أعلن الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، تنازله عن الرئاسة الشرفية للرابطة التونسية لحقوق الإنسان، بسبب موقفها من إعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري.
وكانت المنظمة دعت في بيان لها رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، إلى "إصلاح الخطأ السياسي الذي ارتكبته السلط العليا التي سبقته، فيحرّر الإرادة السياسية من منطق الابتزاز الذي تريد أن تمارسه بعض القوى السياسية الداخلية أو الخارجية".
وعبرت الرابطة عن "أسفها الشديد لإسقاط اللائحة البرلمانية الداعية إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية التونسية مع سورية، ورفع التمثيل الدبلوماسي معها من مستوى القنصلية إلى مستوى السفارة".
واعتبر البيان أن اللائحة المرفوضة بسبب عدم حصولها على عدد الأصوات الكافي (109 أصوات) "لا تكتسي إلا صبغة رمزية أو اعتبارية، لأنّ الفصل 77 من الدستور يخوّل لرئيس الجمهورية وحده التصرّف في شؤون السياسة الخارجية للبلاد".
وكتب المرزوقي على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إنه أعاد مرتين "قراءة بيان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، الذي تطالب فيه السلطة برفض قرار البرلمان وإعادة العلاقات الدبلومسية مع النظام السوري، وبتصحيح خطأ الحكم السابق، وذلك من باب حقوق الإنسان أي بحق الشعوب، وكأن الشعب السوري كان له يوما حق اختيار من يحكمه".
وأضاف "تعلمت عبث مجادلة أناس يحدثونك من جهة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرب ضد الفساد وضد الصهيونية إلخ ولا يهمهم 13000 إعدام خارج القانون في صيدنايا، ولا تقارير العفو الدولي، ولا هلاك مئات الآلاف وتشريد 5 ملايين سوري، ولا التوريث والفساد والتفاهمات مع إسرائيل، وتسليم سورية للسلطات الأجنبية، وكم هائل من الجرائم، السبب فيها قطر وتركيا وداعش، ولا ذنب فيها لدكتاتور ورث الحكم عن أبيه الدكتاتور الدموي الآخر".
كما أوضح أنه يرفض مجادلة "أناس أغلقوا عقولهم وقلوبهم"، على حد وصفه، ولكن القضية "أن هذا الموقف ناجم عن منظمة انتميت لها في سنة 1981 وتعلمت فيها الكثير وأعطيتها ما استطعت في خدمة النضال ضد التعذيب والإعدام والتوريث والفساد واستعباد الشعوب من خارجها ومن داخلها وحقها في اختيار من يحكمها".
وأشار إلى أنه ترأس الرابطة من 1989 إلى 1994 في أصعب مراحل النضال ثم سمي رئيسا شرفيا لها كبقية الرؤساء السابقين، مؤكدا أن الرابطة التي أصدرت هذا البيان "لا تمت لي بصلة، وأرفض أن أكون منها، وبالتالي فإنني أرفض أن أكون رئيساً شرفياً لها من هنا فصاعداً".