المرزوقي يدعو حكومة الشاهد لاستقبال اللاجئين العالقين في البحر

26 يوليو 2018
دول كثيرة ترفض استقبال المهاجرين العالقين في المتوسط (Getty)
+ الخط -
طالب الرئيس التونسي السابق، محمد المنصف المرزوقي، حكومة يوسف الشاهد باستقبال اللاجئين العالقين في عرض البحر قبالة السواحل التونسية منذ ما يزيد عن أسبوع.

وقال الرئيس التونسي السابق وزعيم حزب حراك تونس الإرادة المعارض: "شرف تونس والشعور الإنساني في كفّة، وفي الكفة الأخرى حسابات صغار العقول والنفوس..عودوا إلى رشدكم، انتصروا لإنسانيتكم".

وتابع في تدوينة على صفحته الرسمية "فيسبوك": "أطالب الحكومة التونسية باستقبال هؤلاء البشر حالا، وأن تساهم في إنقاذ كل من يمكن إنقاذه في عرض البحر من اللاجئين".

وتساءل المرزوقي: "ماذا ستقولون يوم تترك البحرية الإيطالية أو الفرنسية أو الإسبانية مركبا يفيض بلاجئين تونسيين يغرقون في البحر ولا يحركون ساكنا؟..".

ويقبع المركب "ساسروت 5"، الذي أنقذ 40 مهاجرا من أصول أفريقية منذ أكثر من أسبوع على بعد 12 ميلا قبالة السواحل التونسية في جرجيس من محافظة مدنين جنوب شرق البلاد، وذلك بعد رفض السلطات التونسية استقباله.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر التونسي، الإثنين الماضي، أنّ السفينة التي تضم حوالي 40 مهاجرا أفريقيا ما زالت عالقة قبالة السواحل التونسية، بعد رفض تونس السماح لها بالدخول إلى موانئها والرسو لاستقبال المهاجرين.

من جانبها، أغلقت السلطات الإيطالية موانئها أمام السفن الخيرية العاملة في البحر المتوسط​​، تنفيذا لقرار الحكومة الجديدة التي دعت دول الاتحاد الأوروبي إلى تقاسم أعباء استقبال آلاف المهاجرين غير الشرعيين الذين يتم انتشالهم بشكل شبه يومي من المياه.

وعبرت الحكومة الإيطالية عن رفضها للحوافز المالية التي عرضتها دول الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين، على خلفية اقتراح المفوضية الأوروبية يوم الثلاثاء 24 تموز/يوليو 2018 دفع ستة آلاف يورو (7000 دولار) عن كل مهاجر يتم استقباله، فضلاً عن تمويل تكلفة مئات الخبراء للمساعدة في التعامل مع الأشخاص الذين يأتي أغلبهم من أفريقيا سعياً للجوء في أوروبا.

وقال وزير الداخلية الإيطالي اليميني، ماتيو سالفيني، في تصريحات صحافية: "نحن لا نطلب تبرعات خيرية. كل طالب لجوء يكلف دافع الضرائب الإيطالي ما بين 40 و50 ألف يورو، وأضاف: "بوسع بروكسل الاحتفاظ بتبرعاتها لنفسها. نحن لا نريد المال، بل الكرامة".

ويبدو أن موقف تونس يتناغم مع سياسة الدول الأوروبية التي أغلقت موانئها أمام المهاجرين الذي تم إنقاذهم من البحر، بحسب ما أكده رئيس جمعية الهلال الأحمر التونسي، منجي سليم، الذي أشار إلى أن الرفض التونسي جاء كردّ فعل لرفض إيطاليا وبقية دول الاتحاد الأوروبي استقبال مراكب الإنقاذ الخيرية.


وفي سياق متصل، طالب رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مسعود الرمضاني، الدول الأوروبية باحترام الاتفاقيات الدولية للبحث والإنقاذ البحري وقانون البحار التي وقعت عليها.


ودان الرمضاني السياسات اللاإنسانية لدول الاتحاد الأوروبي الرافضة لتحمل المسؤولية القانونية والإنسانية إزاء المهاجرين غير النظاميين، وعمليات الإنقاذ في البحر التي نتج عنها مئات الغرقى في البحر منذ بداية السنة.


كما طالب، في تصريح لـ"العربي الجديد"، الحكومة التونسية بالاستجابة لنداء الاستغاثة وبالسماح استثنائيا للمهاجرين العالقين بدخول ميناء جرجيس، مع توفير المتابعة الطبية والنفسية لهم، مشيرا إلى أن وضعيتهم الصحية صعبة جدا ويحتاجون إلى عناية وتدخل سريع.

المساهمون