المسرح في السودان: أداة احتجاج أيضاً

30 يوليو 2019
(مظاهرة سودانية حداداً على مجزرة القيادة العامة الشهر الجاري)
+ الخط -

لم تغب الفنون عن الاحتجاجات التي شهدتها عدّة بلدان عربية عام 2011، حيث كانت عنصراً أساسياً للتعبير عن الرفض عبر رسوم الغرافيتي التي انتشرت على الجدران وفي الساحات، وكذلك الأغنية بأشكال مختلفة سواء التي استندت إلى التراث أو إلى موسيقى عصرية.

في التاسع عشر من كانون الأول/ ديسمير 2018، اندلعت المظاهرات في العديد من المدن السودانية ضد ارتفاع أسعار الخبز والوقود، شاركت فيها العديد من القوى السياسية والاجتماعية والثقافية والتي تواصل حراكها بعد عزل الرئيس السابق عمر البشير في نيسان/ أبريل الماضي.

بدا واضحاً أن معظم البرامج الثقافية التي تديرها الموسسة الرسمية قد تعطّلت، مقابل تصاعد الأنشطة التي تنظمّها القوى الشعبية، ومنها التظاهرة التي يُطلفها "تجمع الدراميين السودانيين" عند الخامسة من مساء اليوم الثلاثاء في "المسرح القومي" في مدينة أم درمان وتتواصل حتى التاسعة، برعاية قوى الحرية والتتغير.

يشير الفنان السوداني عادل مالك، أحد المشاركين، في حديثه إلى "العربي الجديد" إلى أن "البرنامج يشتمل على عروض مسرحية تعبّر عن لسان الثورة، وقراءات شعرية، وغناء وطني، بالإضافة إلى معرض فوتوغرافي يوثق لشهداء الثورة، وكلمات يلقيها ممثلون عن الحراك الشعبي".

يضيف: "لم يعلن عن أسماء العروض المشاركة بشكل تفصيلي، ولكن معظمها تمّ تقديمه سابقاً في ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة قبل فصّ الاعتصام بالقوة، وهي عبارة عن ارتجالات تمّ تصميمها من واقع أحداث الاعتصام ويوميات الثورة فى الأحياء والمدن، كما تتناول العروض سيرة الشهداء وصمود الأمهات والإاصرار على المضي فى طريق الثورة مهما كلّفت من تضحيات".

يوضّح مالك أن "دور المسرحي والمبدع عموماً من أهم الأدوار التي يمكن أن تنجح الثورة، إذا ما امتلك الوعي اللازم من خلال ما يقدّمه من عروض تحمل طابعاً توعوياً وتثقيفياً، وتلامس الواقع المعيش، وتحفّز على الفعل الثوري الإيجابي، وهذا ما يقوم به عدد من الفنانين من خلال عروض مسرح الشارع في الاعتصامات، وداخل الأحياء، كما تنظّم بموازاة ذلك لقاءات ونقاشات مفتوحة حول دور الثقافة والمثقف".

من بين العروض المشاركة: "دم الشهيد غالي"، و"الوطن الفسيح"، و"أم الشهيد أمي"، وجميعها ارتجالات تم تصميمها أيام الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش، ويحضر العديد من الفنانين المسرحيين منهم محمد حسن طيارة ورماح القاضي وسلمى مدني وماجدة نصر الدين وربيع يوسف.

المساهمون