وقال المرزوقي، في نص نشره على صفحته الرسمية على "الفيسبوك"، مساء أمس الثلاثاء، إنه "سيسامح السبسي إذا عاد إلى بيته، لكي تتمكن تونس من إعداد مستقبلها في ظل الحد الأدنى من الاستقرار والوحدة الوطنية".
ويأتي هنا استخدام كلمة "يسامح" رداً على ما قاله السبسي حول إشاعة وفاته "سامحوني... مازلت حيّاً".
وعن هذه الإشاعة واتهام أنصاره بترويجها، شدّد المرزوقي على أنه "يحتقر مروّجي الإشاعات، ولكنه في الوقت ذاته يرثي لمصدّقيها ويترك استعمالها لخصومه، لأنني لا أحارب بالأسلحة القذرة التي يعشقونها وحاربوني بها ولا يزالون".
وردّ المرزوقي، على ما قاله السبسي بشأن تدهور الأخلاق وتلوث المشهد السياسي في تونس، أنه يوافقه الرأي، بدليل أن "مرشحاً للرئاسة (يقصد السبسي) يكذب على الشعب بوعود سريالية خيالية مضحكة، كان أول من يعلم استحالة تحقيقها، ويخدع مناصريه ويأخذ أصواتهم على قاعدة عدائه المزعوم لحزب النهضة وهو متحالف معها سرّاً ويرفض التصريح بثروته وبملفه الطبي".
واتّهم الرئيس السابق، السبسي بأنه "تلقى من دولة أجنبية معادية للثورة ولتونس، سيارتين فخمتين، في عملية إفساد واضحة وتأثير على استقلالية القرار الوطني، ولولا التشهير لاحتفظ بهما".
وأضاف المرزوقي، أنّ "السبسي عندما أصبح رئيساً، يريد إنقاذ الفاسدين بقانون على قدّ مقاسهم، ردّاً لجميل من كانوا بمالهم الفاسد وإعلامهم الفاسد عاملاً حاسماً في انتخابه، وهو أحسن من يعرف ذلك".
وتابع: "كما أنه (السبسي) يدفع بعائلته إلى الصدارة السياسية، ترسيخاً للمحسوبية المنافية لكل قيم المساواة بين المواطنين، وترسيخاً لأرذل ما في تقاليدنا السياسية الفاسدة".
واتّهم المرزوقي خلفه أيضاً، بـ"إنفاق الملايين من أجل صيانة قصر الحمامات ليقضي فيه العطلة بصحبة عائلته، بينما البلاد تغرق اقتصادياً في الأزمات، كما يتجوّل بالطائرة الرئاسية لتقديم العزاء في أمير إماراتي، وهو ما كلّف الخزينة الملايين، ولا يحضر جنازة شهيد واحد من الجيش والأمن في قرى ومدن تونس، الموجودة على مرمى حجر من قرطاج".
وأردف "السبسي قام بتعيين مستشار، في حين أنه ملاحق من العدالة في قضية تدليس".
وعن ما قاله السبسي بأن الإشاعات عن وضعه الصحي تهدد الأمن القومي، اعتبر المرزوقي أن الذي يهدد الأمن القومي لتونس ليس الإشاعات عن الوضع الصحي، وإنما الوضع الصحي نفسه الذي كان منطلق الإشاعات.
وقال الرئيس السابق إنه امتنع عن الحديث من باب الحياء إبان الحملة الرئاسية عن لا معقولية ترشح شخص قارب التسعين لقيادة شعب في أصعب مراحل تاريخه، وهو أمر مستحيل في أي بلد غير بلدنا، معتبراً أنه من حقه اليوم ومن واجبه كمعارض طرح الأمر، لأنه يتعلق بسلامة وطن، كل السيناريوهات مخيفة أمامه في ظل بقاء هذا الرجل.
وأوضح المرزوقي، أن من بين هذه السيناريوهات "الجمود، في ظل تحلل سياسي متصاعد وتفاقم الأزمة الاقتصادية إلى حدود عام 2019. وأيضاً سيناريو عام 1987 (أي إقصاء بورقيبة من الحكم)، أو سيناريو انتخابات في جوّ استعجالي تلعب فيها قوى المال الفاسد والإعلام الفاسد ورقتها الأخيرة لتجعل من تونس ديمقراطية مافيوزية بامتياز".
واعتبر المرزوقي أن كل هذه السيناريوهات محمّلة بعظيم الأخطار السياسية، وستؤخر لسنوات عديدة أي نهضة اقتصادية، لن تحدث إلا في ظل استتباب نظام سياسي نهائي.