المريض صفر: من هو أول المصابين بفيروس كورونا؟

25 فبراير 2020
الحالات الأولى ارتبطت بسوق المأكولات البحرية في ووهان (Getty)
+ الخط -
اختلفت السلطات الصينية والخبراء على أصل تفشي فيروس كورونا المستجد، وبشكل أكبر على هوية "المريض صفر"، وهو مصطلح يُطلق على أول إنسان يصاب بمرض فيروسي أو بكتيري متفشٍ.

سمح التقدم في التحليل الجيني للعلماء بتتبع سلالة الفيروسات من خلال تتبع المصابين بها، وتحديد هوية الذين بدأ تفشي المرض منهم، ما قد يساعد على الإجابة عن الكثير من الأسئلة، مثل كيف ومتى ولماذا انتشر الفيروس؟ وبالتالي منع إصابة المزيد من الناس به، أو السيطرة على تفشيه في المستقبل.

هل نعرف من هو "المريض صفر" في حالة فيروس كورونا المستجد الذي بدأ انتشاره من الصين؟ الجواب القصير هو لا، لكنّ السلطات الصينية والخبراء طرحوا فرضيتين حول ذلك، وفقًا لموقع "بي بي سي".

البحر هو المصدر
أبلغت السلطات الصينية سابقًا، بأنّ أول حالة إصابة بالمرض كانت في 31 ديسمبر/ كانون الأول عام 2019، وأنّ العديد من الحالات الأولى كانت مرتبطة بسوق المأكولات البحرية "هونان" في ووهان بمقاطعة هوبي، التي تعد مركزًا لتفشي المرض، بمعدل 82% من الحالات الـ75 ألفًا المسجلة حتى الآن في الصين والعالم، وفقًا لإحصائيات جامعة جونز هوبكنز.

في حين زعمت دراسة أجراها باحثون صينيون ونُشرت في مجلة "لانسيت" الطبية، أنّ أول إصابة بفيروس كورونا شُخصت في الأول من ديسمبر عام 2019، وأنّ المصاب وهو رجل مسنّ، لم يكن له أي ارتباط بسوق المأكولات البحرية في ووهان، لأنه لم يكن يخرج أساسًا من منزله بسبب إصابته بألزهايمر.

كما أوضحت الدراسة أنّ ثلاثة أشخاص آخرين أظهروا علامات المرض في الأيام التالية، وكان من بينهم اثنان ليس لهما صلة بالسوق، إلا أنّ الباحثين أكدوا بالمقابل أنّ 27 شخصًا من بين 41، دخلوا المستشفى في الفترة الأولى من تفشي المرض، كانوا مرتبطين بالسوق.
وما زالت الفرضية التي تشير إلى أنّ المرض انتقل من حيوان حي إلى إنسان في سوق المأكولات البحرية هي الأكثر احتمالًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

شخص واحد
تفشى فيروس الإيبولا في غرب أفريقيا بين عامي 2014 و2016، وقتل ما يزيد عن 11 ألف شخص وأصيب به أكثر من 28 ألف شخص، وانتشر في 10 بلدان، من بينها إسبانيا والولايات المتحدة وإيطاليا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
خلُص العلماء إلى أنّ تفشي فيروس الإيبولا في ذلك الوقت بدأ من شخص واحد فقط، وهو صبي كان عمره عامين من غينيا، والذي يحتمل أنه أصيب بعد لعبه في تجويف شجرة في داخلها خفافيش.

وربما تكون الطاهية ماري مالون، التي هاجرت من أيرلندا إلى أميركا، "المريض صفر" الأكثر شهرة في العالم، بعد أن كانت هي التي بدأ منها تفشي حمى التيفوئيد في نيويورك عام 1906.

وكان المرض ينتشر بين أفراد الأسر الغنية التي عملت لديها ماري، ما أوصل الباحثين إليها بعد التتبع والتحقيق، وتبين لاحقًا أنها تحمل المرض من دون أن تظهر عليها أعراضه، ولكنها قادرة على نشر العدوى به بين الآخرين.

وتظهر الأدلة المتزايدة أنّ بعض الأشخاص "أكثر كفاءة" من غيرهم في نقل عدوى الفيروسات، وتعتبر مالون من أوائل الحالات المسجلة لأشخاص يمتلكون هذه القدرة الفائقة، ويطلق عليهم اسم "معدٍ بشدة".

عن طريق الخطأ
يعارض العديد من خبراء الصحة تحديد هوية أول شخص يصاب بمرض متفشٍ، خشية أن يؤدي ذلك لالتباس حول المرض، أو إلحاق ضرر أو أذية بالمريض، مثلما حدث في حالة شهيرة، صنف فيها رجل عن طريق الخطأ بأنه "المريض صفر" بالإيدز.

وزُعم في وقت سابق أنّ غيتان دوغاس، وهو مضيف طيران كندي مثلي جنسيًا، هو الذي بدأ بنشر مرض الإيدز في الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن تكشف دراسة عام 2016، أنّ الفيروس انتقل لأميركا من الكاريبي في بداية سبعينيات القرن الماضي.
ومن المستغرب أنّ مصطلح "المريض صفر"، ابتُكر عن طريق الخطأ خلال انتشار وباء الإيدز، إذ إنّ باحثين من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، استخدموا أثناء تحقيقهم في المرض في لوس أنجليس وسان فرانسيسكو في أوائل الثمانينيات، حرف "O" للإشارة لحالة إصابة شخص "خارج ولاية كاليفورنيا"، ففسر باحثون آخرون الحرف على أنه رقم صفر، وهكذا ولد مصطلح "المريض صفر".
المساهمون