمات وغيرهن. والغالبية العظمى من الشابات المسلمات ترغب في تأمين حياتها عن طريق الوظيفة وتقبل على الجامعات وتملأها الرغبة في التعلم".
أما ناشرة مجلة "امرأة"، المهتمة بالمسلمات الألمانيات، ساندرا أديويي فتقول إنّ "المرأة المسلمة تعيش حياة طبيعية في ألمانيا. وبالرغم من الكثير من العقبات التي تواجهها، إلا أنها قد أنجزت تقدماً كبيراً في حياتها بكل ثقة، ومن دون تفكير سلبي قد يقضي على آمالها في الحرية والنجاح وتقبّل المجتمع الألماني لها أسوة بغيرها.
المساهمون